وقّعت الوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر وتسييره مع الشركة الصينية العمومية لهندسة البناء »تشاينا ستايت كونستراكشن كورب«، عقد إنجاز جامع الجزائر وتسليم الأمر بالخدمة، وهي الخطوة التي تمثل الانطلاقة الفعلية لبناء هذا الصرح. وأكد بوعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف على هامش حفل التوقيع الذي تم أمس بمقر الوكالة بحضور مستشار رئيس الجمهورية محمد علي بوغازي والمكلف بالأعمال لدى سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر، أن جامع الجزائر يعتبر مدرسة حقيقية، حيث شارك في تصميمه وإنجاز جميع الدراسات الفنية والتقنية 1000 مهندس جزائري من المؤسسات ذات الصلة والخبراء المستقلين، بالإضافة إلى مهندسين ومكاتب دراسات ألمان وكنديين. وأوضح غلام الله، أن هذا الجامع يتكون من أجزاء دقيقة وعالية التعقيد، وتم استعمال تكنولوجيا جد متطورة بالنسبة للتقنيات الخاصة بمقاومة الزلازل بالنسبة لقاعة الصلاة أو بالنسبة لهيكل المنارة التي سترتفع إلى 278م مكونة من 39 طابقا، والتي تضم مراكز أبحاث في الفيزياء والفلك ومعارض وقاعات دراسات، حيث يتكون من 17 بناية في مساحة 20 هكتار، وتبلغ قيمة هذا الصرح الإسلامي والثقافي والفني -حسب الوزير- ما قيمته 1.9 مليار أورو ما يعادل أكثر من 190 مليار دج في مدة زمنية لا تتجاوز 42 شهرا ليسلم في العام 2016، وفي هذا الإطار كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن المشروع سيستحدث خلال فترة الإنجاز 17 ألف منصب شغل، من بينها 10 آلاف منصب لفائدة الجزائريين. وأشار محمد لخضر علوي المدير العام للوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر وتسييره إلى بداية السنوات الأولى للاستقلال في عهد الرئيس الراحل الأسبق هواري بومدين، وهي الفكرة التي تنص على بناء جوامع كبيرة في الولايات الكبرى الرئيسية في وسط وشرق وغرب البلاد، على أن تتولى الدولة تمويلها استثناء، مؤكدا أن ذلك هو السبب الذي دفع بالرئيس بوتفليقة إلى طرح الفكرة على مجلس الوزراء وإلحاحه شخصيا على أن يعكس المشروع هوية الجرائر وروحها الحضارية ورمزا لاسترجاعها سيادتها في إطار أبعاد هويتها الأمازيغية المغاربية العربية والإسلامية. يذكر أن الدراسة الخاصة بإنجاز هذا المشروع كانت قد أسندت إلى المجموعة الألمانية »أنجل وزيمرمان«، و»كرابس وكييفر انترناشينال جي أم بي أش«، و»كرابس وكييفر وبرتنار انترنشينال« خلال شهر جانفي 2008 بعد فوزها بالمسابقة الهندسية الوطنية والدولية لإنجاز هذا الصرح المعماري. للتذكير فقد تم قبل مراسم التوقيع على العقد تنظيم زيارة إلى مكان إنجاز المشروع أين تم الاطلاع عن كثب على الخصائص الجغرافية للموقع.