تمت المصادقة على المشروع التمهيدي لقانون المحروقات الجديد في اجتماع ترأسه الوزير الأول، نور الدين بدوي، حيث من المنتظر أن يتم عرضه على مجلس الوزراء في اجتماعه المقبل. ويأتي هذا المشروع بعد عرض قراءته الثانية من طرف وزير الطاقة، محمد عرقاب، استجابة للتطورات الحاصلة في ميدان المحروقات سواء داخليا أو خارجيا، بعدما اثبت القانون الحالي الصادر سنة 2005 والمعدل في 2013 في أحكامه محدوديته، وكذا لبعض الآثار السلبية على عمليات الانتاج واستقطاب الاستثمارات الأجنبية. كما لفت البيان، في نفس السياق، إلى تضاعف الاستهلاك الوطني كل خمسة عشر سنة، وهو ما سيشكل عجزا هيكليا بين العرض والطلب في السوق الوطنية خاصة في مجال الغاز، في آفاق 2025-2030. وبهذا الصدد، يهدف مشروع القانون الجديد إلى توفير نظام قانوني ومؤسساتي وجبائي مستقر ومحفز للاستثمار في ميدان المحروقات على المدى الطويل ودونما المساس بالمصالح الوطنية، حيث تم الابقاء على قاعدة 51/49 فيما يتعلق بالاستثمارات الاجنبية في هذا المجال. كما سيوسع هذا النص الجديد من استغلال المقدرات الوطنية من المحروقات إلى اعماق الساحل (أوفشور)، يضيف البيان. ويولي مشروع القانون أيضا أهمية كبيرة لجوانب الصحة والسلامة والبيئة مع الحرص على احترام مبادئ التنمية المستدامة، وفقا لنفس المصدر. وفي السياق، ثمن الوزير الأول الأحكام التي تضمنها المشروع والتي تعد ملكا للمجموعة الوطنية وفقا لأحكام الدستور، وبالتالي وجب استغلالها بصورة مثلى، تأخذ في الحسبان معطيات واقع الثروات الباطنية التي تحوز عليها البلاد والتي يجب ان تكون في خدمة التنمية المستدامة وامننا الطاقوي والمحافظة على الطابع الاجتماعي للدولة. وقال الوزير الاول، أن هذه الأهداف سامية ونسعى لبلوغها من خلال هذه الاصلاحات في قطاع المحروقات، والتي تشكل الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك محركها ومنفذها والتي ستجد كل المرافقة في ذلك، لاسيما تنفيذ مخطط تطويرها الذي كان محل مصادقة من قبل المجلس الوزاري المشترك المنعقد يوم 23 سبتمبر 2019. كما أشار بدوي، إلى أن فتح هذا الملف في الوقت الراهن يندرج في إطار الاستراتيجية التي تبنتها الحكومة قصد تأهيل الاقتصاد الوطني ومختلف مجالات النشاط خدمة لمصالح بلادنا ولمواطنينا، مع الرفع من جاذبية بلادنا للاستثمارات الأجنبية وكذا الحفاظ على حقو الاجيال القادمة في اطار مقاربة تنموية مستدامة.