عادت الأوضاع لتتعفن مجددا في ولاية غرداية بعد أن عرفت أياما من الهدوء وعودة الحياة، حيث لقي 3 شبان حتفهم، وبالرغم من التشديدات الأمنية المعززة في المنطقة غير أنه تم حرق العديد من المحلات التجارية والمنازل، مما يطرح عدة تساؤولات عمّن يحاول تأجيج نار الفتنة بالمنطقة، التي اشتعل فتيلها بطريقة مفاجئة في كل مرة، وفي وقت سارعت فيه الحكومة لإتخاذ الإجراءات اللازمة لإحتواء هذه الأزمة، تعالت أصوات فعاليات المجتمع المدني المنادية بضرورة غلق الطريق أمام محاولات التخلاط بالمنطقة ودعتهم إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية الوطنية، وعدم الانسياق وراء الأبواق التحريضية. دعوة أهل غرداية لتفويت الفرصة على من يريدون السوء للجزائر دعت مختلف فعاليات المجتمع المدني على خلفية أحداث الشغب التي طالت مدينة غرداية مؤخرا، الجزائريين عامة وأهل غرداية بشكل خاص إلى التجند من أجل تفويت الفرصة على بعض الأجندات التي تعمل على زعزعة استقرار المنطقة والوطن، كما دعتهم إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية الوطنية والتمسك بالدولة ومؤسساتها. وشرعت جمعيات المجتمع المدني عقب أحداث العنف التي طالت المنطقة وتسببت في وفاة ثلاث أشخاص إلى جانب تخريب العديد من المحلات والمنازل، في القيام بمبادرات للصلح بين أهل المنطقة من خلال تمكين كل الأطراف من التعبير بحرية عن الأسباب التي أدت إلى مثل هذه الأفعال التي لا تمتّ للمجتمع الغرداوي بصلة. بن حبيلس: أحداث غرداية لا تخدم المنطقة ولا الوطن كما ذهبت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، في اتصال ل السياسي إلى أن أهل غرداية مشهورين بالتسامح وتمسكهم بالدولة ومؤسساتها إلى جانب تحليهم بروح الوطنية، كما نفت أن يكون أهل غرداية سواء الإباظيين أو المالكيين وراء الأحداث الأخيرة. وأضافت بن حبيلس، أن أحداث العنف والشغب التي تشهدها المنطقة حاليا بعيدة كل البعد عن عادات وتقاليد أهل المنطقة، مضيفة أنها لا تخدمها ولا تخدم الجزائر، موضحة أنه لابد من البحث عمّن وراء هذه الأحداث ولصالح من؟ وقالت أيضا رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أنه سيتم القيام بانتفاضة لصالح أهل غرداية لبعث الأمل والتضامن، مشيرة إلى أنهم مثال للتآخي والتسامح والتضامن والاحترام والتمسك بالدولة والروح الوطنية، منوهة أن الهلال الأحمر الجزائري هو الفضاء الذي سيسعى إلى جمع شمل الجزائريين بعيدا عن الخطابات السياسية والحزبية. حلتيم: الجزائر تنزف دموعا ودم لأجل غرداية أكد علي حلتيم، عضو اللجنة الاستشارية لجمعية العلماء المسلمين أن أحداث ولاية غرداية قضية معقدة وقديمة، موضحا أن الظرف الاجتماعي والسياسي والإعلامي، إلى جانب بروز الأنانية الفردية والجماعية وانحلال الرابط العظيم الذي كان يربط الجزائريين هو السبب الحقيقي الكامن وراء بعث الاختلاف ليصبح فيما بعد خلافا وانحطاط أخلاقي يجر إلى العنف والتشدد. وأضاف علي حلتيم، أن بعض الأطراف التي يهمها أن لا يستتب الأمن ويبقى الصراع حاصلا، هي وراء الأحداث التي تعرفها المنطقة، موضحا أن معظم شباب غرداية ممن تحدثت إليهم جمعية العلماء المسلمين أبدوا استغرابهم وعدم معرفتهم لكيفية اندلاع أحداث الشغب مجددا ودون سابق إنذار، مؤكدين رفضهم للعنف ومتوسلين التدخل من أجل إيقاف هذا الأخير الذي أودى حسبهم بالمنطقة إلى الهلاك. وقال ذات المتحدث، أن المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين قام بإنشاء خلية أزمة مصغرة، حيث تم الاجتماع من خلالها لطرح مبادرة شاملة للحد من هذه الأزمة التي كانت محل نقاش اكتملت جوانبها، مضيفا أن المكتب الوطني سينطلق خلال الأيام القليلة المقبلة نحو مدينة غرداية للاجتماع بكل الأطراف، مشيرا إلى أن الهدف مِن وراء هذه المبادرة ليس تحديد الظالم والمظلوم لأن الجزائر كلها باتت تنزف دموعا ودما على ما يحدث في المنطقة. عبيدات: إنشاء أول برلمان مجتمع مدني من جهته كشف، عبد الكريم عبيدات، رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب عن شروع هذه الأخيرة في مبادرة صلح بولاية غرداية من خلال إنشاء أول برلمان مجتمع مدني للحركة الجمعوية يضم كل من المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب وجمعيات المجتمع المدني من مختلف الطوائف بمنطقة غرداية، حيث يكون لكل جمعية الحق في المنبر من خلال مخاطبة الشباب وأهل المنطقة لتحسيسهم بخطورة الوضع ولمعرفة الأسباب وراء هذه الفتنة والأحداث التي تنطفئ وبمجرد إخمادها ودون سابق إنذار تشتعل مجددا. وأضاف عبيدات، أن هذا اللقاء الجهوي فيما يخص المجتمع المدني والذي يضم 1500 جمعية جاء بعد الأحداث الأخيرة التي مست المنطقة بعد أن كانت نار الفتنة قد انطفأت في وقت سابق، موضحا أنه سيتم تمكين مختلف أطياف المجتمع المدني بالمنطقة من اعتلاء المنبر والتعبير بكل حرية عن الأسباب والإشكاليات التي دفعت بالشباب إلى ما يسمى بالعنف الحضاري، مضيفا أن هذا اللقاء الجهوي سيتم برمجته الأسبوع المقبل بعد إجراء جميع الاتصالات مع السلطات المحلية لولاية غرداية لمعرفة المضمون. يحياوي: على الجميع الانتباه لخطورة الوضع بغرداية في سياق ذي صلة، أكد نبيل يحياوي، رئيس جمعية راجا أن ما يقع في غرداية من أحداث أمر مؤسف، داعيا إلى ضبط النفس، موضحا أن الوضع بات يهدد استقرار المنطقة. وأضاف نبيل يحياوي، أنه تم توجيه بيان لعقلاء المنطقة والولاية العريقة والمذاهب الموجودة لضبط النفس وتفويت الفرصة على أجندات تعمل على زعزعة استقرار المنطقة والوطن، داعيا كل مكونات الشعب الجزائري إلى التجند والتحفيز لوقف هذه العملية، مؤكدا أن المبادرات في الولاية متواصلة منذ الأحداث السابقة. وأكد رئيس جمعية راجا على ضرورة التحلي بالمسؤولية الوطنية، مشيرا إلى أن القضية ليست سياسية أو حزبية أو طائفية، مؤكدا على ضرورة وجود مسؤولية وطنية يتحلى بها الجميع والانتباه إلى خطورة الوضع.