اختتمت أمس بالجزائر العاصمة أشغال المؤتمر الإفريقي السادس للرابطات الإفريقية لجمعيات طب الرثية بمشاركة أكثر من 400 أخصائي وطني وأجنبي. وقد أوصى مختصون لدى تدخلهم في اليوم الثاني للأشغال أنه ينبغي أن يولي الطبيب اهتماما بالغا للتكفل بالبعد الجسدي والنفساني وتخفيف آلام المريض. وأوضح البروفيسور بن زاوي من مصلحة طب الرثية بالمركز الاستشفائي الجامعي لوهران أن الطبيب المختص في داء المفاصل عادة ما يواجه في ممارسته اليومية مشاكل للتكفل بآلام المفاصل. واعتبر في هذا الصدد أنه أيا كان مصدر الألم ينبغي معرفة آليات الفيزياء المرضية قصد إعداد استراتيجية علاجية مما يستدعي أحيانا فريقا متعدد الاختصاصات، مضيفا انه للتكفل بالمريض ينبغي أن يطبق الطبيب معارفه العلمية والتقنية لتخفيف آلام المريض. وأضاف ''هناك حاليا آفاق جديدة تلوح في الأفق بفضل التقدم المحرز في مجال فهم آليات الفيزياء المرضية المتعلقة بالألم''. ولدى تدخله في هذا الإطار سجل مختصون آخرون بأن ضعف العظام مع ارتفاع طول عمر السكان عبر العالم أصبح مشكل الصحة العمومية. وبعد أن ذكروا بأن ضعف العظام يلاحظ كثيرا في حالات الروماتيزم الالتهابي الحاد أشار المختصون إلى أن هذا المشكل يبقى ''غير مشخص وغير معالج بشكل جيد'' لأن الأولوية بالنسبة للطبيب هو التخفيف من الآلام. ويعتبر المختصون أن ضعف العظام من الأسباب المؤدية إلى الروماتيزم الالتهابي، مؤكدين على التحديات الواجب رفعها في هذا المجال والمتمثلة في تكثيف عمليات الكشف عن هذا المرض والتخفيف من تكاليف العلاج وتحديد الاستراتيجيات العلاجية. ومن جهته أشار البروفسور جون سبيليا من مستشفى ستراسبورغ (فرنسا) بخصوص أمراض المناعة الذاتية إلى أن 80 بالمائة من المرضى هم من النساء كون أن هذه الأمراض تتسبب فيها الهرمونات مما يفسر كثرة انتشارها لدى فئة النساء. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في رسالة للمشاركين في المؤتمر قرأتها رئيسة الرابطة الجزائرية لأمراض الرثية الأستاذة عائشة رزيق لعجوز قد أكد أهمية صياغة استراتيجيات محاربة متخصصة قائمة على الوقاية والكشف المبكر لإصابات مرض الرثية في إفريقيا. ودعا الرئيس بوتفليقة الحكومات والسلطات الصحية وممارسي الصحة والجمعيات المهنية وجمعيات المرضى في إفريقيا الى ''التعاون والعمل كشبكة تضم جهودها ليستفيد مرضى الرثية من التقدم الطبي المحرز على المستوى العالمي''. ويشير منظمو المؤتمر الى أن القارة الإفريقية على غرار بقية أنحاء العالم تعرف مرحلة انتقال من الأمراض المعدية الى الأمراض المزمنة وهي مطالبة اليوم بالتكفل بالأمراض التي تصيب الأشخاص المسنين مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام وأمراض الاستقلاب والأعصاب والتي تشكل عبئا ثقيلا على الصحة العمومية. ومن جانبه كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد على هامش أشغال الملتقى عن إصابة ما يقارب 3 ملايين شخص بمرض الرثية بالجزائر. وأكد بالمناسبة أن الجزائر تتوفر على عدد كافي من المراكز والإمكانيات اللازمة للتكفل بهذا المرض الذي يصيب جميع شرائح المجتمع، موضحا في الإطار ذاته أن الدولة تولي اهتماما كبيرا للتكفل بأمراض التهاب المفاصل والعظام التي تشكل عبئا كبيرا على الصحة العمومية، مؤكدا بأن التوصيات التي سيخرج بها هذا اللقاء العلمي سيتم تقديمها الأسبوع القادم في جنيف خلال ندوة للمنظة العالمية للصحة.