التفجيرات تهدد بضرب الموسم السياحي بالجارة الشرقية عاد الإرهاب ليضرب تونس من جديد، بعد أقل من سنة على العملية الإرهابية الانتحارية بقلب شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس، حيث اهتزت العاصمة الخميس على وقع عمليتين إرهابيتين بقلب المدينة وأخرى بقفصة، قبل أشهر على موعد الانتخابات المقرر نهاية العام. وتمثلت العملية الإرهابية الأولى في تعرض محطة الإرسال بجبل عرباطة بقفصة التونسية، فجر اول امس، إلى إطلاق نار من قبل مجموعة إرهابية دون تسجيل أي أضرار بشرية أو مادية، ونقلت وسائل إعلام محلية أن العملية العسكرية والأمنية متواصلة لتعقب آثار هذه المجموعة. وبعد ساعات قليلة، شهد شارع شارل ديغول بقلب العاصمة تونس، هجوما انتحاريا أسفر عن مقتل عون أمن بالشرطة البلدية وإصابة أمني آخر بجروح و3 مدنيين، بحسب بلاغ لوزارة الداخلية التونسية. وبعد التفجير الأول بنصف ساعة، أقدم شخص آخر على تفجير نفسه قبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بمنطقة القرجاني في العاصمة، وقالت الداخلية التونسية إن العملية أسفرت عن أربع إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف أعوان الأمن، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. واستقبل مستشفى شارل نيكول بالعاصمة، 8 مصابين من رجال أمن ومدنيين ضحايا التفجيرين الانتحاريين، وقالت السلطات إن حالات المصابين الثمانية متفاوتة الخطورة لكنها مستقرة، ويتلقون العلاج اللازم. ولم يعرف بعد من يقف وراء هذه العمليات الإرهابية، التي وقعت قبل بضع أشهر على الانتخابات التشريعية والرئاسية، وفي ذروة الموسم السياحي الذي تأمل تونس أن يشهد عددا قياسيا من السائحين. وقامت القوات الأمنية بتطويق موقع الهجومين بالعاصمة، والذي يعرف بفنادقه التي يرتادها السياح الأجانب بالإضافة إلى وجود السفارة الفرنسية. وعلق سياسيون وخبراء تونسيون على الهجمات بالتأكيد على وجود دوافع خلفية من ورائها، خصوصا وأنها وقعت في فترة تزامنت مع تعديلات شملت القانون الانتخابي والتحضيرات الخاصة بالانتخابات التشريعية والرئاسية، وبالمقابل ربط البعض هذه الهجمات بتسرب العناصر الإرهابية من ليبيا، وآخرون بمحاولات خفية لتهديم الاقتصاد التونسي عبر ضرب الموسم السياحي الذي يعول عليه التونسيون لتحسين الوضع، حيث توقعت وزارة السياحة التونسية استقبال 9 ملايين سائح هذا العام. وكانت العاصمة تونس، قد عرفت شهر أكتوبر الماضي، قيام امرأة بتفجير نفسها، في هجوم انتحاري أسفر عن إصابة 15 شخصا بينهم عشرة من رجال الشرطة. ومنذ الثورة التونسية في سنة 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق زيد العابدين بن علي، تشهد تونس أحيانا عمليات تتسبب فيها جماعات إرهابية، تنشط غرب البلاد وفي مناطق أخرى. إدانات تونسية ودولية نددت أحزاب سياسية تونسية على رأسها تحيا تونس و التيار الشعبي و النهضة ، في بيانات لها، بالتفجيرين الإرهابيين في العاصمة تونس، قائلة إن الإرهاب يحاول يائسا الانتقام لفشله في منع تونس من التقدم على طريق الحرية والديمقراطية. واعتبرت حركة تحيا تونس ، أن هذين التفجيرين يعبران عن يأس الإرهاب واندحاره بعد الهزائم المتتالية التي تكبدها على أيدي القوات الأمنية والعسكرية الباسلة، وعلى فشله الذريع في منع تونس من التقدم على طريق الحرية والديمقراطية. ودعت الحركة التونسيين الى مزيد من اليقظة ومعاضدة جهود القوات الامنية والعسكرية ، كما أكدت إصرارها على مواصلة المسار الانتخابي وإجراء الانتخابات في موعدها حماية للعملية الديمقراطية واحتراما لمقتضيات الدستور. من جهته، أدان التيار الشعبي هذه العمليات التي وصفها ب الإرهابية التخريبية المتزامنة، مجددا وقوفه التام مع المؤسستين الأمنية والعسكرية في مواجهة كل من يستهدف تونس وشعبها ووحدتها وسيادتها. ودعا الحزب الشعب التونسي إلى اليقظة التامة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها تونس والاستعداد لحماية الدولة ومؤسساتها من كل المتربصين بها في الداخل والخارج, مشيرا الى أن الارهاب ليس أكثر من أدوات وظيفية في أجندات كبرى هدفها إعادة تشكيل المنطقة برمتها بما فيها استهداف تونس. أما حركة النهضة فاعتبرت في بيان لها, ان هذه الجرائم لن تثن التونسيين عن استكمال أهداف المرحلة وإنجاز الاستحقاقات الانتخابية في آجالها وتوفير كل مقومات نجاح الموسم السياحي الواعد , كما ادانت هذه العمليات الإرهابية الجبانة وكل المتورطين في تنفيذها والتخطيط له, ودعت كل التونسيين الى الوقوف صفا واحدا من أجل إجهاض مرامي الإرهابيين ومؤازرة المؤسستين الأمنية والعسكرية في التصدي لهذه الجرائم. وفي ذات السياق، أكد الحزب الجمهوري أن هذه العملية الإرهابية الجبانة تستهدف أمن تونس وتسعى لضرب موسمها السياحي وإرباك المسار الانتخابي , مجدد التأكيد على أن الحرب على الإرهاب مستمرة, داعيا المجموعة الوطنية إلى تحصين تونس من العمليات الجبانة التي تسعى لضرب صورة الوطن. كما دعا حزب مشروع تونس, كل التونسيين إلى الوقوف صفا واحدا وراء قوات الأمن والجيش في الحرب المتواصلة وطويلة الأمد ضد الإرهاب والإرهابيين وتأكيد الوحدة الوطنية في مثل هذه الظروف. وحول ذات الهجمات, أعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتفجيرين اللذين استهدفا سيارة للشرطة ومقر وحدة مكافحة الإرهاب في العاصمة التونسية. وفي ذات السياق, أدان الرئيس الفرنسي, إمانويل ماكرون, عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) الهجمات الإرهابية التي طالت تونس, مؤكدا مساندته ودعم بلاده للشعب التونسي في هذه المحنة.