نظمت التنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية، أمس، تحت رعاية وزير المجاهدين بمناسبة الذكرى ال51 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 بجامعة الجزائر 2، لقاء شبانياً تضمن تدخلات قيمة لأساتذة جامعيين، ميزه الإصرار على ضرورة مواصلة مسار النجاح الذي صنعه شهداء وأبطال الثورة النوفمبرية. شدد أحمد قادة الناطق باسم التنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية على ضرورة توحيد الصفوف العربية والإسلامية والإفريقية والتضامن لدفع الاعتداءات الخارجية، وأطماع الاستدمار الغربي المتحالف مع الصهيونية والمتكالب على الدول العربية لنهب خيراتها، لتحقيق مصالحهم بإخراج بلدانهم من الأزمة المالية والاقتصادية التي يعيش الغرب فيها. وذكر قادة بأن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 جاءت لتأكيد مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال شارل ديغول الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزءً من فرنسا، وضد موقف المعمّرين الفرنسيين الذين مازالوا يحلمون حسب ذات المتحدث بفكرة الجزائر فرنسية، مشيرا إلى القمع الوحشي الذي تعرض له المتظاهرون مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء، واعتبر أحمد قادة أن من أهم نتائج تلك المظاهرات التي أظهرت تلاحم الشعب الجزائري اعتراف فرنسا بجبهة التحرير الوطني كممثل شرعي ووحيد للشعب الجزائري، كما فرضت على الأممالمتحدة إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة التي ولأول مرة ترفض زعم فرنسا بأن القضية الجزائرية هي قضية داخلية فرنسية. وأشار الناطق باسم التنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية إلى ضرورة التجند حول الإصلاحات المقترحة من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لإيصالها إلى تحقيق طموحات الشعب في تكريس مبادئ الديمقراطية ودولة القانون والتعددية السياسية والحكم الراشد، مثمنا مسار هذه الإصلاحات حيث قال »ونحن على أبواب تحقيق الإصلاحات التي يباشر بها فخامة رئيس الجمهورية من تعديلات عدة للقوانين والتي تمت المصادقة عليها مؤخرا من طرف البرلمان، فهو أيضا يحضر لتعديل عميق للدستور الذي سيعمق الإصلاحات التي ما فتئ رئيس الجمهورية مواصلتها منذ اعتلائه سدة الحكم«. وعبر الأستاذ هني عميد جامعة بوزريعة عن فخر الجامعة لاختيارها للاحتفاء بهذه الذكرى المجيدة التي تلاحم فيها الشعب الجزائري من الغرب إلى الشرق لتتوج بمظاهرات 11 ديسمبر 1960، مشيرا إلى أن هذه الأحداث أرغمت شارل ديغول على الاعتراف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره. من جهته عاد أستاذ التاريخ محمد زعيدى إلى المحطات العسكرية والسياسية والدبلوماسية التي مرت بها ثورة نوفمبر 1954 منها كل المظاهرات الشعبية في داخل البلاد وخارجها، مشيرا إلى ما أحدثته من مساندة للقضية الجزائرية في كل القارات والبلدان، ليصل إلى المظاهرات التي حدثت في 11 ديسمبر1960، هذه الأخيرة التي فرضت اعتراف فرنسا بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره.