جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، هي جمعية ذات طابع تربوي، تطوعي، تضم جميع الفئات العمرية ومن كلا الجنسين، مجال نشاطها كشفي محض وهذا حسب القانون الكشفي العالمي على المستوى الروحي، البدني، الثقافي، الترفيهي، المدني، وهي من بين الجمعيات الوطنية المعتمدة من طرف وزارة الداخلية تحت رقم 0088 و75 بتاريخ 05 نوفمبر 1989 وهي استمرار للكشافة الإسلامية الجزائرية التي تأسّست سنة 1939 وبعد انتشار الحركة الكشفية في عدد كبير من ولايات الوطن، تأسّست الأفواج الكشفية لتوسيع نشاطاتها في مختلف الولايات، ومن بين هذه الأفواج، فوج الفداء تماسين لولاية ورڤلة، وللتعرف أكثر على هذا الفوج ونشاطاته، حاورت السياسي القائد أيوب فارور، الذي تربى وترعرع في الوسط الكشفي وعمره لا يتجاوز ال9 سنوات. * بداية، هلاّ عرفتنا بفوج الفداء الكشفي؟ - فوج الفداء ، هو من احد الأفواج الكشفية ببلدية تماسين بولاية ورڤلة، تأسّس في 20 / 04 / 1993 على ايدي مجموعة من الشباب الطموح من بلدية تماسين، التي تقع على بعد 10 كلم عن تڤرت و150 كلم عن ولاية ورڤلة، ليشهد تطورا تدريجيا إلى غاية سنة 1995 التي عقد فيها التجمع الكشفي الأول بمشاركة العديد من أفواج منطقة وادي ريغ بتڤرت الكبرى، وخلال تلك السنوات، وضع الفوج بصمته على جميع المستويات محليا، ولائيا، وطنيا وحتى دوليا، إلى غاية سنة 2007 حيث عرف الفوج تضاؤلا في الخطى نوعا ما، لتعذر وجود القادة المشرفين وعدم وجود خلفاء للقادة الأوائل (كنت أنا والقادة المتواجدون معي في مرحلة الكشاف المتقدم لذا، لا يمكننا قيادة الفوج، ومع ذلك، كنا نحاول جاهدين إعادة الفوج إلى سابق عهده رغم صغر السن وقلة العدد)، هذا على غرار المشاكل التي كانت تعاني منها الحركة الكشفية على المستوى الولائي والوطني. وفي سنة 2010، تم إعادة بعث الروح في الفوح بالحلة الجديدة تحت لواء جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية على أيدي مجموعة من القادة الذين تربوا في هذا الفوج منذ أن كانوا أشبالا، راغبين في إيصال الرسالة التي تعلموها عن قادتهم. ومنذ ذلك الوقت، يشهد الفوج تحسنا ملحوظا إلى يومنا هذا، حيث يصل عدد المنخرطين حاليا إلى حوالي 120 فرد والعدد في تزايد مستمر، حيث شهدنا حديثا ولادة فرع الفتيات بالفوج، منذ حوالي 6 أشهر، لكن التقدم الذي حقّقته الوحدة في هذا الوقت القصير يقاس بالسنوات، لمرور 20 سنة على تأسيس الفوج. * وماذا عن الوحدات التي يتشكّل منها الفوج؟ - يتشكّل الفوج الكشفي من عدة وحدات وهي كالتالي: وحدة الأشبال (الزهرات): من سن 7 إلى 11 سنة. وحدة الكشاف (المرشدات): من سن 11 إلى 14 سنة. وحدة الكشاف المتقدم (المتقدمات): من سن 14 إلى 17 سنة. وحدة الجوال (الجوالات): من سن 17 حتى 21 سنة. وحدة القادة (القائدات): عندما ينتهي الفرد من مرحلة الجوال. * فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - يعمل الفوج على المساهمة في تربية الناشئة وتنمية قدراتهم وتنمية وغرس روح المواطنة لدى الفتية وكذا المساهمة في إنعاش الحياة التربوية والدينية والعلمية والثقافية والرياضية، لتدعيم روابط التعاون والأخوة مع الجمعيات والهيئات المحلية والوطنية ذات المبادئ والأهداف المشتركة، من خلال جملة الأنشطة التي نقوم بها والتي من بينها، القيام بحملات تحسيسية وتوعية في العديد من المجالات (البيئة، الصحة...) ومؤخرا ومنذ حوالي الشهر ونصف، نقوم بعمليات نظافة كل يوم جمعة صباحا على مستوى جميع أحياء البلدية وإحياء الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية وتقديم الدروس للكشافين في شتى المجالات (دينية، كشفية، إسعافات أولية...)، تنظيم خرجات ورحلات ومخيمات لأهداف استكشافية ،سياحية وترفيهية، ومن بينها الخرجة التي قادت الفوج الى مخيم الإخاء بدلس في 2012، مخيم الوفاء بغابة زموري في 2013، وعلى غرار هذه النشاطات، نقوم بتنظيم زيارات جماعية للمستشفيات في العديد من المناسبات كزيارة المرضى بالمستشفى كل سنة خلال أيام العيد وكذا المشاركة في العديد من التظاهرات المحلية، الوطنية والدولية ومشاركة الهلال الاحمر الجزائري في شهر رمضان لتحضير مائدة خاصة بالمعوزين وعابري السبيل. * كيف تقيّم العمل الكشفي في السنوات الأخيرة، وهل هناك إقبال من طرف الشباب عليه؟ - العمل الكشفي جزء لا يتجزأ من المجتمع المدني، وحسبما لاحظناه، نجد أن هناك إقبالا من طرف المواطنين والشباب على وجه التحديد على العمل الكشفي، الذي يمثل أحسن مدرسة للتكوين والعمل التطوعي، ونحن كفوج كشفي، نناضل من أجل الحفاظ على المبادئ التي أسّست من أجلها الكشافة ككل والتي تتمثل في تكوين أطفال صالحين في المجتمع، كي يتمكنوا من تحمّل المسؤولية في المستقبل. * ما مدى ترسيخكم لفكرة المواطنة لدى الشباب؟ - نحن نسعى لزرع الأمل لدى الشباب ومختلف الشرائح الاجتماعية، من خلال تنمية مشاعر الحب تجاه الوطن، والمبادئ الراقية التي نعمل على ترسيخها لديهم وكذا العمل الميداني وجملة النشاطات التي نقوم بتنظيمها في أفواجنا والتركيز على الأمور التي تجذب انتباهه وتعود عليه بالفائدة في نفس الوقت. * هل من مشاكل تعيق نشاطاتكم؟ - كل هذه النشاطات نقوم بها رغم كل الصعوبات والتحديات التي تواجهنا، فقلة الإمكانيات (لا يوجد أي دعم مادي للفوج) وضيق المقر المستغل (قاعتان فقط لا تكفيان كل هذا العدد)، كما أن المقر مشترك مع المركز النفسي التربوي للمعاقين ذهنيا،رغم كل ذلك، فالعزيمة التي عند القادة كسرت كل ذلك، فقد رفعنا شعار التضحية والتطوع في سبيل إيصال الرسالة للفتية، كي يصبحوا أفرادا فاعلين في المجتمع غير راجين من ذلك سوى رضاه، عزّوجل. * كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - في الأخير، أود أن أشكركم على هذه الإلتفاتة الطيّبة، كما أتقدم بجزيل الشكر إلى جميع القادة والقائدات القائمين معي كل باسمه، فلولا وجودهم وتظافر جهودنا جميعا، ما وصلنا لما نحن عليه اليوم، كما أشد على أيديهم وأرجو من المولى أن يوفقنا لمزيد من التطور والنجاح.