تعمل العديد من الجمعيات الفاعلة في المجتمع على العناية بالطفل لاعتباره نواة المجتمع ولكون الواقع الاجتماعي للطفل يؤثر على مجرى حياته ومستقبله سواء بالسلب أو بالإيجاب، لذلك تهتم عدد من الجمعيات بإصلاح حال الطفل المعوز ومساعدته في بناء خطواته الأولى في الحياة، ومن بين الجمعيات جمعية الطفولة المعوزة التي تنشط في دوائر وبلديات ولاية تيارت، وللتعرف أكثر على ما حققته الجمعية في مجال الاهتمام بالطفل المحتاج والأنشطة الخاصة بذلك، حاورت السياسي بلخوجة مختاري خديجة، الأمينة العامة للجمعية. متى تأسّست جمعية الطفولة المعوزة بتيارت؟ - تعتبر جمعية الطفولة المعوزة من أولى الجمعيات الناشطة في ولاية تيارت والتي تهتم بفئة الأطفال حيث تحرص على مساعدتهم ماديا ومعنويا بالإضافة الى تكوينهم، بدأت نشاطها في هذا المجال منذ حصولها على الاعتماد من قبل السلطات المحلية في ماي 2001 وبالنسبة لعدد أعضائها، فهو في تزايد مستمر من سنة لأخرى. وللإشارة، جمعيتنا اجتماعية ذات طابع خيري. ما هي الأنشطة التي تمارسها الجمعية في مجال الطفل؟ - الجمعية، كما أشرت سابقا، تقوم بخدمة الطفل المعوز حيث أننا نقوم بأنشطة ثقافية، ترفيهية وخيرية، فمن خلال برنامج وضعته الجمعية بالاستناد الى مخطط دولي ضمن الاتفاقية الدولية التي وقّعتها الجزائر في إطار حماية الطفل، فإننا نخصص لكل ابتدائية موجودة على مستوى إقليم الولاية أخصائيين نفسانيين لمتابعة الأطفال المتمدرسين حيث قمنا السنة الماضية بهذه التجربة ولقيت ثمارها حيث تابعنا عددا من التلاميذ الذين تحصلوا على نتائج ضعيفة ووقفنا على السبب وتابعناهم من خلال دروس الدعم وكذا رحلات الترفيه وبعض المساعدات المالية وكانت النتيجة آخر السنة حصولهم على نتائج أفضل بكثير من السابق وهكذا تكون هذه المتابعة مستمرة على مدار السنة سواء في المدرسة او المحيط العائلي والاجتماعي، فالظروف الاجتماعية السيئة تؤثر سلبا على حياة الطفل، لهذا فإننا نخصص مساعدات على مدار السنة منها كسوة العيد التي نخص بها أطفال الجمعية والأطفال المحرومين خاصة في المناطق النائية بالإضافة الى الحقيبة المدرسية في كل دخول مدرسي وعلى مدار السنة الدراسية لضمان تمدرس جيّد للتلاميذ المحتاجين. ونقوم بتنظيم رحلات ترفيهية، تثقيفية للاماكن السياحية والمناطق الأثرية خاصة في العطل الأسبوعية والموسمية كما نقوم بإشراك الأطفال في الاحتفال بمختلف المناسبات الوطنية والدينية والعالمية مثل إحياء عيد الطفولة من خلال ورشات مفيدة تثقيفية وتعليمية تسمح للطفل بإبراز مواهبه واكتشافها ونقوم نحن خلال ذلك بالاهتمام بموهبته وصقلها. على غرار ما سبق ذكره، هل من نشاطات أخرى تُذكر؟ - هناك عدة نشاطات أخرى، فقد قامت الجمعية مؤخرا بتقديم مساعدات تتمثل في توزيع وجبات ساخنة على الأفارقة خاصة الأطفال بالإضافة الى تقديم ملابس ومساعدات مختلفة لهم خلال موسم البرد. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأنشطة؟ - هدفنا الأول ان يكون جميع الأطفال سعداء مهما كانت وضعيتهم الاجتماعية، فللطفل حق العيش بسلام بعيدا عن الحروب عن الأزمات وعن الضغوط الأسرية كما من حقه التمدرس والتعرف على محيطه بالإضافة الى حقه في اللعب والترفيه وهذا ما نسعى إليه بصفتنا جمعية تعمل على ان تنتشل الطفل المحروم والمهمّش من واقعه الاجتماعي. كيف تقييمون واقع الطفل الجزائري مقارنة بالسنوات الماضية؟ - يتعرض الطفل اليوم الى عديد المشاكل، ففي محيطه الاجتماعي تترصده المخدرات حيث ان آخر الإحصائيات تؤكد ان الطفل معرض لهذه الآفة اكثر من الشباب والمراهقين بالإضافة الى العنف الذي يترصده في كل مكان سواء العنف اللفظي او الأسري او العنف في المدرسة، فكل الظروف المحيطة به لها تأثير خاص على واقعه كما انه يعاني من نقص الاهتمام من خلال نقص نشاطات الإدماج خاصة النشاطات الثقافية في المدارس الابتدائية كما ان الظروف الاقتصادية للعائلة تؤثر سلبا على تحصيله الدراسي مما يؤدي به الى التسرب المدرسي. ما هي الحلول التي وضعتها الجمعية بصفتها جهة تتكفل بالطفل؟ - منذ نشأة الجمعية ونحن نعمل على ان نقوم بنهضة من اجل تغيير واقع الطفل الجزائري، فبالإضافة الى البرنامج السنوي الذي نقوم به على مستوى الجمعية وكذا المؤسسات التربوية والذي أعطى ثماره، والحمد لله، فإننا نسيير في برامج تأهيلية أخرى نبدأها بدراسة واقع الطفل، فنحن نقوم بالاستماع الى الأطفال وأهاليهم من خلال جلسات مغلقة ومساعدتهم على الصعيد الخاص. اما على الصعيد العام، فإننا ننظم ندوات وأيام دراسية متنوعة المواضيع للتكفل بالطفل وإيجاد حلول لإخراجه من واقعه المعيش خاصة الطفل الريفي. من أين تتلقى الجمعية دعمها المالي؟ - في إطار الميزانية الممنوحة للجمعيات، فإن السلطات الولائية تقوم بتخصيص مبلغ مالي لنا كما ان مديرية النشاط الاجتماعي بتيارت تقوم بدعم نشاطاتنا ماديا وهناك بعض المحسنين من يتبرعون لنا خلال الاعمال الخيرية. هل هناك عراقيل تحد من نشاطكم الجمعوي؟ - المشكلة الأولى التي تعيق عملنا هي المقر حيث أننا لا نتوفر على مقر خاص بنا، فجل نشاطاتنا نمارسها عند مؤسسات عمومية او خاصة، فنحن نضطر الى كراء مقر صغير حسب إمكانيات الجمعية مما يؤثر سلبا على أنشطتنا. هل من مشاريع تحضّرون لها؟ - بالنسبة للمشاريع الآنية، فإننا بصدد التحضير ليوم دراسي حول الطفل المصاب بمتلازمة داون، معاناته ومشاكله في الوسط الاجتماعي باشتراك أطباء ومختصين نفسانيين، كما نقوم هذه الأيام بتوزيع 100 قفة تحوي على مساعدات مختلفة لعدد من الأطفال المعوزين، ونواصل العمل في مشروع التكفل بالطفل المحتاج في المؤسسات التربوية من اجل تحصيل علمي جيّد. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة، كما أتمنى ان يشارك الجميع في تغيير واقع الطفل الجزائري، فالطفل مسؤولية الوالدين و المعلمين والسياسيين، فعلى الأسرة والمدرسة والمجتمع حمايته لأجل غد أجمل.