تعمل مزرعة البرهنة وإنتاج البذور بحاسي بن عبد الله، 20 كلم شمال ورڤلة، على ضمان المرافقة التقنية للفلاحين الراغبين في اقتحام نشاط زراعة المورينجا والجوجوبا بغرض تطوير هذه الزراعة الحديثة بهذه الولاية، حسب ما علم من مسئولي المزرعة. وترتكز جهود المرافقة والدعم لهؤلاء الفلاحين على قواعد الإرشاد الفلاحي، لاسيما ما تعلق منه بقساوة المناخ وملوحة التربة والجفاف، بما يسمح بتطوير هذا النوع من المحاصيل الفلاحية الجديدة، لاسيما وأنها تفتح آفاقا واعدة، فضلا على أنها لا تتطلب إمكانيات كبيرة، مثلما أوضح إطار بمزرعة البرهنة وإنتاج البذور. وفي هذا الصدد، تقوم المزرعة حاليا بحملات توعية واسعة و تنظيم أيام تحسيسية وإيضاحية لفائدة الفلاحين والمستثمرين من أجل التعريف بهذه النبتة وإبراز فوائدها الغذائية المتعددة للإنسان والحيوان، وذلك من أجل تشجيعهم على ولوج هذه الشعبة، وتمكينهم من إيجاد حلول بديلة للصعوبات التي قد تعترض ممارسة هذه الزراعة، يضيف فاروق برغوثي. وجرى إدخال زراعة هاتين النبتتين الجديدتين اللتان تتوفران على مميزات تتأقلم مع مناخ المنطقة وخصائصها الطبيعية كالجفاف وملوحة التربة والمياه الشديدتين، وذلك من خلال تخصيص مساحات صغيرة لا تتجاوز واحد هكتار لكل نبتة على مستوى مزرعة البرهنة، حيث يجري البحث في إمكانية توسيعها في أوساط الفلاحين. وتتميز هذه النبتة (المورينجا) التي تشبه نوعا ما عشبة البقدونس وتعد علفا مفيدا لبعض الحيوانات كالأرانب والدواجن، بكونها تتحمل ندرة المياه بشكل كبير ولفترات طويلة، إلى جانب مقاومتها لملوحة التربة والمياه. وسجل في هذا الإطار نجاح في زراعة نبتة المورينجا التي أعطت محصولا وجه للاستهلاك المحلي في شكل أوراق خضراء أو مجففة أو مسحوق يتم مزجه مع مكونات أخرى كالحليب أو العسل، كما شرح برغوثي، الذي ذكر بالمناسبة أن عشرات الفلاحين أبدوا استعدادهم لخوض تجربة هذه الشعبة في مزارعهم. ولا تزال هذه النبتة غير معروفة بالشكل الكافي بالرغم من دخولها إلى المنطقة منذ حوالي خمس سنوات، في الوقت الذي بدأت تعرف انتشارا ملحوظا بين فلاحي منطقة غرداية، حيث تمكن أحد الفلاحين بها مؤخرا من غرس مساحة قوامها واحد هكتار من هذه النبتة، كما تمت الإشارة إليه. وتعد نبتة المورينجا، التي يعود أصلها إلى آسيا الإستوائية ثم انتقلت بعدها إلى كل من أمريكا وإفريقيا، سريعة النمو وغير مكلفة وطرق زراعتها سهلة وتتميز بوفرة محاصيلها، بحيث يستطيع الفلاح تحقيق مردود يصل إلى 50 طنا في الهكتار الواحد. ولوحظ نمو طبيعي لهذه النبتة التي أدخلت إلى مزرعة البرهنة وإنتاج البذور بحاسي بن عبد الله كنبتة جديدة في 2017، غير أنها لم تصل بعد إلى مرحلة الإنتاج (فترة 4 سنوات). كما يسجل كذلك نجاح مقبول ونمو طبيعي فيما تعلق بنبتة الجوجوبا التي أدخلت بدورها إلى المزرعة في ذات الفترة كنبتة جديدة، غير أنها لم تصل بعد إلى مرحلة الإنتاج (4 سنوات). وتتوفر هذه النبتة الدائمة الإخضرار التي يعود أصلها إلى المناطق الجافة، على عديد الفوائد، لاسيما في مجال صناعة مواد التجميل من خلال استخلاص زيوتها، حيث أن بذورها تمكن من استخلاص 50 بالمائة من الزيوت الموجهة لهذه الصناعة. ولا تزال هذه النبتة أيضا غير معروفة في أوساط فلاحي المنطقة، بالرغم من نجاح تجربة زراعتها على مساحة محدودة بمزرعة البرهنة وإنتاج البذور، كما تمت الإشارة إليه.