تنظّم جامعة وهران1 "أحمد بن بلة"، مخبر البحث التاريخي مصادر وتراجم، بكلية العلوم الإنسانية، بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "يحيى بوعزيز" بمعسكر، ندوة وطنية موسومة ب«المعالم والمآثر المرتبطة بمسيرة الأمير عبد القادر، الدولة المحمدية الجزائرية في عهد الأمير عبد القادر 1832-1847"، وذلك يوم السبت المقبل المصادف ليوم 8 فيفري. من خلال هذه الندوة، يسعى المشاركون إلى خدمة تاريخ الجزائر والحفاظ على ذاكرة الأمة، وتعزيز الوعي لدى الأجيال القادمة بما قدّمه الأمير عبد القادر من تضحيات وإبداعات، ليظلّ مثالًا يُحتذى به في نضال من أجل الحرية والكرامة. وتجسّد هذه الذكرى مرحلة حاسمة في تاريخ الجزائر، إذ تأتي بعد مرور أكثر من قرن على دخول الجيوش الفرنسية إلى الجزائر في 5 جويلية 1830. وما تلا ذلك من صدمة حضارية مكّنت الاستعمار من التوسّع داخل الأراضي الجزائرية. ورغم المقاومة التي قوبل بها الاحتلال الفرنسي من قبل عدّة شخصيات مقاومة مثل ابن زعموم، سيدي سعدي، ومحمد بن مبارك في منطقة المتيجة، بالإضافة إلى مقاومة الحاج أحمد باي في قسنطينة، لم تنجح هذه المحاولات المحدودة في وقف الزحف الفرنسي. ومع بداية نوفمبر 1832، تمكّن أبناء منطقة غريس من اتّخاذ مبادرة هامة بتبني مبايعة الشاب الأمير عبد القادر أميرًا للجهاد، وهي الخطوة التي شكّلت نقطة تحوّل في مسار المقاومة ضدّ الاستعمار الفرنسي. على مدار أكثر من 17 عامًا، استطاع الأمير عبد القادر بناء دولة جزائرية حديثة ومنظمة، والتي تُعدّ أساس الدولة الجزائرية المستقلة اليوم، وكانت نقطة انطلاق لفكر ونهج سياسي يظل محفورًا في ذاكرة الأمة الجزائرية. ويرتقب أن تسلّط الندوة الضوء على التراث المادي وغير المادي الذي تركه الأمير عبد القادر، والذي يشمل العديد من المعالم المعمارية مثل الحصون والمصانع والأسلحة، بالإضافة إلى المساجد والأشعار التي أبدعها الأمير والتي ما زالت تُعبّر عن عبقريته في مختلف المجالات. ورغم التحديات التي واجهها، بقي الأمير عبد القادر رمزًا للمقاومة والشجاعة والإبداع، ولا تزال سيرته تحفّز الأجيال القادمة. في هذا السياق، تهدف الندوة إلى تحقيق عدّة أهداف، أهمّها التعريف بمعالم الدولة الجزائرية في عهد الأمير عبد القادر، وإبراز جانب من إبداعاته الأدبية والإنسانية من خلال مواقفه. كما ترمي إلى تقوية مكانة الدولة الجزائرية في عهد الأمير عبد القادر على الصعيدين الإقليمي والدولي، مع التركيز على مشاور الفتوة الوطنية التي أدّت إلى تأسيس الدولة الجزائرية. تتمثّل بعض المحاور الرئيسية للندوة في دراسة مفهوم الدولة في فكر الأمير عبد القادر، واستراتيجياته العربية التي اعتمدها في مواجهة الاحتلال الفرنسي. بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأمير عبد القادر من خلال الوثائق الأرشيفية، وتقديم مقاربات مختلفة حول سيرته من خلال الكتابات المحلية والأجنبية.