يعتبر حي 90 مسكن أو حي بندومي، كما يطلق عليه السكان ببلدية فوكة، من بين المناطق التي تشهد نقائص تنموية عديدة بولاية تيبازة، والتي نغصت على المواطنين حياتهم اليومية، هذه الأخيرة التي زادت حدتها بحرمانهم من المشاريع، الأمر الذي جعلهم يشعرون بالإقصاء والتهميش. أكد أحد القاطنين بالحي الجديد، أن السكان قاموا بتعديلات كبيرة على الشقق بمجرد دخولهم إليها، منذ عام ونصف تقريبا، حيث تطلبت عمليات تهيئة وإعادة الطلاء لأكثر من مرة، ومعالجة التشققات التي كانت موجودة على الجدران وإعادة تهيئة الأرضية بالبلاط، بسبب التصدعات التي تحدث بين الحين والآخر في قنوات الصرف الصحي. غياب الغاز الطبيعي زاد من استيائهم اشتكت "رتيبة. ع" من افتقار الحي لمادة الغاز الطبيعي الضرورية الواجب توفرها، والتي يعاني منها كل سكان بندومي، خاصة خلال فصل الشتاء، في ظل البرودة الشديدة والرطوبة العالية التي تعرفها المنطقة، والتي تنعكس بشكل أكبر على فئة الأطفال الصغار وكبار السن ما يجعل العائلات تعوض وسائل التدفئة بالمدفئات الكهربائية التي تكلف الكثير من المال، مضيفة أن الحي لم يزود بهذا المورد الطبيعي منذ أن انتقلوا إليه، حيث يضطرون في كل مرة إلى الاستعانة بقارورات غاز البوتان، ما تسبب في حالة من الإرهاق والتعب التي يواجهونها بصفة يومية أثناء رحلة بحثهم عن قارورات الغاز، وذلك من خلال قطعهم لمسافات ذهابا إلى الأحياء المجاورة، من أجل الظفر بقارورة من الغاز الذي يشترونه من أحد المحلات، من أجل تلبية حاجتهم المتزايدة لهذه المادة، الأمر الذي كلفهم أعباء ومصاريف إضافية هم في غنى عنها، خاصة بالنسبة للعائلات محدودة الدخل والتي أفرغت هذه الطلبات المتزايدة جيوبهم، وزادت من معاناتهم خاصة بالنسبة للمواطنين الذين يسكنون بالطابق الخامس، الذين سئموا من إيصال هذه القارورات إلى مقر سكناهم، مطالبين السلطات المحلية وكذا شركة توزيع الكهرباء والغاز الطبيعي، التعجيل في ربط حيهم السكني بغاز المدينة، بعد حرمانهم من هذه المادة الحيوية والأساسية منذ سنة ونصف. تدهور الطريق أهلك الراجلين والسائقين سئم سكان الحي من وضعية الطريق، بسبب ما طرحته من مشاكل تعيق سير الراجلين وأصحاب السيارات على حد سواء، فقد اشتكى المواطنون من مشكلة اهتراء الطريق الرئيسي المؤدي من الحي إلى وسط فوكة، والطريق الرابط بين الأحياء وما يطرحه من عرقلة في السير، والذي يعاني من مشكلة الإهتراء ليبقى مجرد مسلك ترابي، فرغم تعبيده منذ مدة إلى أنه يظهر وكأنه مرت عليه سنين طوال منذ أن عبّد، حيث يتحول خلال الأيام الممطرة إلى أوحال وبرك من المياه الراكدة التي يستحيل المرور بها، ما صعّب من حركة السير خصوصا بالنسبة لتنقل الأطفال المتمدرسين والمسنين، حيث يضطر بعض التلاميذ بفعل هذا الوضع الذي عادة ما يزداد تأزما وتعقيدا خلال هذا الفصل الممطر، إلى انتعال الأحذية المطاطية، نظرا لامتلاء الطريق بالأوحال التي أثارت حتى استياء أصحاب السيارات والمركبات، الذين تذمّروا من كثرة الأعطاب اليومية التي تتعرض لها سياراتهم في كل مرة بسبب كثرة الحفر والمطبات، حيث أكد المواطنون أنهم طالبوا في العديد من المرات بتسوية مشكلة الطرق المتهرئة، لتبقى بذلك معاناة السكان مع الأوحال قائمة إلى إشعار آخر. تذبذب النقل وغياب مركز صحي بالحي يضاف إلى جملة المشاكل التي يعاني منها سكان حي 90 مسكن مشكلة غياب النقل، وبعد المسافة بين الحي والمحطة، حيث لا تتوفر المنطقة على حافلات النقل التي تعمل على نقلهم إلى وسط فوكة، إذ يقطع السكان مسافات طويلة من أجل الوصول إلى المحطة المركزية ببواسماعيل أو القليعة للتنقل باتجاه مقاصدهم، كما اشتكى سكان الحي من عدم وجود مكان يلعب به الأطفال على غرار الأحياء المجاورة، التي أنشأت بها حديقة تحتوي على ألعاب للأطفال، ما يجبرهم على إبقاء أبنائهم بالمنازل خوفا عليهم من أي اعتداء أو خطف، خاصة وأن المنطقة لا تحتوي على مقر للأمن ما أدى إلى قلق السكان، مؤكدين أن نسبة الاعتداءات والسرقات قد زادت بالأحياء، حيث أرجع بعض السكان السبب إلى أن سكان المنطقة لا يتعارفون فكلهم من بلدية فوكة، إلا أنهم وافدون من مناطق مختلفة، فمنهم من أصحاب الأحياء القصديرية التي هدمت وأنشأ مكانها متوسطة ومنهم من ضحايا الفيضانات. من جهة أخرى، أشار المواطنون إلى افتقاد حيهم لمركز صحي، مما يجبر المرضى إلى التنقل إلى المراكز الاستشفائية المتواجدة ببلديتي القليعة أو فوكة، متحملين بذلك مشاق التنقل حتى وإن كان ذلك لمجرد إجراء حقنة بسيطة، بالإضافة إلى مشكلة السوق غير المتواجد بالمنطقة، حيث ينتقل المواطنون عبر وسائل النقل إلى وسط فوكة من أجل التسوق، كما اشتكى السكان من الوضعية المتردية للمسجد، الذي لا يزال مبنيا بمواد بناء بسيطة لا تليق بمكانة هذه المنارة الدينية التي يقصدها السكان لأداء الصلوات، مطالبين ببناء مسجد يلم العدد الهائل للمواطنين بتلك الأحياء، على الرغم من هذه المشاكل ونقص المرافق الضرورية اللازمة لأي حي جديد، فسكان المنطقة يعملون جاهدين من أجل المساهمة في تحسين الوضعية، حيث أكد لنا أحد السكان أنهم زيادة على عمل عمال النظافة بالبلدية الذين يقومون يوميا برفع القمامة من الحي، إلا إنهم قاموا بتوظيف شاب يعمل على تنظيف الحي ويشترك الجميع في دفع أجرته، كما يعملون على تسييج الحي، من أجل منع دخول أي شخص غريب حماية لممتلكاتهم وأبنائهم. ديوان الترقية مسؤول عن غياب الغاز وسنستكمل تهيئة الطرقات وفي حديث ل"السياسي" مع المسؤول الأول عن البلدية عيسى نجاري، حول مشاكل وانشغالات سكان حي 90 مسكن الجديد، أكد أن أعضاء المجلس على دراية بمشكلة الغاز الطبيعي التي يعاني منها سكان المنطقة، لكنها ليست من صلاحيات البلدية بل تعود مسؤوليتها إلى ديوان الترقية والتسيير العقاري، المكلف قانونا للقيام بأشغال الغاز لولاية تيبازة بمعية شركة سونلغاز، وأرجع ذات المتحدث سبب اهتراء الطرقات بالحي إلى أشغال البناء التي لا زالت مستمرة بالأحياء المجاورة، والتي لازالت في أشغال التهيئة الخارجية، فالانتقال اليومي للشاحنات والبقايا الصلبة هو ما أدى إلى تآكل الأرصفة وظهور الحفر العميقة بالطريق، كما أكد أنها عبّدت حديثا بتقنية ذات تكلفة أقل، أي تعبيد مؤقت بسبب الأشغال المستمرة، والتي سوف يعاد تعبيد كل طرقات الأحياء بمجرد الانتهاء الكلى من أشغال الأحياء الجديدة. وأضاف عيسى نجاري أن المختص في شؤون مخطط شغل الأراضي ما بين البلديتين وهما بلديتا فوكة والقليعة، يقوم بوضع التجهيزات المرافقة للتجمع السكني، فيما بعد يأتي دور مخطط التهيئة الذي هو من صلاحيات البلدية، فبناء على المخطط السابق، تقوم مصالح البلدية بإنشاء مختلف المرافق اللازمة لأي حي جديد من تأمين لمركز الشرطة، وفتح سوق جواري بالحي، وبناء مسجد إلى غير ذلك من الضروريات.