جدد محمد العربي ولد خليفةّ، رئيس المجلس الشعبي الوطني موقف الجزائر الثابت حول قضية الصحراء الغربية، مؤكد أن الجزائر ليست طرفا في نزاع الصحراء ، كما انه ليس لها أي مطالب ترابية أو رغبة في الاستفادة من الصراع الطرفين، ويأتي هذا التصريح في ظل محاولة العديد من الأطراف داخل النظام المغربي جعل الجزائر طرفا في القضية على خلفية مواقفها الثابتة تجاه مختلف القضايا العادلة في العالم. وأوضح محمد العربي ولد خليفة، أمس، خلال كلمة ألقاها بمناسبة، الملتقى الدولي حول حق الشعوب في تقرير المصير «عامل للسلم والتنمية» الذي انعقد بالمجلس الشعبي الوطني، «أنه من المؤلم أن تبقى الصحراء الغربية آخر مكان مظلم في كل إفريقيا حيث يكابد شعبها أهوال الاختلال والتعذيب والتشريد». وأشار المتحدث، إلى أن حق الشعوب يتمثل في تقرير مصيرها يبقى أساسا للسلم والتنمية، مشيرا انه لا سلام في منطقة تفتقد للسلام وتعيش فوق بركان لا تعرف متى ينفجر، ولا تنمية مستدامة في مناطق النزاع والحقوق المسلوبة بفرض الأمر الواقع ظلما وعدوانا. وتطرق ولد خليفة، إلى لوائح المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان، الذي يؤيد حق الشعوب في تقرير المصير الذي لا يقبل التصرف، مشيرا إلى أن إنكار هذا الحق يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان، وعلى الصعيد الأوروبي اعتبر ولد خليفة أن وثيقة هلسنكي هي بمثابة شهادة ميلاد المنظمة الاوروبية من اجل الأمن في أوروبا لأنها تنص على مبدأ المساواة في حقوق الشعوب في تقرير المصير، فان لكل الشعوب الحق الدائم وبكل حرية ومتى وكيف ما شاءت، كما أنها لها الحق في تحديد نظامها السياسي، دون تدخل خارجي. وفي سياق ذي صلة، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني أن الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب يكرس ضمن مواده 19 و20 ودون أي لبس وبتعبير صريح وواضح، حق الشعوب الإفريقية الثابت وغير قابل للتصرف في الوجود وحقها في تحرير نفسها من أغلال السيطرة واللجوء إلى كافة الوسائل التي يعترف بها المجتمع الدولي وتقرير مصيرها بأن تختار بحرية وضعها السياسي وأن تحصل على المساعدات من الدول الأطراف في هذا الميثاق في نضالها التحرري ضد السيطرة الأجنبية سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم ثقافية. وأفاد ولد خليفة أن موقف الجزائر الثابت حول مختلف القضايا العادلة في العالم، جاء بعد التضحيات الجسيمة ومواكب من الشهداء الأبرار من اجل تحقيق مصيرها، وقد كانت بذلك نموذجا للعديد من البلدان الإفريقية وكان الشعب الجزائري من المبادرين بفتح الطريق لشرعية تصفية الكولونيا لية في كل أنحاء العالم. في حين دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني الصحراوي، خاطري ادوه، في ذات المناسبة، فرنسا الى تغير موقفها تجاه القضية الصحراوية التي يعاني شعبها منذ 40 سنة من أجل الاستقلال، وأشاد بدوره بموقف الجزائر تجاه القضية الصحراوية ومختلف القضايا العادلة في العالم، مشيرا أن مثل هذه المناسبة التي تحتضنها الجزائر يعكس دائما مبادئها الراسخة في دعم الشعوب بتقرير المصير وانعتاقها من الاستعمار ونصرة الضعفاء.