هي مأساة فتاة تدعى هجيرة وزاني، ابنة 19 ربيعا، إحدى ضحايا الأخطاء الطبية تحملت ثقلها هي وأفراد عائلتها على مدى تجاوز العامين، لازالت طريحة الفراش بمستشفى «مصطفى باشا» تنتظر بفارغ الصبر التفاتة المسؤولين والتكفل بها لعلاجها في الخارج، أملا في الشفاء بعد فشل 12 عملية جراحية خضعت لها طوال فترة تواجدها بمستشفى ميلة مسقط رأسها ومستشفى «بارني» ومستشفى «مصطفى باشا» الذي تقبع فيه حاليا منذ 2010 عام، بعد توعكها الصحي الذي أسفر عن مرض خطير، تسبّب في شلل أمعائها الذي منعها بدوره عن الحركة وألزمها الفراش. تنقلت «السياسي» إلى مستشفى «مصطفى باشا» خلال الأيام القليلة الماضية وبالتحديد إلى مصلحة الجراحة العامة التي تتواجد بها، لتقف على آخر تطورات حالة هجيرة التي تقبع بذات المصلحة منذ عامين، كما وقفنا أيضا على آخر العقبات التي اعترضت سبيل الفتاة ومسار شفائها على غرار تلك الحادثة التي تعرضت لها خلال الأيام القليلة الماضية، إذ سرق منها ملفها الطبي ومبلغ 7000 دج من حجرتها من قبل فتاة كانت تتردد مرارا على غرفتها قصد زيارتها، الحادثة التي خلّفت استنفارا بالمستشفى ومنعت كل زوارها من الدخول بعد اكتشاف عائلتها لضياع ملفها الطبي ومبلغ المال الذين كانت تحتفظ بهما وسط أغراضها، وصرحت هجيرة على أنها اكتشفت بالأمس فقط ضياع ملفها الطبي ومبلغ المال وهي متخوفة من استغلال ملفها الطبي من قبل أطراف مشبوهة واستخدامه في الإحتيال مثلا، خصوصا وأن هجيرة لاقت تعاطفا جماهيريا عبر صفحة التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، الذي ساهم في التعريف بحالتها وآخر تطوراتها، غير أن مصالح الشرطة فتحت تحقيقا في القضية وقبضت على المتهمة التي تقطن في ساحة أول ماي متلبسة، بعد أن عثرت الشرطة على الملف الطبي للمريضة في منزلها لتسترجع الضحية ملفها الطبي فيما بعد، إلا أن حادثة سرقة الملف الطبي لهجيرة ساهمت في تعقيد حالتها النفسية أكثر فأكثر وكشفت أخت هجيرة أن حالة أختها لازالت معقدة وتواجه مصيرا مجهولا، خاصة وأن الأطباء بذات المصلحة أكدوا على أن الحالة الصحية للمريضة تبقى على هذا الحال إلى أن تحصل على تكفل للعلاج في الخارج، وناشدت هجيرة من خلال «السياسي» رئيس الجمهورية ووزير الصحة، ووزير العمل للتكفل بها وعلاجها في الخارج، خاصة وأنها خضعت ل12 عملية جراحية فاشلة أجريت لها على مستوى الوطن، ثلاث منها أجريت لها خلال شهر جانفي الفارط بمستشفى «مصطفى باشا»، لتواجه اليوم مصيرا مجهولا لوضعيتها الصحية الصعبة، التي جعلتها تقاطع مقاعد الدراسة وحلمها في إكمال تعليمها ودخول عالم الطب الذي قاطعها هو الآخر.