قال إنها تساند حقّ تقرير مصير الشعوب.. ولد خليفة: الجزائر ليست طرفا في النّزاع الصحراوي جدّد رئيس المجلس الشعبي الوطني السيّد محمد العربي ولد خليفة أمس السبت بالجزائر العاصمة التأكيد على أن الجزائر ليست طرفا في النّزاع حول الصحراء الغربية وليست لها أيّ مطالب ترابية بخصوص هذه القضية، مشدّدا على أنه من غير المقبول أن يطلب منها أحد التنازل عن المبدأ الأممي الخاص بتقرير مصير الشعوب. قال السيّد ولد خليفة في افتتاح أشغال ملتقى دولي حول (حقّ الشعوب في تقرير المصير: عامل للسلم والتنمية) إن الجزائر (ليست ولم تكن أبدا طرفا في النّزاع وليست لها أيّ مطالب ترابية أو رغبة في الاستفادة من الصراع بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية). وبمقابل ذلك أكّد السيّد ولد خليفة أنه (من غير المقبول أن يطلب منها الجزائر أحد أن تتنازل عن مبدأ أممي هو الحقّ في تقرير المصير الذي أيّدته حتى في أقصى الأرض تيمور الشرقية دون أن تطلب جزاء ولا شكورا، وهو الحقّ الذي ما فتئت تدعّمه وتؤيّده فيما يتعلّق بحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم). وفي هذا الشأن أشار رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى أن (اللاّئحة التي قدّمتها الولايات المتّحدة لمجلس الأمن أحدثت هلعا كبيرا في أوساط الطبقة السياسية والحكومة المغربية)، مبرزا أنه (مهما كانت التعديلات وضغوط المصالح وخاصّة من بلدين معروفين بمواقفهما غير المحايدة فإنها إنذار قوي لسلطات الاحتلال سيكون له ما بعده). واستطرد السيّد ولد خليفة قائلا في هذا المجال: (إننا في البرلمان الجزائري نشدّ على أيدي أصدقاء الشعب الصحراوي من الشخصيات البرلمانية والحكومية وكلّ أحرار العالم الذين يطالبون بتمديد مهمّة بعثة الأمم المتّحدة لمراقبة مدى مراعاة سلطات الاحتلال لحقوق شعب الصحراء الغربية والإسراع في تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي طال أمده). من جهة أخرى، ذكر السيّد ولد خليفة أن (بصيصا من الأمل ظهر غداة قَبول طرفي النّزاع مخطّط التسوية للأمم المتّحدة ومسار هوستن ولاح في الأفق أمل إنجاز الحقّ في تقرير المصير بمنأى عن الضغوط الإدارية والعسكرية لسلطة الاحتلال)، غير أن هذا الأمل (تضاءل شيئا فشيئا طيلة السنوات الأخيرة بسبب إفشال كلّ المساعي التي قامت بها الهيئة الأممية ومبعوثها الخاص السيّد روس)، وعن علاقة القضية ببناء صرح المغرب العربي أوضح أنه (إذا كانت هذه الوضعية تهدّد السلام والأمن في المنطقة المغاربية وتعيق التقدّم في بناء المغرب العربي الكبير فإنه من الواجب التأكيد على أواصر الأخوّة والصداقة والعلاقات القوية التي نسجها التاريخ والجغرافيا مع أشقائنا في المغرب)، مذكّرا ب (تظاهر الجزائريين ضد نفي الملك محمد الخامس سنة 1955 وهم يكافحون من أجل الحرّية والانعتاق). من جانب آخر، استحضر المتدخّل تأييد المواثيق الدولية القارّية لحقّ الشعوب في تقرير مصيرها، مذكّرا بأن ميثاق الأمم المتّحدة (كرّس في مادته الأولى من إعلانه حقّ الشعوب في تقرير مصيرها والتعبير الحرّ عن إرادتها)، ناهيك عن تأكيد هذا المبدأ من قبل (كلّ المواثيق والإعلانات الأممية). وفي هذا الشأن استدلّ السيّد ولد خليفة بعدد من هذه النصوص، من بينها أن (مسار تحرير الشعوب لا يقاوم ولا رجعة فيه)، وأن (إخضاع الشعوب لاستعباد وسيطرة أجنبية واستغلالها يشكل إنكارا لحقوق الإنسان الأساسية ويناقض ميثاق الأمم المتّحدة ويعيق قضية السلم والتعاون العالمي). كما ذكّر رئيس المجلس الشعبي الوطني بوثيقة (هلسنكي) التي تعتبر شهادة ميلاد المنظمة الأوروبية من أجل الأمن في هذه القارّة، والتي تنصّ على أنه (بموجب المساواة في حقوق الشعوب وحقّها في تقرير المصير فإن لكلّ الشعوب الحقّ الدائم وبكلّ حرّية ومتى وكيفما شاءت في تحديد نظامها السياسي دون تدخل خارجي). على الصعيد الإفريقي يكرّس الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان يضيف رئيس المجلس الشعبي الوطني الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب ضمن مواده 19 و20 (دون لبس وبتعبير صريح وواضح) حقّ الشعوب الإفريقية (الثابت وغير القابل للتصرّف) في (الوجود) وحقّها في (تحرير نفسها من أغلال السيطرة واللّجوء إلى كلّ الوسائل التي يعترف بها المجتمع الدولي). وبعد أن ذكّر بأن الاعتراف بحقّ تقرير المصير كان (نهاية المطاف لتحقّق الجزائر حرّيتها وتستعيد سيادتها الوطنية)، أشار السيّد ولد خليفة إلى أنه (من المؤلم أن تبقى الصحراء الغربية آخر مكان مظلم) من خلال مكابدة (أهوال الاحتلال والتعذيب والتشريد). للإشارة، فإن هذا الملتقى عرف مشاركة برلمانيين وممثّلين للمجتمع الدولي من 23 دولة من القارّات الخمس.