كان خروج الشعب الجزائري، أول أمس، إلى مراكز الإقتراع لإنتخاب رئيسهم بقوة، درسا في الديمقراطية لكل من راهن على ضعف نسبة الإقبال على الإنتخاب، وأنهم أجهضوا كل محاولات خلق الفوضى والعنف وإفشال العرس الإنتخابي الذي جرى في ظروف جيدة وهادئة، فالشعب الجزائري أعطى اكبر ضربة لدعاة المقاطعة والعنف من أجل الإستمرارية والحفاظ على استقرار البلاد. خيبت أمس، نتائج الإنتخابات الرئاسية التي أكدت بأن نسبة المشاركة بلغت 51 بالمائة، كل توقعات دعاة المقاطعة والفتنة، حيث صنع الجزائريون المفاجأة في خروجهم، أول أمس، بقوة لانتخاب رئيسهم في أجواء ديمقراطية دون أية ضغوط وفي ظروف جيدة وهادئة، بدون معرفة من سيكون الرئيس المقبل، بحيث أن كان الشعب الجزائري الرابح الأكبر في هذه الانتخابات من أجل الاستمرارية، وهذا دليل كبير وقاطع على إجهاض وسقوط رهان المقاطعين الذين شككوا في إقبال الجزائريين على الاقتراع. وعلى عكس كل توقعات التي راهن عليها دعاة المقاطعة والعنف، خرج المئات من الجزائريين في الفضاءات الساخنة على غرار منطقة القبائل وولاية غرداية وباتنة لأداء واجبهم الانتخابي، متحدين في ذلك كل نداءات المقاطعة، حيث صنعوا المفاجأة التي فندت كل ادعاءات ذريعي الخوف وخيبت آمال كل الأصوات المنادية إلى العزوف عن مكاتب الإقتراع والخروج إلى الشارع لإفشال العرس الإنتخابي الذي جرى في ظروف عادية وهادئة، وهو برهان قطعي على قوة الوحدة بين مختلف مناطق وولايات الجزائر، وإبعاد كل من أراد تفكيك البلد بفكرة الفوضى والعنف وزرع الفتن. شيوخ، شباب نساء كلهم أثبتوا يوم الاقتراع أن الجزائر فوق كل اعتبار، حيث بلغت نسبة المشاركة 70,51 بالمائة والتي أعطت صفعة قوية لدعاة المقاطعة، كما أثبت الجزائريون أنه لن يستطيع لأحد أن يشوش أفكارهم المليئة بالسلم والمصالحة التي جاء بها الرئيس بوتفليقة العازم على الحفاظ عليها وصونها أمام كل العواصف الداعية إلى إجهاضها، فكل ما يطلبه الجزائريون هو الأمن والاستقرار والقضاء على البيروقراطية والمحسوبية وهي الملفات التي يأمل الشباب والجزائريين أن يعالجها بوتفليقة وعلى رأسها الأمن. وانتخاب الجزائريين لبوتفليقة هو رد آخر لخصومه في الدفاع عن البلد وإجهاض كل المخططات التي تنسج ضد الجزائر من الخارج والداخل، وبكل ديمقراطية رد أبناء نوفمبر على دعاة المقاطعة برفضهم القاطع بإدخال الجزائر في دوامة العنف والخراب التي عاشها في العشرية السوداء وبفضل الحنكة السياسية لبوتفليقة استطاع أن يرجع الأمن والسلام لهذا البلد الذي ضحى من أجله مليون ونصف مليون شهيد.