* email * facebook * twitter * google+ تمكنت تجربة زراعة محصول الكينوا (نبتة شبيهة بالحبوب تستعمل لأغراض الطهي) خلال السنوات الأخيرة، بورقلة، من تحقيق نتائج "جد مشجعة" وفتحت آفاقا "واعدة" من أجل توسيعها، حسبما علم يوم الخميس، من مديرة مزرعة البرهنة وإنتاج البذور بحاسي بن عبد الله (ورقلة)، التابعة للمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية (بسكرة). وتم في هذا الإطار تحقيق ما يناهز 32 قنطارا في الهكتار الواحد خلال سنة 2018، محققة بذلك منطقة حاسي بن عبد الله (15 كلم شمال ورقلة) أحسن مردود على المستوى الوطني من هذا المحصول الممارس بشكل تجريبي منذ دخوله المنطقة سنة 2015، كما أكدته السيدة وفاء موسي، خلال يوم تحسيسي وإيضاحي حول هذه النبتة. واعتبرت السيدة موسي، بأن نجاح تجربة زراعة نبتة الكينوا الغنية بالبروتين (من 14 إلى 18 بالمائة) والألياف والأحماض الأمنية والتي تتميز بالقدرة على النمو في الظروف البيئية والمناخية القاسية، يعد مؤشرا ايجابيا وفرصة لفلاحي المنطقة لاستخدامها كمحصول جديد يساهم في التنوع الغذائي، وتعميم زراعتها في الأراضي المتضررة من الملوحة وشح الموارد المائية خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة. ويراهن على هذه النبتة ذات الدورة الزراعية القصيرة في إنتاجها وغير المكلفة ماديا من خلال تشجيع الفلاحين على الإقبال عليها، وتوعيتهم وتحسيسهم بفوائدها الكبيرة لاسيما وأنها تعتبر كعلاج لبعض المرضى (بدون غلوتين) ومطلوبة في الأسواق العالمية نظرا لقيمتها الغذائية كما أوضحته مديرة المزرعة. وبالرغم من تكيف الكينوا مع خصائص المنطقة وإمكانيتها في تحقيق محاصيل وفيرة لاسيما وأنها تتحمل ملوحة وفقر التربة والجفاف، ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من مياه السقي إلا أن الإقبال عليها لا يزال لا يتعدى 10 بالمائة باعتبارها نبتة جديدة وإنتاجها لا يزال في مرحلة التجربة إلى جانب توجه الفلاحين نحو الحبوب والمحاصيل الكبرى كما ذكرته السيدة موسي. وتعمل مزرعة البرهنة وإنتاج البذور بحاسي بن عبد الله على مرافقة الفلاحين تقنيا وإيجاد حلول لعديد المشاكل التي تواجه الفلاحين كقساوة المناخ وملوحة التربة والجفاف وغيرها، من خلال إدخال هذا النوع من المحاصيل الجديدة لاسيما وأن هذه الأخيرة تفتح آفاقا "واعدة" كما لا تتطلب إمكانيات كبيرة وفق ذات المسؤولة. وتستعمل نبتة الكينوا كغذاء للإنسان باستعمال حبوبها وأوراقها، وكغذاء أيضا للحيوان باستعمال نباتها كعلف أخضر ومخلّفات حصاده كما تستخلص منها مواد حلبية وتجميلية وزيوت وتدخل في كثير من الصناعات الغذائية كالحلويات والمأكولات، بالإضافة إلى الصناعات الصيدلانية وغيرها، حسب الشروح المقدمة خلال أشغال هذا اليوم التحسيسي المنظم على مستوى مزرعة البرهنة وإنتاج البذور. وعرف اليوم التحسيسي والإيضاحي الذي جرت فعالياته بالهواء الطلق بالقرب من محيط زراعة نبتة الكينوا بذات المزرعة تنظيم معرض حول بعض المنتجات من حلويات وفرينة وغيرها بدون غلوتين لجمعية "مرضى السيلياك" المحلية وتذوق أسماك المياه العذبة المستزرعة على مستوى المحطة.