أكد عدد من الأطباء بسوق أهراس على أن التكوين المستمر للطبيب العام بالقطاعين العمومي والخاص أصبح حتمية وضرورة قصوى، وحق من حقوق الطبيب. وأبرز الدكتور محمد العيفة، رئيس فرع الجمعية الجزائرية للطب العام لسوق أهراس خلال لقاء احتضنته قاعة المحاضرات ميلود طاهري بحضور أزيد من 150 طبيب عام، أهمية التكوين المتواصل والفعال للطبيب العام لمسايرة التطورات وتحسين الخدمات الطبية المقدمة باعتباره أول المتدخلين في التكفل بالمريض، وأشار المتدخل إلى دور الطبيب العام في التكفل بمرضى داء السكري خصوصا عند المرأة الحامل وكذا المصابين بالأمراض الصدرية والمزمنة، موضحا أن هذا اللقاء الأول من نوعه بسوق أهراس يندرج في إطار برنامج التكوين لعام 2014 الذي أعدته الجمعية الجزائرية للطب العام والرامي أساسا إلى تحيين المعلومات والمعارف الطبية الحديثة عن طريق دورات تكوينية في تخصصات عدة، على غرار داء السكري والحساسية وأمراض القلب وضغط الدم وطب الطفل والأم، وسيشرف على تأطير الأطباء المستفيدين من هذه الدورات التكوينية أطباء وأساتذة وبعض مخابر الأدوية، حسبما صرح به الدكتور العيفة، الذي لفت إلى إبرام اتفاقيات مع عدد من الأساتذة سيتم بمقتضاها إرسال بعثات طبية لمتابعة دورات تكوينية لمدة أسبوع كل 3 أشهر، وذلك عبر المراكز الاستشفائية لكل من الجزائر العاصمة وسطيف ووهران. وسيتحصل الطبيب المستفيد من هذه الدورات التكوينية على شهادة كفاءة في تخصص طبي معين تمكّنه من العمل بطريقة أكثر سهولة، وأوضح المتدخل، أنه من ضمن 51 مليون وصفة طبية معالجة سنويا من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، 37 مليون منها محررة ومقدمة من طرف أطباء عامين في القطاعين العام والخاص وهو ما يبرز، كما أفاد، بشكل واضح ومحسوس أهمية الطبيب العام في المنظومة الصحية الجزائرية، وأضاف أنه من مجموع 42 ألف طبيب يعملون في الجزائر، 31 ألف منهم أطباء عامين يضمنون 92 بالمائة من جميع الفحوصات الطبية. من جهته، دعا الدكتور بدري لوجاني، ممثل أخلاقيات المهنة الطبية بسوق أهراس، إلى ضرورة إنشاء جمعيات ذات طابع مهني طبي ما سيمكّن بالتكفل الإيجابي بالمرضى والصحة العمومية ملحا على أهمية تكثيف التكوين الطبي المتواصل والفعّال للطبيب العام وذلك لضمان مسايرة تطور الطب العام العالمي. وأكد أطباء آخرون مشاركون في هذا اللقاء الذي حضره كذلك ممثل عن مديرية الصحة والسكان أن الطبيب العام يعد بمثابة الركيزة الأساسية للصحة العمومية وهو ما يستوجب ضمان تكوين متواصل، قصد ترقية وتحسين الخدمة الصحية.