بلدية دراق، التي تقع على بعد 110 كلم جنوب غرب ولاية المدية، يتضح للوهلة الأولى للزائر لهذه المنطقة، أنها إحدى القرى المهجورة نظرا لانعدم حركية المواطنين الذين يعتبر نسبة كبيرة منهم من الفلاحين المنهمكين بعملية الحرث والبذر، باعتبار هذا العمل هو أهم نشاط بالنسبة لهم من أجل كسب قوت يومهم، غير أن غياب ونقص المشاريع التنموية جعل منها منطقة نائية ومعزولة. تفتقر بلدية دراق الى العديد من المرافق الضرورية، حيث عرفت نزوحا ريفيا كبيرا من طرف السكان الذين قاموا بهجر المنطقة هروبا من الواقع المر قاصدين مناطق مجاورة كقصر بوخاري، مقر الدائرة، وكذا مدينة المدية تاركين وراءهم أراضٍ فلاحية ومنازل مهجورة، ليقطنوا بذلك بأحياء قصديرية حيث تجرعوا الأمرين، حسب حديث العديد من مواطني البلدية. وأكد ممن تحدثت إليهم "السياسي"، أن عودة الأهالي للمنطقة أعاد الحياة إليها من جديد حيث كان أمل السكان العيش بعيدا عن التهميش والفقر الذي عانى منه السكان طيلة هجرهم لبيوتهم وأراضيهم، مشيرين إلى أن المنطقة، وفي ظرف قياسي، استرجعت حياتها العادية ولكن مع هذه العودة، وجد سكان دراق أنفسهم بعيدين عن مقومات التنمية، نظرا لطبيعة تضاريس المنطقة القاسية وكذا غياب المشاريع التنموية، وفي هذا السياق، أكد محمد، أحد سكان المنطقة في حديثه، أنهم بحاجة إلى أشغال التهيئة لتسهيل تنقلاتهم وتحركاتهم. وفي ذات السياق، أكد المواطنون على ضرورة تحرك المسؤولين لفك العزلة عنهم من خلال شق طرقات ومسالك وعرة كما طالبوا بتدعيم الفلاحين من أجل استصلاح أراضيهم وزراعتها كون جل أبناء المنطقة يمتهنون النشاط الفلاحي. وفي نفس الصدد، أبدا العديد من المواطنين استياءهم من قلة الدعم فيما يخص البنايات الريفية، حيث ناشدوا المسؤولين المعنيين ضرورة توفير مثل هذا النوع من البنايات بغرض المساهمة في عودة النازحين وتثبيتهم بأراضيهم، لكن تبقى المشكلة التي تؤرق سكان دراق هي وثيقة الحيازة التي تتطلب وقتا وجهدا كبيرين من أجل استخراجها كون جل الأراضي مشتركة بين الورثة بينما يفتقر بعض السكان لوثائق تثبت ملكية الأرض التي يتم فيها البناء. البلدية بحاجة إلى عيادة متعدّدة الخدمات رغم امتلاك البلدية لبعض قاعات العلاج الموزعة على القرى الرئيسية، إلا أن مطلب وجود عيادة متعدّدة الخدمات بات أكثر من ضروري بالنسبة سكان بلدية دراق التي باتت تحوي كثافة سكانية معتبرة خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح من الصعب تقديم الخدمات للمرضى عبر قاعات العلاج، التي لا تتوفر على الإمكانيات البشرية والأدوية المطلوبة خاصة في الحالات الاستعجالية، حيث يضطر المرضى للتوجه إلى مستشفى قصر البوخاري على مسافة تفوق ال30 كلم، حيث طالبوا بتوفير قاعدة للتوليد كما ألح مواطنو دراق على ضرورة الاستفادة من عيادة متعدّدة الخدمات تتوفر فيها جل التخصصات مع أطباء مختصين.