اتسعت نشاطات الحركة الكشفية في الجزائر في السنوات الأخيرة وعرفت وتيرة العمل فيها تحسنا ومشاركة فعّالة في جميع الميادين، وهو ما ساهم في انتشار الأفواج الكشفية التي حظيت بشعبية كبيرة بالخصوص لدى الشباب، من أجل تحقيق الأهداف المسطّرة من خلال تنظيم الأفواج الكشفية التي من بينها فوج الهلال لولاية باتنة، وللتعرف أكثر على هذا الفوج الكشفي، حاورت السياسي نائب القائد العام، إسماعيل خالد، قصد إبراز النشاطات والأهداف التي يصبو الفوج لتحقيقها. * كيف كانت بداياتكم مع الكشافة الإسلامية الجزائرية؟ - بداية، فوج الهلال الكشفي لولاية باتنة، هو أحد الأفواج الكشفية التي تنتمي الى جمعية الكشافة الإسلامية الجزائرية، تأسّس في سنة 2007، وبالنسبة لعدد الأعضاء المنخرطين، فيبلغ عددهم حوالي 160 منخرط منقسمين بين الذكور والإناث. * ما هي أنواع النشاطات التي يقوم بها الفوج؟ - يقوم الفوج بنشاطات متنوعة، فهناك نشاطات أسبوعية مسطّرة ضمن البرنامج الكشفي الذي يسير عليه الفوج وهناك نشاطات مرتبطة بالمناسبات المختلفة التي يشهدها الوطن، فبالنسبة للنشاطات الأسبوعية، تشرف عليها النوادي المتواجدة في الفوج مثل تعلم اللغات الأجنبية والإعلام الآلي، بالإضافة الى خرجات تطبيقية للدروس التي يقدمها قادة الوحدات للفتيان، أما بالنسبة للنشاطات التي تتزامن مع مختلف المناسبات، فمثلا إحياء الأعياد الوطنية، فقد دأب فوج الهلال المشاركة في جميع الأنشطة التي تبرمجها المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية والمشاركة في الحملات التحسيسية والتي تتمحور خاصة حول موضوع الآفات الاجتماعية مثل مخاطر التدخين، وهي الحملة التي شارك فيها الفوج مؤخرا، كما نقوم بزيارات الى المستشفيات ودور العجزة دوريا، بالإضافة الى هذا، فإن الفوج قد قام بزيارة الى سجن الأحداث بالولاية، حيث قمنا بتنظيم مسابقة فكرية بين القادة والنزلاء وبين القائدات والنزيلات، وعلى غرار هذا، قمنا بحملات أخرى تتعلق بنظافة المحيط والبيئة لمختلف بلديات ولاية باتنة، كما نشارك فئة المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة في جميع احتفالاتهم. ويقوم الفوج بتوأمة مع أفواج أخرى اي الاشتراك في بعض النشاطات او الحملات التحسيسية بغرض تبادل التجارب والأفكار. * وعلى غرار ذلك، هل من مشاركات أخرى للفوج؟ - شارك فوج الهلال للكشافة الإسلامية الجزائريةبباتنة في حفل الافتتاح للموسم الكشفي الذي نظّمته المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائريةبباتنة، والذي أقيم بدار الثقافة في شهر أكتوبر 2013 والذي كان مختلفا هذا الموسم بفضل الحضور القوي لأعضاء القيادة العامة الذين لبوا دعوة المحافظ الولائي للمشاركة في فعاليات الحفل، وكذا الحضور القوي للسلطات المحلية والعسكرية بكل القطاعات، وعلى غرار هذا، قام فرع المرشدات بزيارة دار المسنين حيث قمن ببعض الأنشطة الترفيهية كما وزعن بعض الهدايا الرمزية وكانت الانطلاقة من مقر الفوج بكل همة ونشاط وحماس وفرح، لأننا كنا على علم بأننا سنقوم بعمل جبار ألا وهو إدخال الفرحة والبهجة على فئة، ربما نقول عنها، أنها منسية في مجتمعنا. * ما هي أبرز النوادي التي أسّسها فوج الهلال ؟ - من أبرز النوادي التي أسّسها فوجنا الكشفي، النادي الرياضي للسباحة لفائدة كشافي الفوج، حيث يتلقون حصتين تدريبيتين في الأسبوع بمسبح المركب الرياضي أول نوفمبر وتمارين رياضية مع مدرب خاص، كما أسّس الفوج نادي الكشاف الصغير والذي يهتم بتربية ورعاية الأطفال ما بين 4 و5 سنوات ويقوم بتطبيق البرامج التعليمية التحضيرية المقررة من طرف وزارة التربية الوطنية، بالإضافة الى الطريقة الكشفية التي تعتمد على نظام عمل المجموعات الصغيرة وأسلوب المنافسة والتحفيز وجو المرح والترفيه تحت إشراف المتمكنات في المجال. * إلى ما تهدفون من خلال جل هذه الأعمال؟ - نهدف من خلال جل هذه النشاطات الكشفية التي نمارسها، الى غرس روح الوطنية لدى الكشاف والمواطن عامة، وجعله يفهم مدى قيمة التضحيات المقدمة من أجل هذا الوطن العزيز علينا جميعا. * كيف تقارن بين كشافة الأمس واليوم؟ - تختلف الظروف بين كشافة الأمس واليوم، فنحن نعلم أن الظروف التي نشأت فيها الكشافة الإسلامية الجزائرية بعد الثلاثينيات تختلف عن ظروف الكشافة بعد الاستقلال التي ظهرت متحمسة ومنضبطة والتي أصيبت بنكسة في السبعينيات والثمانينيات، أما عن ظروف الكشافة اليوم، فنحن نراها تستعيد عافيتها وقوتها ونتمنى أن تزدهر أكثر. * من أين تتحصلون على الدخل المادي للفوج؟ - ليس للفوج اي مدخول مادي معلوم الجهة وإنما يعتمد على المساهمات الفردية لأعضاء الفوج، حيث نقوم بتغطية نفقات النشاطات التي نقوم بها بالإعتماد على نفسنا او المتبرعين ممن يحبون عمل الخير. * هل غياب الدعم المادي يشكّل عائقا أمام تسيير أعمالكم؟ - إن غياب الدعم قد لا يشكّل عائقا، لأننا نملك نفوسا مليئة بالإيمان والإخلاص لتنظيمنا الكشفي، فنحن على قناعة تامة بأنه مادامت الرغبة قائمة والإرادة متحفزة لتثبيت واستمرار التنظيم التربوي الكشفي، فالدعائم تعتبر عائقا إذا كنا نؤمن بالمبادئ الكشفية ونصبوا لتحقيق أهدافها حقا. * ما الذي تريدون تبليغه للقائد الكشفي الجديد؟ - النصائح التي يمكن أن نتوجه بها للقائد الجديد الذي هو في مسار تربية الأجيال ان يتحلى بمسؤولية المربي، ليكون عمله في مستوى مسؤوليته الراقية، يجب أن يبذل الجهد الكثير وأن لا يضيق صدره للعوائق التي تصادفه في مهمته التربوية، وما دام يعتقد بأنه مربٍ، يشعر الكشافين بأنه قائد دون الغلو في القيادة، فلا يكون متسلطا يلقي الأوامر بخشونة، أي لا تكون معاملته للكشافين عنيفة قاسية، وبالمقابل، يجب أن لا يكون متخاذلا جدا فاشلا لا يبالي بمكانته كقائد مربٍ ولا يعطي حقا لمسؤوليته. كما يحرص أن يكون مثالا للسلوك الحسن والأخلاق الفاضلة. * كلمة أخيرة؟ - نشكركم جزيل الشكر على هذه الإلتفاتة الإعلامية والتي تمكّنا من خلالها التعريف بفوج الهلال للكشافة الإسلامية الجزائرية والتي نعتز بمكانتها المرموقة في المجتمع، وعليه، فإن اعتبرتم نشاطنا في المجال الكشفي فيه قوة، فنحن نقول لكم، وعلى ما تقدم ذكره، أن أي مجهود وأي عمل مثمر وأي تضحية ممكنة نقدمها للكشفية، فهي لا تفي حقها، فمن التحديات التي آمن بها قادة فوج الهلال للكشافة الإسلامية الجزائرية هو صناعة جيل المستقبل من خلال إعدادهم وتدريبهم على تحمّل المسؤولية وتفجير طاقاتهم المعطّلة، كل هذا يمر على الطريقة الكشفية وتطبيق مبادئ الكشافة.