صورة من الأرشيف في جولة قادتنا الى بلدية دراق 110كلم جنوب غرب عاصمة الولاية، في الوهلة الاواى الزائر لهذه البلدية يحسب نفسه يجول في احدى القرى النائية ، نظرا لانعدم حركة المواطنين خاصة خلال هذه الفترة من السنة أين ينشغل المواطنون بعملية الحصاد باعتبار هذا العمل هو أهم نشاط بالنسبة لسكان دراق من أجل كسب قوت يومهم و عامهم على حد سواء .
كما أن سبب قلة الحركة يعود لارتفاع درجة الحرارة ....الشباب حبيس البيوت للهروب من الافات الاجتماعية يفضل أغلب شباب بلدية دراق البيوت و متابعة التلفاز على الحركة و النشاط خاصة مع غياب دور الثقافة و الشباب وكذا مرافق الترفيه بشكل كبير في المنطقة فالبطالة وانعدام مرافق الشباب عوامل تركت هؤلاء يحبسون أنفسهم للهروب من الواقع المر . وما زاد من تأزيم الوضعية هو أن البلدية عانت بشكل كبير خلال سنوات العشرية السوداء أين حصدت أيادي الغدر العديد من سكان هذه البلدية المسالمة ، وهو ما ساهم بشكل كبير في نزوح عدد معتبر من المواطنين إلى مناطق و مدن مجاورة كقصر بوخاري مقر الدائرة ، وكذا مدينة المدية ، تاركين وراءهم أراضي و منازل مهجورة و قطنوا أحياء قصديرية أين تجرعوا الأمرين حسب حديث العديد من مواطني البلدية الذين أرادوا أن تصل انشغالاتهم الى السلطات الولائية وعلى رأسهم والي المدية . ... المواطنون ينتظرون المشاريع التنموية في ظل الامن وفي ظل نجاح المصالحة الوطنية،عادت الحياة لهذه المنطقة التي أصبحت تنعم بالأمن و الاستقرار، في كنف الوئام و المصالحة ، وعاد الأمل بحياة أفضل بعيدا عن التهميش و الفقر الذي عان منه السكان طيلة هجرهم لبيوتهم و أراضيهم وفي ظرف قياسي استرجعت بلدية دراق حياتها العادية . لكن مع هذه العودة وجد سكان دراق أنفسهم بعيدين عن مقومات التنمية ، نظرا للتهميش و العزلة التي فرضتها تضاريس المنطقة القاسية من جهة و كذا غياب المشاريع التنموية من قبل السلطات المحلية ، وفي هذا السياق أكد محمد أحد سكان المنطقة في حديثه و هو من المقاومين الأوائل الذين حملوا السلاح في وجه الإرهاب أن " أبناء دراق قاصو كثيرا خلال السنوات العشر السوداء، وهم يريدون رد الجميل من خلال تقديم بعض المشاريع التنموية الأساسية كتعبيد الطرق وفتح قاعة علاج ، وتقديم الدعم فيما يخص البناء الريفي و الفلاحي والاهتمام بفئة الشباب" . .............فك العزلة مرهون بدفع عجلة التنمية يبقى أمل هؤلاء الاستفادة من مشاريع تنموية تفك العزلة عنهم، حيث أشاروا في حديثهم أن أهم عمل يجب القيام به من السلطات المحلية هو فك العزلة على المنطقة ، ومن أجل فك هذه العزلة القاتلة على حد وصفهم طالب سكان دراق تعبيد الطرق البلدية و كذا تلك التي تشق قرى و مداشر المنطقة باعتبار الطريق هو الشريان الحقيقي في حركة المواطنين و السلع والخدمات ، كما طالبوا بتدعيم الفلاحين من أجل استصلاح أراضيهم و زراعتها و تقديم الأشجار المثمرة لهم كون جل أبناء المنطقة يمتهنون الفلاحة . و في نفس الصدد أبدى العديد من المواطنين استياءهم من قلة الدعم فيما يخص البناءات الريفية ، حيث ناشدوا المعنيين ضرورة توفير مثل هذا النوع من البناءات بغرض المساهمة في عودة النازحين و المحافظة على العائدين ، لكن يبقى المشكل الذي يؤرق سكان دراق هو وثيقة الحيازة التي تتطلب وقتا و جهدا كبيرين من أجل استخراجها كون جل الأرضي هي مشتركة بين الورثة بينما يفتقر بعض السكان لوثائق تثبت ملكية الأرض التي يتم فيها البناء . .......قاعة متعددة الخدمات تبقى مؤجلة من جهة أخرى ورغم امتلاك البلدية لبعض من قاعات العلاج ، موزعة على مجموعة من القرى الرئيسية إلا أن مطلب وجود عيادة متعددة الخدمات بات أكثر من ضروري بالنسبة سكان بلدية دراق التي تعتبر وكذا نظرا لعدد السكان الذي تضاعف خلال السنوات الأخيرة ، حيث أصبح من الصعب تقديم الخدمات للمرضى عبر قاعات العلاج ، لا تتوفر على الإمكانيات البشرية ، والأدوية المطلوبة ،خاصة في الحالات الاستعجالية . حيث يضطر المرضى للتوجه إلى مستشفى قصر البوخاري على مسافة تفوق 30 كلم .وفي نفس الصدد طالب سكان دراق بضرورة توفير قاعة أو للولادة نظرا لافتقار المنطقة لمثل هذا النوع من القاعات التي من المفروض تواجدها في كل قرية ، هذا الغياب ما زال يؤرق حوامل المنطقة ،حيث يجبر هذا الوضع العديد من المواطنين إلى قطع مسافة تفوق 30 كلم ، وصولا إلى مستشفى قصر البوخاري ، وهو ما يزيد من معانات المواطنين وعلى رأسهم الحوامل ، حيث ألح مواطنو دراق على ضرورة الاستفادة من عيادة متعددة الخدمات تتوفر فيها جل التخصصات مع أطباء مختصين و كذا توفير قاعة للتوليد قصد تقريب المرافق الصحية من المواطن و هو الشعار الذي يرفعه دائما المسئولين على القطاع .