يتساءل العديد من المواطنين حول سر الارتفاع الجنوني وغير المسبوق لأسعار الخضر والفواكه خلال الفترة الأخيرة، خاصة وأن البعض اعتبر الأمر غير مسبوق، وهو الأمر الذي دفع بالكثير من المواطنين إلى التوجه نحو الأسواق الشعبية، التي لم تعد اليوم قبلة أصحاب الدخل المحدود فقط، بل أصبح الأغنياء يزاحمون الزوالية فيها، وهو ما لاحظناه خلال جولتنا الاستطلاعية الى بعض الأسواق. مواطنون: ارتفاع الأسعار دفعنا للتوجه إلى هذه الأسواق أجبر الغلاء الفاحش الذي تشهده المحلات والأسواق العديد من المواطنين على التوجه إلى الأسواق الشعبية التي تتوفر على جميع المقتنيات التي يحتاجها الفرد، خاصة في ظل الارتفاع الجنوني الذي تعرف أسعار أغلب المواد الاستهلاكية في الأسواق المنتظمة وهو ما وجد فيه الكثيرون ملاذا وتعويضا عما أحدثه لهيب أسعار مختلف المواد في الأسواق. وهو ما أجمع عليه الكثير من المواطنين ممن التقينا بهم خلال جولتنا الاستطلاعية، ليقول في هذا الصدد كمال: إن ارتفاع الأسعار بمختلف المحلات أرغمنا للجوء الى الأسواق الشعبية لأنها أرحم مقارنة بالأخرى ، وفي ذات السياق، قالت كريمة: إن الأسعار المعروضة في الأسواق الشعبية ساهمت في زيادة الإقبال عليها خاصة خلال هذه الأيام الأخيرة المتزامنة وحلول السنة الجديدة والاحتفال بالمولد النبوي الشريف، أين تعرف معظم المواد الاستهلاكية ارتفاعا جنونيا . ومن جهة أخرى، أضاف جمال: إنه ورغم عدم توفر شروط النظافة الملائمة بهذه الأسواق الا ان الظروف المادية وجشع الكثير من التجار دفعنا للتوجه الى هذه الأسواق ، ورغم الظروف السائدة في هذه الأماكن، إلا ان الدافع القوي للجوء المواطنين إلى الأسواق الشعبية هو البحث عن سلع ذات أسعار منخفضة، وهو ما أكده عدد من الزبائن سيما محدودي الدخل وممن تضم عائلاتهم عددا كبيرا من الأفراد وغيرها من الأسباب التي تدفع بهم إلى قصد الأسواق الشعبية رغم ارتفاع أسعارها مقارنة بما سبق، إلا أنهم يجدون ضالتهم في توفر سلع بأثمان بخسة. ..وحتى الأغنياء يزاحمون الزوالية في الأسواق الشعبية ولم يعد التسوق بالأسواق الشعبية مرتبط بالمستوى الاجتماعي للفرد، بقدر ما أضحى مرتبط بأسعار المواد الاستهلاكية في الأسواق، وهو ما لاحظناه خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا الى العديد منها حيث رأينا أشخاصا رغم ثرائهم الفاحش يزاحمون العائلات متوسطة الدخل في الأسواق الشعبية، في حين يصر من هم يعانون من أجل أن يمكنهم الراتب الشهري من تغطية حاجاتهم الأساسية، على أن يقتنوا مستلزماتهم من المساحات الكبرى والمحلات الفاخرة. فالمتجول بالأسواق الشعبية، يتبين له لأول وهلة بأن كل من يتزاحمون على ما تعرضه تلك الأسواق من سلع هم من ذوي الدخل المحدود، لكن المتمعن فيهم جيّدا يدرك بأن الكثير منهم لديه الإمكانات المالية الكافية التي تتيح له فرصة اقتناء كل ما يحتاجه من أرقى المحلات، وشراء أغلى الماركات سواء من الألبسة أو المستلزمات المنزلية وغيرها من المواد الاستهلاكية الاخرى، على غرار الخضر والفواكه التي عرفت خلال هذه الأيام ارتفاعا جنونيا.