فضيلة: رجل قلبه معلق بالمساجد ولعل من أعظم الفضائل ومعالم الأهمية ما ورد في حديث السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ومنهم: (رجل قلبه معلق بالمساجد). فضيلة: ما دام في مصلاه ومن أهميتها ومن وجه آخر مما يزيد ويهيئ للقيام بمهمتها ورسالتها ماورد في أجر المكوث فيها فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث تقول: اللهم اغفر له اللهم إرحمه). وهذا يبين لنا أن المراد من المسجد أن يكون الواحة التي يستظل بها الناس من هجير الدنيا وتعبها ونصبها، وهو الزاد الإيماني الذي يستقي منه أهل الإيمان، ليستطيعوا مواجهة الباطل، وليستطيعوا مواجهة بهرج الدنيا وتنازع النفس ووساوس الشيطان. فضيلة: مشيئة الله في أن يرفع ويذكر فيها إسمه فإن الله عزّ وجل قد بين ذاك أيضا بقوله: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار)، ذكر الله -عزّ وجل- هذه الآية بعد الآية التي ضرب فيها مثل لنوره -عز وجل- ليبين أن النور إنما يستقى من هذه المساجد وأن الزاد يبتغى فيها، فكأن السائل يسأل بعد الآية التي فيها ذكر النور والضياء في القلوب فيقول: أين نجد هذا الزاد وهذا النور، فيأتي الجواب: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه).