وفي المقابل هنالك منامات مبعثها وساوس الشيطان وعبثه ببني آدم، ويعبّر عنها بالأحلام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحلم من الشيطان)، (متفق عليه)، وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الرؤيا ثلاث، منها: أهاويل من الشيطان ليحزن بها بن آدم)، (رواه ابن حبان)، ومثل ذلك ما رآه أحد الصحابة في المنام أن عنقه سقط من رأسه فاتبعه وأعاده إلى مكانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدثنّ به الناس)، (رواه مسلم). وبين هذين النوعين نوعٌ ثالث، هو مجرّد تفاعلٍ للنفس تجاه الواقع الذي تعيشه، والمواقف التي تمرّ بها، فتستخرج مخزون ما تراه أو تعايشه في نومها، فذلك ما يسمّى بأضغاث الأحلام وأحاديث النفس التي لا تعبير لها، قال صلى الله عليه وسلم: (.. ومنها ما يهم به الرجل في يقظته، فيراه في منامه)، (رواه ابن حبان). لكن السؤال الذي يرد في الأذهان: كيف يتعامل المرء مع هذه الأنواع؟ لقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن على من رأى الرؤيا الصالحة أن يستبشر بها، وألا يحدّث بها إلا لمحب أو عالم أو ناصح، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب)، (رواه البخاري).