جمعية العلماء المسلمين: أحداث غرداية ليست لها أبعادا طائفية أو عرقية * هناك أياد أجنبية تحاول بث الفتنة بين أفراد المجتمع الميزابي والدفع بالوضع نحو التعفن نفت أمس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أن تكون وراء الأحداث التي شهدتها مدينة غرداية في الفترة الأخيرة، أبعادا طائفية أو عرقية أو عصبية قبلية، وأرجعت ما وقع من مواجهات وصدامات بين شباب من السكان الإباضيين وشباب من السكان المالكيين إلى أسباب اجتماعية واقتصادية بحتة، مسجلة بأنها المرة الأولى التي يخرج فيها شباب غرداية عن سيطرة الشيوخ وعن سيطرة مجلس أعيان المالكية ومجلس العزابة ( للإباضية )على حد سواء . وأوضح أعضاء وفد الجمعية الذي تنقل مؤخرا إلى ولاية غرداية من أجل تقصي الحقائق وإصلاح ذات البين، بين الطرفين المتخاصمين برئاسة الشيخ محمد مكركب عضو الهيئة الاستشارية العليا للجمعية، في ندوة صحفية تم عقدها في مقر الجمعية في حسين داي بالعاصمة، أن اندلاع شرارة الأحداث، يعود بالأساس إلى حدوث بعض المشاحنات والخصومات، بين الشباب الإباضي و المالكي في أعقاب احتجاجات على نشر قائمة للمستفيدين من سكنات. وفي هذا الصدد كشف رئيس الوفد المتنقل إلى مدينة غرداية الشيخ محمد مكركب، وهو إمام خطيب مسجد القدس ببلدية حيدرة في العاصمة أن بداية أحداث غرداية هي نتيجة لأسباب مادية حسية وليست فكرية أو عقيدية أو مذهبية، أو طائفية '' كما يدعي البعض '' وتتعلق حسبه بمشاحنات وخصومات بين شباب ينتمي إلى الاباضية والشباب الأخر المنتمي إلى المالكية تم تأجيجها من قبل شباب طائش في أعقاب احتجاجات على السكن قبل أن تمتد هذه، الأحداث من حي المجاهدين إلى حي الحاج مسعود وأحياء أخرى ترتب عنها حرق ما لا يقل عن 33 منزلا قبل أن يثأر شباب الطرف الآخر بحرق محلات تجارية وهي نفس الأسباب التي ركز على ذكرها رئيس الجمعية عبد الرزاق قسوم في كل تدخلاته. وفي نفس السياق أكد الدكتور علي حليتم، عضو الوفد وعضو الهيئة العليا الاستشارية لجمعية العلماء، أن أعضاء الجمعية التي قامت بإرسال لجنة لتقصي الحقائق الثلاثاء الماضي حول الأحداث التي جرت في غرداية، و عقدت 8 اجتماعات مع المنتخبين المحليين و أعيان المنطقة من الإباضيين و المالكية و أعيان القرارة و شباب حي المجاهدين، وحي الحاج مسعود، سجلت أن الأحداث أخذت بعدا دراماتيكيا، بالنظر إلى أنها المرة الأولى الذي تم فيها التعدي على البيوت بالحرق إضافة إلى وفاة شخص بالقرارة و دخول شرطي لمصلحة للإنعاش و هو لا يزال حاليا في وضع حرج، مرجعا الأسباب الحقيقية وراء تأجيج الصراع يعود إلى غياب المعلومة الصحيحة ، حيث أن كل فريق- يضيف - لديه معلومات خاطئة عن الأخر، إضافة إلى الآفات الاجتماعية، كالبطالة، الأمية والمخدرات، و هي الأسباب الوحيدة كما قال التي دفعت للعنف و المواجهة و كذا خروج الشباب عن سيطرة الشيوخ و الأعيان. كما أشار المتحدث إلى أن " جميع الأطراف تنبذ أي دعوة للتفرقة و العنصرية و الجهوية "، مشددا على أن الأحداث ليست لها أي بعد " فكري أو عقائدي أو مذهبي أو عصبي ". وأكد المتدخلون في ذات الندوة على أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تهدف إلى أن تظل القضية في إطار بعدها الوطني، و أن لا ترتبط بحساسيات تاريخية، على أساس أنها " قضية اجتماعية و اقتصادية قد تقع في أي مكان من الوطن" . وأثناء تدخله نوه الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بدور العلماء في إخماد نار الفتنة و إصلاح ذات البين، داعيا وسائل الإعلام الوطنية إلى استخدام ما عبر عنه ب '' لغة التهدئة و المصالحة و المحبة والتآخي ، و نبذ المصطلحات المشينة التي لا أساس لها من الصحة " . كما استنكر قسوم توجيه بعض الأطراف التي لم يذكرها بالاسم ، نداء استغاثة للأمم المتحدة، بعد الأحداث التي شهدتها مدينة غرادية، و لم يستبعد ذات المتحدث " وجود أياد أجنبية تحاول بث الفتنة بين أفراد المجتمع والدفع بالوضع نحو التعفن أكثر''. وبعد أن نوه قسوم بالإجراءات التي قامت بها الحكومة من أجل إطفاء نار الفتنة في المنطقة أكد على استقلالية مهمة جمعيته في غرداية باعتبار أن ما قامت به كما قال يدخل في صميم عمل الجمعية منذ إنشائها أول مرة في الخفاظ على التكامل والتآزر والتوادد والوحدة بين الجزائريين. وفي تقديم أعضاء الجمعية لتصوراتهم للحلول الكفيلة بالقضاء على الفتنة بين أفراد المجتمع الميزابي بكل مكوناته دعا الدكتور حلتيم الذي اشترك مع زملائه منشطي الندوة ومن بينهم أيضا المستشار القانوني للجمعية الدكتور طارق بن في وصف ما حدث في غرداية ب " السابقة الخطيرة " ، الدولة إلى اتخاذ خطوات عملية ، من خلال وضع برامج للإدماج الإجتماعي و الثقافي و التربوي ، و اقترحت في هذا الخصوص إنشاء مدارس و تجمعات سكنية تجمع كل من الإباضيين و المالكيين ، الذين ترى الجمعية أن مصلحتهم تكمن في التعايش و التقارب ، لا في الفرقة و التصادم . من جهته نوه الدكتور " عبد الرزاق قسوم " رئيس " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " ب " دور العلماء في إخماد نار الفتنة و إصلاح ذات البين " ، داعيا وسائل الإعلام الوطنية إلى استخدام " لغة التهدئة و المصالحة و المحبة والتآخي ، و نبذ المصطلحات المشينة التي لا أساس لها من الصحة " . كما استنكر قسوم توجيه بعض الأطراف التي لم يذكرها بالإسم ، نداء استغاثة للأمم المتحدة ، بعد الأحداث التي شهدتها مدينة غرادية ، و لم يستبعد ذات المتحدث " وجود أياد أجنبية تحاول بث الفتنة بين أفراد المجتمع " . و دعت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، التي وصفت ما حدث في غرداية ب " السابقة الخطيرة " ، الدولة إلى اتخاذ خطوات عملية ، من خلال وضع برامج للإدماج الإجتماعي و الثقافي و التربوي ، و اقترحت في هذا الخصوص إنشاء مدارس و تجمعات سكنية تجمع كل من الإباضيين و المالكيين ، الذين ترى الجمعية أن مصلحتهم تكمن في التعايش و التقارب ، لا في الفرقة و التصادم .