صرح العديد من رؤساء بلديات العاصمة، أن مصالحهم تسعى للقيام بكل ما في وسعها تحسبا لاي اضطراب جوي موسمي، ولاجتناب حدوث أي كوارث وفيضانات أو انزلاقات بفعل تهاطل الأمطار، وذلك من خلال المباشرة في انجاز مشاريع تهيئة قنوات الصرف الصحي المسدودة بفعل الغبار والأتربة والنفايات التي قد تكون سببا مباشرا في تعطيل مسار سيول الأمطار المتهاطلة والتسبب في حدوث فيضانات قد تجتاح السكنات وتتسبب في تشرد العديد من المواطنين، كما حدث في السنوات السابقة. ذكر سدراتي محمد، رئيس بلدية حسين داي في اتصال ل"السياسي"، أن مصالحه جنّدت كامل الإمكانيات المادية وشرعت في تهيئة قنوات الصرف الصحي منذ حلول فصل الصيف، مؤكدا أن عمال البلدية، بالتنسيق مع مؤسسات أخرى على رأسها «أسروت» المكلفة بصيانة الطرقات و«نات كوم» وكذا «سيال»، يعملون على قدم وساق، وبشكل يومي، من أجل إنهاء جميع الأشغال المتعلقة بتهيئة البالوعات ومجاري صرف المياه على مستوى كامل بلدية حسين داي. وأضاف المتحدث قائلا «إن المواطن هو المتسبب الوحيد في انسداد قنوات الصرف الصحي من خلال ما يلقيه من نفايات بشكل عشوائي وعدم احترامه لمواعيد إخراجها، الوضع الذي يتسبب في تعطيل مسار المياه عند هطول الأمطار». كما حمّل أيضا المسؤولية لبعض المؤسسات العمومية التي تخلف وراءها بقايا الأشغال عند الانتهاء منها دون أن تعمل على رفعها وهو ما يتسبب بدوره، في انسداد المجاري المائية بفعل هذه المخلفات. ومن جهته، أكد بساخي محمد، رئيس بلدية أولاد شبل، أن عملية تهيئة قنوات الصرف الصحي على مستوى كامل تراب البلدية متواصلة، حيث تم الشروع فيها منذ شهر واحد بالتنسيق مع مؤسسة توزيع المياه بالعاصمة «سيال» وعمال البلدية وكذا مؤسسة «الجزائر البيضاء» بعد أن قامت مصالح البلدية بإعداد البطاقة التقنية. وقال بساخي إن مصالحه شرعت أيضا في تهيئة وتنقية الأودية المتواجدة على مستوى المنطقة بالتعاون مع مديرية الري "هيدورليك"، منوها إلى أن المشكلة الوحيدة التي عرقلت العملية كان على مستوى وادي طيرو بحي شعايبية، حيث قامت البلدية بإعداد بطاقة تقنية من أجل إعادة تهيئته مجددا. أما عثمان سحبان، رئيس بلدية باب الوادي، فقد وعد بعدم تكرار ما حدث في السنوات الماضية وشهر ماي الماضي، حيث جنّدت مصالحه كامل الإمكانيات المادية لتهيئة المجاري المائية، مفيدا أن العملية انطلقت منذ ثلاثة أشهر على مستوى كامل بلدية باب الوادي، من خلال التعاون مع المؤسسات المعنية "أسروت، سيال ونات كوم"، حيث تم انجاز 4 مشاريع مع مؤسسة «سيال». وأضاف رئيس بلدية باب الوادي. أن هذه العملية ستسمح بتفادي حدوث أي فيضانات أو انزلاقات أثناء هطول الأمطار، مشيرا إلى أنه على البلديات الأخرى، خاصة المجاورة، القيام بنفس العملية لأنه في حال عدم تهيئتها لقنوات الصرف الصحي، فإن كل سيول المطار ستجتاح بلدية باب الوادي. وللتذكير، كانت العاصمة قد نجت شهر ماي الماضي من سيناريو فيضان 2001 بعد أن تسببت الأمطار المتهاطلة في عزل عدة أحياء خاصة ببلدية بوزريعة ووادي قريش وبن عكنون وتعطيل حياة السكان وامتلاء الطرقات بالمياه التي تحولت إلى مسابح كما أدت إلى تعطل حركة المرور بمعظم الطرقات الرئيسية بمختلف بلديات العاصمة، ويعود السبب لوضعية الطرقات التي لا تصلح لسير المركبات ولا حتى الراجلين، ولكثرة الحفر والمطبات والتصدعات دون إخضاعها للتهيئة، إضافة إلى انسداد قنوات الصرف الصحي التي لا تمكّن من تمرير المياه، حيث بات مشهد انسداد بالوعات الصرف الصحي ومجاري المياه مألوفا بشوارع العاصمة وككل فصل شتاء، بالرغم من تصريحات رؤساء البلديات التي تفيد بقيامهم بتهيئة كل الطرقات والبالوعات لتفادي خطر الفيضان. ولا يقف الوضع عند هذا الحد، حيث شهدت بعض أحياء العاصمة خلال شهر ماي الماضي فرار العديد من العائلات من سكناتهم خوفا من تكرار سيناريو فيضانات 2001 بعد أن لحقت بهم الأضرار بفعل تساقط الأمطار واجتياح السيول التي أتت على الأثاث والفراش على غرار بلدية باب الوادي وبولوغين وبوزريعة التي لحقت بها العديد من الخسائر المادية وتسببت في تشرد عدد من العائلات. من جهة أخرى، عاشت العديد من العائلات القاطنة بمحاذاة الأودية ببعض بلديات العاصمة على غرار بلدية أولاد شبل، الدويرة وبئرتوتة أيام رعب في السنوات الماضية نتيجة تهاطل الأمطار والخوف من ارتفاع منسوب المياه بالوديان بسبب عدم تهيئتها والذي كان سيودي بحياتهم لولا فرارهم من سكناتهم، حيث عاش حي الشعايبية، التابع لبلدية أولاد الشبل بالعاصمة، شهر ماي الماضي حالة من الخوف والرعب جراء فيضان وادي طيرو للمرة الثانية على التوالي بسبب سقوط الأمطار الغزيرة ما أدى إلى قطع الطريق أمام المواطنين ومنعهم من الالتحاق بمقاصدهم.