كشف شكيب جوهري رئيس جمعية ودادية الجالية الجزائرية المقيمة بتونس، أمس، ل"السياسي" تفاصيل مثيرة عن معيشة عدد كبير من الجالية الجزائرية المقيمة في تونس بسبب اضطهاد النظام القديم بما فيها عدم احترام الاتفاقيات الموقعة بين البلدين على أرض الواقع، حيث قال أنها "توجهت نحو الفقر والاحتياج"، معتبرا أنها لطالما عانت الأمرين خاصة ما تعلق منه بالبطالة ونقص التكوين لولا الإجراءات المتخذة من طرف الجزائر خاصة في السنوات الأخيرة على غرار تعديل قانون الجنسية. أسقط شكيب جوهري رئيس الجمعية ودادية الجالية الجزائرية المقيمة بتونس اللثام عن الوضعية المزرية التي آلت إليها أعداد كبيرة من العائلات الجزائرية المقيمة بتونس بالرغم من أنها تعتبر جالية تاريخية أغلب أعضائها مولدين بتونس، بعد أن خسروا أقساط هامة من أرضيهم وآلت تجارتهم للزوال في عهد النظام القديم الذي أسقطته ثورة الشباب التونسي بداية هذه السنة، والذي كان يتبع سياسة الاضطهاد على الجالية الجزائرية، حيث قال أنها "توجهت نحو الفقر والاحتياج". وأكد جوهري أن هذه السياسة المضطهدة من طرف الرئيس السابق لتونس ضد الجالية الجزائرية جاء بسبب تخوفه من الديمقراطية التي كانت تسود في الجزائر منذ 1989 عكس أغلب الدول العربية، حيث كانت تسود الجزائر التعددية الحزبية والإعلامية وهو ما كان يثير مخاوف بن علي من تفتح عيون شعبه على ضرورة تفعيل الديمقراطية في تونس، وقال ذات المتحدث " بن علي كان يعتقد أن الجالية الجزائرية تشكل خطر لا على تونس النائمة آنذاك". وكشف جوهري ل"السياسي" تفاصيل معاناة الجالية الجزائرية من البطالة كأجنبي من المفروض أنه موجود في دولة عربية إلا انه ليس له الأحقية في التوظيف إلا في آخر المراتب، كما سلط رئيس الجمعية ودادية الجالية الجزائرية المقيمة بتونس الضوء على نقص فرص الجزائريين لاستكمال مسار تعليمهم العالي، حيث لا يسمح له بالتدرج، وأشار جوهري بالمقابل إلى الجهد المبذول من طرف الدولة الجزائرية في هذا المجال خاصة خلال العشرية الأخيرة وفي مقدمتها تعديل قانون الجنسية الذي اعتبره نقلة نوعية، بعد أن كان المولدين من أم جزائرية وأب تونسي الموجودين خاصة في وجدة والكاف يعانون الأمرين في فقدان الحقوق بين البلدين خاصة وقت الرئيس السابق بن علي، وكذا تحسن الكبير والمشهود له في الخدمات القنصلية، والدليل هو التسهيل الممنوحة لعودة الجالية لأرض الوطن صيفا. وفي سياق آخر نقل جوهري تخوف التونسيين خاصة منهم العاملين في مجال السياحة من تراجع عدد السياح الجزائريين في هذا الوقت بالذات، مشيرا إلى أن الأمور عادية بالرغم من الطلبات والاحتجاجات لأوضاع اجتماعية كانت متردية، معتبرا أن ذلك لن يشكل خطرا على السنة السياحية في تونس، كما لم يشكل خطرا على الجانب الفلاحي والتعليمي قبل ذلك، خصوصا وان التركيز الآن على الاستقرار الأمني في تونس كمفتاح للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، مضيفا أن الجالية الجزائرية قد عايشت مراحل هذه الثورة مع الشعب التونسي. وفي موضوع آخر طالب رئيس جمعية ودادية الجالية الجزائرية المقيمة بتونس بتحسين ظروف الاستقبال على الحدود البرية، والتي اعتبرها لا تتلاءم وحجم حركة المرور بين البلدين.