قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، إن بلاده ستجد مصادر أخرى للحصول على المساعدات إذا لم تلبى حاجاتها الوطنية، في إشارة منه إلى وقف بعض المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر. وسئل فهمي في مقابلة عبر شبكة (سي إن إن) الأمريكية حاورته خلالها الإعلامية كريستيان أمانبور عن إمكانية توجّه مصر إلى روسيا لتلبية احتياجاتها العسكرية بعد وقف بعض المساعدات العسكرية الأمريكية، فأجاب «لا بد من تلبية ضروريات أمننا القومي، وكمية كبيرة من هذه الضروريات يتم تلبيتها من الولاياتالمتحدة، وسنكون سعداء ونتطلع للإستمرار في ذلك، وإذا لم تلبى هذه الاحتياجات سنبحث عن مصادر أخرى». وأضاف «قلتها في السابق وأقولها مرة أخرى أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة تمر حالياً بمطبات.. العلاقات تستند على ديمومتها وأن أية عوائق في طريق هذه العلاقة تعتبر مقلقة.. وقلت في وقت سابق أن هذه العلاقات مفيدة في صالح البلدين وعلينا العمل معا لتطويرها لأن ذلك في صالح الطرفين». وأوضح أنه «لا يوجد قطع في المساعدات الأميركية بل هناك تجميد لبعضها، إلاّ أن ذلك يعني أننا لا يمكننا الإعتماد على استمرار برامج المساعدات التي ترتبط بأمننا القومي». وقال وزير الخارجية المصري «عليك الأخذ بعين الاعتبار أن مصر تخوض حالياً تحولاً مجتمعياً، وتحاول بناء مجتمع ديمقراطي، وما أقصده هنا اننا عندما انتخبنا الرئيس السابق (محمد مرسي) لم يتصرف بصورة ديمقراطية، وما نحاول عمله الآن هو إعادة كتابة الدستور الذي يمثلنا جمعياً، وبعدها إجراء انتخابات برلمانية ثم انتخابات رئاسية، وهذا تحول تاريخي في مصر، ولن يكون سهلاً وستكون هناك صعوبات». ونوه فهمي «ما نواجهه حالياً هي صعوبات تأتي على خلفية الإطاحة برئيسين خلال عامين ونصف، وهذا تحد كبير، وبالحقيقة فإن الهدف الحقيقي الآن لا يتمثل بإرضاء الولاياتالمتحدة أو الغرب، بل يتمثل حاليا بإيجاد نظام ديمقراطي يشمل جميع المصريين». وعند سؤاله عن الآثار التي قد تنجم عن محاكمة مرسي، قال فهمي «إذا لم تجرى محاكمة فإن الناس سيجادلون حول عدم جواز إبقاء شخص ما محتجز دون مثوله أمام القضاء، وأنا أوافق على ذلك، ومحاكمة مرسي سيرفع من حدة التوترات، ولكن علينا احترام القانون». وحول خارطة الطريق وإجراء الانتخابات في مصر، ذكر وزير الخارجية المصري «خارطة الطريق واضحة وتنص على أنه وفي مدة أقصاها تسعة أشهر ابتداء من جويلية الماضي، علينا الإعلان عن المرحلة الأخيرة والمتمثلة في الانتخابات الرئاسية، وهذا يعني انه في الربيع علينا الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية». وأشار إلى أن «ما من شك في ان الجيش المصري بقيادة لفريق أول عبد الفتاح السيسي حظي بدعم جماهيري كبير منذ جويلية الماضي، وكان هذا انعكاساً وردة فعل شعبية من حرمانهم حقوقهم.. المهم الآن أن نعلم بأن الشخص الأقوى أو المحرك الأقوى في البلاد هو الشعب المصري، وستجري انتخابات ديمقراطية سيختار فيها الشعب من يريده». وحول ترشح السيسي للانتخابات الرئاسية، قال فهمي «عندما نصل إلى مرحلة الانتخابات الرئاسية ستتوضح الصورة استناداً على ما سينص عليه الدستور الذي لم يجهز بعد». وبالنسبة لموضوع الأمن في سيناء، ذكر فهمي «هناك تهديد إرهابي في بعض المناطق بسيناء وسنواجه ذلك».