حذّر القادة العسكريون في الولاياتالمتحدة من استمرار التخفيضات التلقائية في الميزانية، وتأثير ذلك في قدرة الجيش الأمريكي على القيام بمهامه. وأكد رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي ريموند أوديرنو في جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، من أن جاهزية القوات الأمريكية قد تصل الى أدنى مستوياتها منذ التحاقه بالقوات المسلحة عام 1976، وذلك بعد أن أجبرت تخفيضات الميزانية قيادة الجيش الى اختصار برنامج التدريبات، باستثناء التدريبات التي يخضع لها الجنود المتوجهون الى أفغانستان وكوريا الجنوبية. وقال أوديرنو: "إذا لم يضع الكونغرس حداً لسرعة وحجم وطريقة التقليص تحت قانون التخفيضات التلقائية والميزانية، فسيكون على الجيش القيام بتخفيضات ملموسة في القوة والهيكلية والقدرة، ومثل هذه التخفيضات ستجعلنا غير قادرين على أن ننفذ بالكامل توصيات مراجعة الدفاع لعام 2012، وستصعّب إمكانية القيام بأي عملية دائمة". وستطال التخفيضات، وفق القادة العسكريين، مجالي الجاهزية والاستثمار، إضافة إلى القدرة على إجراء التدريبات والتحديث للقوات والمعدات. وشدد القادة على أن القرارات في هذا الشأن ستؤثر في قدرة واشنطن العسكرية على مدى السنوات العشر القادمة. وحذر قائد العمليات البحرية الامريكية الأميرال جوناثان غرينيرت في جلسة الاستماع من أن تخفيضات ميزانية وزارة الدفاع ستؤدي في نهاية المطاف، ليس الى توفير أموال، بل الى تكاليف إضافية، إذ ستضطر واشنطن لمواجهة عواقب النقص الحالي في تمويل القوات المسلحة. وقال قائد وحدات مشاة البحرية الأمريكية الجنرال جيمس آموس إنه إذا أرادت واشنطن النجاح في الصراعات القادمة، فعليها ان تحدّث أجهزتها وأن تبقي على البنى التحتية الخاصة بعمليات التدريب. ولكن هناك أصوات أخرى في واشنطن تشكك في جدية تحذيرات القادة العسكريين. وعلى سبيل المثال نشر لاري كورب الموظف السابق في البنتاغون والمحلل في مركز التقدم الأمريكي بيانا جاء فيه، أن التخفيضات الحالية لميزانية البنتاغون تأتي كتعديل للنهج السابق، عندما كانت الحكومة تقدم مبالغ مالية غير مسبوقة للقوات المسلحة لتمويل العمليات العسكرية التي شنتها الولاياتالمتحدة إثر هجمات 11 سبتمبر عام 2001.