دعا ما يقارب 800 عامل بالشركة الإمارتية بميناء الجزائر الدولي، إلى رحيل هذه الأخيرة من الميناء، على خلفية الوضعية المهنية المزرية التي يعيشها هؤلاء مع ادراة هذه الشركة، وما زاد الطين بلة بين الطرفين هو إقدام الشركة على إغلاق مطعم الرحمة على مستوى الميناء مما حرم العديد منهم من عدم إيجاد أماكن للتناول الإفطار،خاصة وأن العديد منهم تبدأ أوقات عملهم على الساعة السادسة مساء على حد قول العمال. نجا مساء أول أمس عامل بذات الشركة من الموت المحقق، بعد سقوط من الباخرة بعدما كان يقوم بتفريغ الحاويات، السقوط جعله يفقد رجله اليمنى ويصاب بكسور خطيرة في اليسرى، بعدما تم نقله إلى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة والذي حوله بدوره إلى عيادة خاصة في ولاية البليدة لتلقى الإسعافات. وأكد يوسف بن خضرة، الأمين العام للنقابة عمال ميناء الجزائر الدولي، أن الحادثة أثرت كثيرا في العمال الذي يبلغ عددهم 760 عاملا على مستوى الشركة والذي يؤكد في كل مرة المخاطر التي تحدق بهم، مشيرا أنه رغم المطالب المهنية المرفوعة إلى إدارة الشركة «دبي العالمية للحاويات» التي بالغت في التماطل في تلبية الانشغالات، واستمرارا لنهجها، قال المتحدث أنها قامت بتأجيل لقاء مع ممثلي النقابة أول أمس، دون سبب مقنع، وهذا ما يؤكد أن إدارة الشركة لا ترغب في التكفل بمطالب عمالها، الذين دعوا إلى رحيل الشركة من الميناء باعتبارها لا تحترم واجباتها اتجاه العمال. وأضاف الأمين العام لنقابة عمال ميناء الجزائر العالمي خلال اتصال ل«السياسي» أن جميع اللقاءات التي جمعت الطرفين كانت فاشلة، وهذا ما يراه المتحدث تنصّل الشركة عن مسؤوليتها تجاه العمال، بعد أن وعدتهم في فترات سابقة بتسوية انشغالاتهم المهنية في ظرف وجيز إلا أن هذه الوعود كانت محض وعود كاذبة. وأفاد بن خضرة أن فشل المفاوضات بين الطرفين سيجعل الميناء في حالة شلل تام من خلال الإضراب الذي يعتزم العمال مباشرته دون أن يكشف عن الموعد المحدد لذلك، وفيما يخص المطالب المهنية المرفوعة قال المتحدث أن التوقيت والحجم الساعي للعمل الذي أرهق العمال هو المطلب الرئيسي لهم، حيث أكد أن الشركة رفضت تماما النقاش حول هذه النقطة خلال لاجتماع الأخيرة باعتبار أن هذا التوقيت إجباري، مع رفضها فتح المجال للتوظيف في الشركة مما جعل العمال يقومون بعمل إضافي، ما يعرّض العديد منهم إلى حوادث مميتة، والحدث الأخير خير دليل على ما يطالب به العمال . وأضاف المتحدث أن هناك مطالب أخرى متعلقة بإعادة النظر في الأجور التي يتقاضاها العمال، فضلا عن إعادة النظر في كيفية الاستفادة من الأرباح السنوية التي تتحصل عليها الشركة، والتي يتقاضى من خلالها العمال على نسبة قليلة من الأرباح فقط، فضلا عن مطالب المنح، مؤكدا أن أغلبية العمال لا يتحصلون على منح الترقية رغم الخبرة يمتلكونها. وقال بن خضرة أن الشركة مقصرة في أداء مهامها حيث أنها تملك آليات قليلة للعمل في تشحين وتفريغ الحاويات مما يجعل الجهد يتضاعف على العامل البسيط الذي لا يطيق مثل هذه الجهد الكبير، فضلا عن رفضها المتواصل لفتح التوظيف في الشركة في المقابل يزداد ضغط العمل على العمال. وأشار المتحدث أن القاعدة العمالية في الميناء، يجتاحها غضب كبير وتهدد باللجوء إلى الاحتجاج في الأيام القليلة المقبلة سواء تحت لواء النقابة أو دونها، وهذا من شأنه -كما قال المتحدث- ان يشل الشركة بصفة منتظرة إذا لم تأخذ مطالبهم بصفة جدية.