يعيش وكلاء السيارات حالة من الرعب بسبب استمرار تراجع مبيعات السيارات للعام الثاني على التوالي، ما بات يهدد كساد ما استوردوه طيلة السنوات الأخيرة من الدول الصانعة وينتظرونه تسويقه. وتشير الأرقام الرسمية الصادرة عن جمعية وكلاء السيارات أن حصيلة السداسي الأول من العام الجاري، كانت كارثية بأتم معنى الكلمة، حيث وصلت نسبة التراجع إلى 27 بالمائة، وهو ما يضع مستقبل هذا النشاط على المحك، سيما والبلاد تقترب من إنتاج أول سيارة محلية في نوفمبر المقبل. ومما زاد الطين بلة هو التراجع الكبير في أسعار السيارات المستعملة في السوق الوطنية، وهو ما شجع الجزائريين إلى الذهاب للسوق الموازية، الأمر الذي زاد من اختناق حركية السيارات الجديدة، التي عقد من رواجها الإجراءات الزائدة عن اللزوم، التي يفرضها الوكلاء على الزبائن. وتعتبر العلامات الفرنسية بيجو و رونو الأكثر تضررا من كساد سوق السيارات، حيث سجلت علامة رونو نسبة تراجع قدرت ب 39 بالمئة، و59 بالمئة بالنسبة لبيجو، علما أن الصانعَين الفرنسيين، كانا يسيطران على السوق الوطنية بما يقارب نصف المبيعات، مثلما لم تسلم بقية العلامات الأخرى من هذا التراجع، غير أن محدودية مبيعاتها مقارنة بالعلامات الفرنسية أعطت الانطباع بأنها أقل تضررا من حركية سوق السيارات، التي راحت ضحية بعض التطورات التي لها علاقة بالتطورات الاجتماعية للجزائريين، مع إطلاق عروض سكنية لاقت قبولا منقطع النظير من قبل المواطن الجزائري.