شكّل برنامج علاجي جديد مخصص للمرضى الذين يعانون من مشكلة صحية يصعب الحديث عنها أو تعتبر من الطابوهات، موضوع عرض خلال لقاء احتضنه المركز الاستشفائي الجامعي لوهران. ويتعلق الأمر ببرنامج تكفل يخص في مرحلة أولى الخلل الوظيفي في عملية الانتصاب عند الرجل، كما أوضحت صاحبة هذه الدراسة، ياسمين عصفوري، وهي طالبة الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي بجامعة وهران. وأوضحت المتحدثة في محاضرة قدمتها أمام عدة أطباء من المركز الاستشفائي الجامعي لوهران أن تنفيذ هذا البرنامج يتم فقط عندما يستبعد الطبيب السبب العضوي. وتعتمد خطة العمل التي اقترحتها هذه الجامعية على تجربتها الناجحة مع ثمانية أزواج استفادوا من تكفل يرتكز أساسا على الإصغاء للمريض وزوجته. وأشارت الى أن الاتصال مع المريض وجمع قصته الشخصية يسهل عملية تحديد أسباب الخلل الوظيفي بعد استبعاد الأسباب العضوية. وقد أنجز عمل هذه طالبة في الدكتوراه بشراكة مع أخصائيين في طب المسالك البولية الذين كانوا يوجهون إليها المرضى المعنيين بعد التأكد من غياب إضطرابات عضوية أو هرمونية. وقد سطر هذا اللقاء من قبل البروفيسور خالد العياضي، الأخصائي في الطب الوظيفي وإعادة التأهيل بالمركز الاستشفائي الجامعي لوهران ورئيس فريق أخلاقيات وصحة لوحدة البحث في العلوم الاجتماعية والصحة الكائن مقرها بوهران. ويسمح هذا البرنامج العلاجي بالخروج من الطابوهات وتحليل الوضعية لمعرفة ما هو عضوي، أي طبي بحت، وما يتعلق بعلم النفس والمشاكل ذات الصلة بعلم الاجتماع، كما لاحظ البروفيسور العياضي. وأضاف أن هذا الملتقى يندرج في إطار سلسلة موضوعاتية تهدف أساسا إلى ربط الصلة بين المجال الطبي وعلم الاجتماع وإثراء معرفة الأطباء في حقل العلوم الاجتماعية وتقديم نظرة متكاملة لأنظمة الصحة والمرض والمريض. وذكر الأخصائي أن تقديم حل علاجي من شأنه تجنيب المريض اللجوء إلى الشعوذة التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المشكلة. وترتبط مشكلة إختلال الإنتصاب التي يمكن أن تحدث في ليلة الزفاف بالرجولة وصورة الذات وبعض القيم التي تشكّل طابوهات حقيقية مما يجعل المريض يرفض الحديث عنها مما يبين أهمية هذا البرنامج العلاجي، كما أضاف العياضي. وستعقد الندوة المقبلة المبرمجة في إطار سلسلة اللقاءات العلمية للمركز الاستشفائي الجامعي لوهران يوم 24 أفريل الجاري، وستخصص لموضوع التيهان العلاجي ، بهدف تسهيل التكفل بالمرضى.