تعمل الكشافة الإسلامية على نشأة الشباب تنشئة وطنية صادقة مبنية على الثقة والتعاون للمساهمة في التنمية الاجتماعية وتنمية روح الإخاء والسلام العالمي بين الشعوب والثقافات المختلفة، ويظهر ذلك من خلال ما تقدمه الأفواج التابعة لها والتي تعمل على تطبيق المبادئ العامة للكشافة ومن بينها الفوج الكشفي التقوى بمسرغين في وهران، وللتعرف أكثر على نشاطات هذا الأخير وأهم ما يسعى إليه، حاورت السياسي قناد محمد، القائد العام الذي شدّد على ضرورة تضافر جهود الكل من أجل تنمية المجتمع. بداية، متى تأسّس فوج التقوى بوهران؟ - يعد فوج التقوى الكشفي أحد الأفواج التابعة للكشافة الإسلامية الجزائرية، تأسّس سنة 1989 ببلدية مسرغين بوهران، ناضل وساهم ولا يزال يساهم بشكل جدي وفعّال من أجل تكوين أجيال صالحة وقادرة على إكمال رسالة الأوائل الذين ضحوا في سبيل هذا الوطن، وهو الهدف الأول والأسمى الذي سعى إليه المجاهد ومؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية الشهيد محمد بوراس الذي أسّس أول فوج عام 1935. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - نحن نقوم بمختلف النشاطات التي تدخل في إطار الأعمال الكشفية، منها إحياء المناسبات الوطنية والدينية مثل الاحتفال بعيدي الاستقلال والثورة وإحياء ليلة القدر والمولد النبوي الشريف بنشاطات تربوية هادفة ترمز للمناسبة، كما أننا نقوم بمختلف الحملات التحسيسية مثل التحسيس حول الآفات الاجتماعية كالتدخين والمخدرات كما نشارك في حملات التنظيف لمختلف شوارع وأحياء المنطقة، بالإضافة الى المشاركة مع مختلف الهيئات والمديريات في مختلف النشاطات، بالإضافة الى المخيمات والرحلات الخاصة بالأطفال. فمخيماتنا الكشفية وخاصة الصيفية منها ليست للمتعة والترفيه فقط، بل هي فضاء واسع يجتمع فيه القادة والكشافة بجميع فئاتها وفيها يتعلم الكشاف كيف يتعامل مع أخيه الكشاف صغيرا كان أو كبيرا وفيها يتدرب القادة، خاصة المساعدون، على تحمّل المسؤولية وفيها نتعلم كيف ننظّم أوقاتنا من طلوع الفجر إلى الخلود إلى النوم مساء، كيف نحافظ على أبداننا، كيف نتعلم الصبر إلى غير ذلك من الأمور. وماذا عن الجانب الخيري من نشاطاتكم؟ - بخصوص الجانب الخيري من نشاطاتنا، فهي مستمرة ولكن نعمل أكثر على تكثيفها خاصة في المواسم والأعياد بغية إعادة الأمل في نفوس العديد من المحتاجين الذين هم في أمس الحاجة الى المساعدة، فعلى سبيل المثال، في شهر رمضان نقوم بتوزيع مجموعة من المساعدات كقفة رمضان على العائلات المحتاجة، بالإضافة الى تنظيم مائدة إفطار للمحتاجين وعابري السبيل كما نقوم بتوزيع كسوة العيد على الايتام، وفي عيد الأضحى، نقوم بعملية جمع اللحوم وتوزيعها على العائلات المعوزة. نظّمت الكشافة قافلة لدعم إخواننا في غزة، فهل شاركتم فيها؟ - أجل، فقد كان للفوج مشاركة في قافلة المساعدات التي نظّمتها الكشافة الإسلامية لإخواننا في غزة، أين قمنا بجمع عدد كبير من المساعدات المختلفة من مواد غذائية وقد بذل أعضاء الفوج قصارى جهدهم لتحقيق الأهداف المسطّرة من خلال هذه العملية. احتفلنا مؤخرا بعيد الثورة المجيدة، فماذا عن نشاطاتكم الخاصة بهذا اليوم؟ - هذه المناسبة عزيزة علينا جميعا وقد قمنا بعدة نشاطات منها المشاركة في رفع العلم الوطني ومسيرة قام بها أفراد الفوج جابت مختلف شوارع المدينة، وعلى غرار هذا، فقد قمنا بالتعاون مع الجمعية العلمية المستقبل بعرض فيلم الشهيد مصطفى بن بولعيد وذلك بساحة بلدية مسرغين، كما شارك أفوج التقوى في حفل افتتاح المنتدى الوطني للشباب والذاكرة الوطنية بالقطب الجامعي بلقايد ، حيث شارك في المنتدى عدد من الشخصيات من كافة ولايات الوطن. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأنشطة؟ - فوجنا يساهم، وبشكل فعّال، في تحقيق الهدف الذي أسّست من أجله الكشافة الإسلامية الجزائرية ويساهم في نشر الرسالة المحمدية، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، من خلال هذه النشاطات والاعمال كما أننا نسعى الى مساعدة الغير وتحقيق التكافؤ الاجتماعي وغرس حب التعاون بين الأطفال والشباب حتى يكونوا يدا واحدة في بناء الوطن، فنحن نعمل على إكمال مسيرة أجدادنا للحفاظ على وطننا الذي هو أمانة لنا وعلينا. من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ - بالنسبة للدعم، فإنه من مساهمات الأعضاء وتبرعات المحسنين، حيث لا نتلقى أي دعم من أي جهة او سلطة معنية في المنطقة. هل هناك مشاكل تعيق عملكم الميداني؟ - الحمد لله، فعملنا منظّم يخضع لأطر قانونية كما أننا متفاهمون، متعاونون فيما بيننا لكن يبقى الدعم المادي يشكّل، في بعض الأحيان، عائقا لإنجاح مشاريعنا. بصفتك قائدا هل من كلمة توجّهها لكشاف اليوم؟ - الكشافة مدرسة علمتنا التحدي، علمتنا الصبر والنضال من أجل تحقيق الاهداف المنشودة في هذه الحياة، لهذا، فأنا أنصح الشباب والفتية بالانخراط في هذه المدرسة التربوية من أجل الاستفادة أكثر، لأنها تربية وتكوين قبل ان تكون ترفيها. كلمة أخيرة نختم بها؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة، كما نشكر كل من يساهم في تفعيل وتنشيط هذا الفوج من قريب أو بعيد بكثير أو قليل، ونشكر جميع القادة الذين يسهرون على خدمة الجميع وتحمّل المسؤولية الشاقة، كما نشكر جميع أفراد الكشافة بمختلف الوحدات.