إيجاد آلية لفرض حقوق الإنسان في المناطق المحتلة ضرورة ملحة الجزائر أثبتت أنها لا تحيد عن دعم حقوق الشعوب المستعمر تقرير كريستوفر روس سيبرز حق الشعب الصحراوي في الاستقلال من ينقذ الاسرى المحكوم عليهم بالاعدام في سجون المخزن ؟ أكد سالم بصير، المكلف بالتنظيم السياسي بالجبهة الشعبية البوليساريو أن الشعب الصحراوي يعلق آمالا كبيرة على المفاوضات القادمة التي سيشرف عليها الممثل الخاص للأمم المتحدة كريستوفر روس بين الطرفين المغربي وجبهة البوليساريو شهر ماي المقبل، مشددا على ضرورة أن تحمل الجديد بين طياته بما فيها الضغط على المغرب لقبول تنظيم استفتاء تقرير عادل، حر ونزيه لتقرير مصير الشعب الصحراوي، مشير إلى احتمال العودة إلى الحرب والكفاح المسلح في حال فشل المفاوضات القادمة، داعيا المجتمع الدولي بدوره للضغط على المغرب من اجل تطبيق مخطط التسوية، مثمنا موقف الجزائر الداعم والثابت المساند للقضايا حقوق الشعوب المستعمرة والمكافحة بما فيها قضية الشعب الصحراوي. السياسي: كيف ترون تقرير مبعوث الأممالمتحدة كريستوفر روس، هل يمكن أن يتضمن تفاصيل عن الجرائم المرتكبة من طرف العدوان المغربي الهمجي في حق الشعب الصحراوي؟ سالم بصير : في الحقيقة التقرير الذي سيقدم خلال شهر أفريل الجاري، كان مقررا من السنة الماضية أي افريل سنة 2014، والذي كان ممثل الأممالمتحدة كريستوفر روس قد قرر أن يبذل فيه مجهود وحتى مجلس الأمن كذلك قرر أن يبذل المزيد من المجهود من خلال تنظيم مفاوضات ولقاءات بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، ولكن المغرب رفض زيارة ممثل الخاص للأمم المتحدة كريستوفر روس تقريبا لمدة تسعة أشهر، كما أن الممثل الخاص لم يكن لديه الوقت الكافي لتعديل المجهود الذي كان مقررا من طرف مجلس الأمن ليقرب وجهات النظر ويعد التقرير الشامل من أجل رفعه، وفي انتظار المفاوضات ومع قبول المغرب لزيارة كريستوفر روس حيث توجه إلى المغرب مرتين خلال الشهر الماضي حيث بقي لمدة أسبوعين إلا أن هذه الزيارة لم تأتي بأي جديد، وهو حاليا يحاول العمل من جديد لتنظيم زيارات بين الّأطراف وتحضير مفاوضات ولقاءات شهر ماي المقبل، والتقرير الذي سيصدر خلال شهر أفريل، لا ندري بماذا سيأتي، لكن نظن بالنسبة لنا أنه لابد أن يأتي بالجديد من خلال الضغط على المغرب المحتل والانصياع لقبول استفتاء حر عادل ونزيه للشعب الصحراوي كما يجب أن يأتي بآلية لفرض حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، نظن أن هذه الأمور من المفيد أن يحققها التقرير الذي سيرفع. جولة المفاوضات القادمة يرجح أن تكون حاسمة في مسار قضية الصحراء الغربية، هل تتوقعون أن يتم تطبيق المواثيق الدولية في تنظيم تقرير مصير الشعب الصحراوي؟ نظن أن المفاوضات القادمة لابد أن تختار الصيغة من طرف الممثل الخاص للأمم المتحدة كريستوفر روسّ، التي يفرض بها كيفية المفاوضات، لأنه سبق وان تم تنظيم عدة مفاوضات مباشرة بين الطرفين المغربي وجبهة البوليساريو ولم تأتي بأي جديد، وعلى هذا الأساس كريستوفر روس ومجلس الأمن السنة الماضية خلال شهر افريل 2014 قرروا انه شهر افريل الجاري سيتم في التقرير المرفوع التوصل لعدة نقاط جديدة ولكن المبرر بالنسبة للأمم المتحدة ومجلس الأمن هو عدم منحهم الوقت الكافي للعمل، وبالنسبة لنا الأمور واضحة، الأممالمتحدة ومجلس الأمن يضغط على المغرب من اجل تطبيق مخطط التسوية يعنى الاستفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي وذلك هو مسعى جبهة البوليساريو والشعب الصحراوي لكن هذا يتطلب ضغوطات من مختلف الدول على المغرب. في حال عدم نجاح المفاوضات القادمة هل يمكن اللجوء إلى الكفاح المسلح؟ نعتقد أن الكفاح المسلح هو خيار دائما موجود عند الشعب والجيش الصحراويين، ونحن مستعدين وقمنا بالتحضير لكل شيء يتطلب منا الكفاح المسلح لاجل افتكاك الحرية واستكمال السيادة على الأراضي المحتلة من طرف العدوان المغربي الهمجي، لكن في هذا الوقت إذا لم نصل إلى نتائج ايجابية من خلال المفاوضات هناك أمور كثيرة يمكن اللجوء إليها على رأسها العمل في المناطق المحتلة، والضغوطات من طرف المواطنين الصحراويين المتواجدين في المناطق المحتلة، والضغط الدولي على المغرب من اجل القبول بتنظيم استفتاء تقرير المصير، وخيار اللجوء إلى الكفاح المسلح موجود لدى الشعب الصحراوي في حالة قرر العودة إلى الحرب هذا أمر ليس بالبعيد ولا الصعب على الصحراويين. كيف تقيمون وضعية الصحراويين في الأراضي المحتلة مع تزايد همجية الاحتلال المغربي؟ في الحقيقة الصحراويين في المناطق المحتلة يعانون من ضغوطات كبيرة ومختلفة من طرف النظام المغربي وعدم احترام حقوق الإنسان والتعامل اليومي مع الوقفات السلمية للمطالبة بالاستقلال والحرية، النظام المغربي يواجهها بالعنف وبكل أساليب القمع، ولدينا اليوم سجناء رأي وسجناء محكوم عليهم بالإعدام لمجرد أنهم عبروا عن رأيهم وطالبوا بالحرية والاستقلال لوطنهم، المغرب على كل حال مارس كل الأساليب غير الشرعية غير المقبولة وغير إنسانية ضد المواطنين الصحراويين، لا تتضمن أي نوع من الاحترام ولا حقوق الإنسان ولا حتى احترام الأطفال والشيوخ والنساء. كيف ترون دعم الجزائر للقضايا العدالة في العالم وفي مقدمتهما القضيتين الفلسطينية والصحراوية؟ على كل حال الجزائر أعلنت عن دعمها للقضية الصحراوية منذ بداية الثورة، كما دعمت مختلف الشعوب التي ناضلت وكافحت من اجل حريتها واستقلالها، وهو موقف مبدئي بالنسبة للجزائر دائم وثابت لم يتغير، حيث أنها لطالما كانت واقفة ومساندة لحق الشعوب في تقرير مصيرها من بينها الشعب الصحراوي كما ساندت اللاجئين الصحراويين، وساندت كل حقوق الشعوب المكافحة لأنه بالنسبة للجزائر الذي ننتظره منها موقفها الثابت إزاء القضية الصحراوية موقفها السياسي واضح من اجل تقرير المصير مع كل الشعوب وخاصة الصحراوي، والشعب الجزائري قدم للشعب الصحراوي كل شيء أرضه مواقفه السياسية في العالم وهو إلى جانب القضية الصحراوية لأنها قضية عادلة بالنسبة للجزائر وأي شعب يكافح ويناضل من اجل الاستقلال، ولهذا تحضى الجزائر بمكانة دولية مميزة. للتذكير، يحضر الممثل الخاص للأمم المتحدة كريستوفر روس لتقرير بشان القضية الصحراوية من المقرر أن يتم رفعه للأمم المتحدة خلال شهر أفريل الجاري، في انتظار التحضير لمفاوضات بين طرفي النزاع المغربي والصحراوي للضغط على المغرب للقبول بتنظيم استفتاء يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بنفسه، خاصة أن الأممالمتحدة ومجلس الأمن خلال آخر تقرير رفع لها بشان القضية الصحراوية قد صنفت الصحراء الغربية كآخر مستعمرة في القارة الإفريقية لكن هذا التصنيف والاعتراف لم يفضي إلى إيجاد حلول عملية وتطبيق للشرعية الدولية التي تنص على حق الشعوب في تقرير مصيرها عن طريق استفتاء لتقرير المصير و قد يدعي المنتظم الدولي أن المسألة المطروحة صعبة التطبيق أو تحتاج إلى حلول بديلة أو كما يطلق عليها الحلول التوافقية. وكان الناطق الرسمي باسم الأممالمتحدة كريستوفر روس قد أجرى خلال الشهر الماضي زيارة إلى الرباط قام خلالها بعدة جولات ولقاءات مع مسؤولين في المغرب وجبهة البوليساريو ودول الجوار، وكانت هذه الجولة في إطار إستئناف كريستوفر روس لمهامه كمبعوث أممي للصحراء الغربية، حيث أنه لم يقم بزيارة من هذا النوع منذ سنة ولقي إستئناف روس لمهامه كمبعوث الأممي لحل النزاع الصحراوي ترحيبا لدى مجلس الوزراء الصحراوي الذي أكد خلال اجتماعه تحت إشراف الرئيس الصحراوي, محمد عبد العزيز التأكيد على الإرادة الصادقة للطرف الصحراوي في التعاون مع الجهود الأممية في سياق واضح وصارم من أجل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال عبر استفتاء حر وعادل ونزيه.