إطعام الحيوانات.. بذرة خير تجمع الجزائريين لطالما نصادف منظر تجمّع أسراب الحمام على قطع الخبز عبر الساحات العمومية مما يشير إلى أن إطعام الحيوان صار سمة تجمع الجزائريين فعبر ساحات البيوت أو على الأسطح أو الشرفات وفي كل مكان يتكرر المشهد إذ يُقدِم الكثيرون على إطعام الحيوانات على غرار الحمام والعصافير والقطط وأغلب الحيوانات الأليفة التي باتت تستحوذ على جزء من طعام الجزائريين بكل حب وإرادة في فعل الخير وإطعام الحيوانات. نسيمة خباجة الحيوان كائن حي لا حول ولا قوة له إذ يتحرك بالغريزة فهو يتنقل ويجوع ويعطش ويبحث عن الأكل في كل مكان وسخّر الله سبحانه وتعالى بعض الناس لإطعام الحيوانات وتقديم الأكل لها حتى تحولت إلى سمة تجمع الكثير من الجزائريين الذين يهبون إلى فعل الخير والرأفة بالحيوانات وإطعامهم في كل يوم دون كلل أو ملل وسقيهم بالماء في فصل الصيف حتى لا يموتون عطشا في ظل الحرارة المرتفعة. الحمام رفيق الجزائريين لطالما تنزل أسراب الحمام في الساحات ومختلف الأماكن العمومية في مناظر جميلة أين ألفت تقديم الطعام لها وهو في أغلبه خبز يقدمه المواطنون للحمام كعادة لا يستطيعون التخلي عنها بسبب الألفة والإحساس العظيم بعد إطعام أسراب من الحمام ومختلف الطيور وتحقيق شبعهم بحيث باتت أسراب الحمام تزين مختلف الأماكن وتحوم فوق الرؤوس التي تطعمها وكأنها تشكر المتصدقين. بساحة الشهداء بالجزائر العاصمة يتكرر المنظر بصفة يومية أين تنزل أسراب الحمام لأكل الخبز ومؤانسة المتصدقين الذين يحلو لهم الجلوس في المقاعد لمشاهدة الحمام وهو يأكل الخبز ويطير هنا وهناك في لحظات للتأمل ودفع الملل والاكتئاب وهو ما عبر عنه أحد المواطنين في العقد الخامس بالقول إنه يحلو له المجيء إلى هناك وهو يحمل كيسا من الخبز اليابس للحمام إذ يقوم بغطسه في الماء ويضعه هناك لتنزل أسراب من الحمام لأكل الخبز وهو ما يحقق نشوته ويجعله يستمتع بمنظر الحمام وهو يأكل الخبز ويحوم فوق كتفيه ورأسه بين الفينة والأخرى وكأنه يشكره وهو فعلا استمتاع وارتياح كبير بفعل الخير في حيوان طائر لا حول ولا قوة له كما تقتحم المعركة أسراب العصافير ويكون لها قسط من الخبز لسد جوعها. الماء لسقي الحيوانات صيفا تصطف قنينات الماء عبر الشرفات والشوارع صيفا وتُسخّر للحيوانات للشرب منها على غرار القطط والحمام ومختلف الطيور لاسيما أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى الإحساس بالعطش لدى الإنسان والحيوان فلا يغفل الجزائريون خطوة سقي الحيوانات بالماء صيفا وتصطف الشرفات بأواني مملوءة بالماء وتثبت تثبيتا محكما حتى لا تسقط بل ويتم التنبيه عبر الوسائط الاجتماعية بضرورة سقي الحيوانات بالماء في فصل الصيف لكونه ضرورة قصوى للعيش. تقول السيدة شريفة في العقد السابع إنها لا تغفل الأمر في فصل الصيف بحيث تقوم بقطع قارورة بلاستيكية من الحجم الكبير وتملأ القاعدة أو الجزء السفلي بالماء وتثبتها في شرفتها بحجر حتى لا تسقط وتسخرها للطيور للشرب وبالفعل تنزل أسراب من الحمام والعصافير للشرب منها كما تزود تلك الطيور بالأكل في كامل شهور السنة على غرار الخبز وما يتبقى لها من أكل في المنزل حتى صارت شرفتها مكانا مفضلا لمختلف الطيور إذ تنزل بحثا عن الأكل والماء. علاقة الجزائريين بالحيوانات هي علاقة حب وألفة لاسيما الحيوانات الأليفة إذ يستشعر الكثيرون براحة عظيمة بعد تقديم الأكل أو الماء للحيوانات حتى تحول الأمر إلى واجب يمارسه البعض بكل عزم وإرادة.