تعتبر عادة المعروف التي تحييها الزاوية التيجانية بعين ماضي بولاية الأغواط كل يوم جمعة من شهر رجب الهجري، فرصة لتجسيد قيم التضامن والتكافل التي غرسها مؤسس الطريقة، الشيخ سيدي أحمد التيجاني، منذ سنة 1782، كما أوضح الخليفة العام لهذه الطريقة. وتخصص الطريقة التيجانية بعين ماضي أيام الجمعة من كل شهر رجب هجري لإحياء هذه العادة كتقليد راسخ توارثه أبناء الطريقة جيل بعد جيل، حسبما أفاد به الخليفة العام لهذه الطريقة الصوفية. وتتمثل هذه العادة التي يمارسها مريدو وأتباع الطريقة التيجانية سواء من بلدية عين ماضي، مسقط رأس مؤسس الطريقة أو من باقي المناطق المجاورة، في الدعاء الجماعي بالخير والصلاح لعامة الأمة الإسلامية وتوزيع الطعام. ويشرع سكان عين ماضي في الاحتفال بهذا التقليد في ساعات مبكرة بالتقائهم في مسجد سيدي محمد الحبيب نجل مؤسس الطريقة التيجانية، وبعد تلاوتهم آيات من الذكر الحكيم، يتوجهون الى المقام، وهو المكان الذي كان يجلس فيه الشيخ سيد أحمد التيجاني لمدة 3 أيام قبل خروجه للسفر وهم يرتلون القرآن الكريم. كما يحرص مرتادو الطريقة على إحضار أطباق الكسكسي بلحم الخروف التي تشتهر بها المنطقة تحت شعار أكرم لأكرم ويتم تناولها بطريقة جماعية، فضلا عن توزيع المأكولات على الفقراء والمساكين في صور تجسد قيم التضامن والتكافل الاجتماعي التي يحث عليها الدين الإسلامي. ويحرص سكان المنطقة وأتباع الطريقة التيجانية الذين يأتون لإحياء هذه العادة في شهر رجب الهجري على اصطحاب ذويهم الصغار حرصا منهم على غرس قيم التضامن والتكافل وتلقينها للأجيال القادمة. يذكر أن الطريقة التيجانية تأسّست في بوسمغون بالبيض سنة 1782 م وتنتسب لمؤسسها الشيخ سيدي أحمد التيجاني المولود سنة 1737 في دار سيدي بلقاسم بعين ماضي ولاتزال هذه الدار الى اليوم مزارا لمرتادي الطريقة، وتحتضن مقرا للخلافة العامة للطريقة التجانية الذي يبلغ عدد أتباعها 350 مليون شخص عبر مختلف ربوع العالم، حسب الخليفة العام الشيخ التيجاني علي.