ثمنت الأسرة الإعلامية الجزائرية خلال احتفالها باليوم العالمي لحرية التعبير المصادف لتاريخ 03 ماي من كل سنة، مؤكدة أن حرية التعبير في الجزائر باتت اليوم حقا مكفولا ولا ينكرها إلا جاحد، حيث أضحت الجزائر في موقع متقدم في مجال حرية التعبير بخلاف بعض دول الجوار التي لا تزال تعاني في هذا المجال، مشيرة إلى أن ما يدور بالساحة في الوقت الراهن يعكس الأشواط الكبيرة وغير المسبوقة التي تم تحقيقها في هذا المجال. بطاقة الصحفي وسلطة الضبط.. خطواتان نحو الاحترافية وأشاد الإعلاميون والأساتذة المختصون في مجال الإعلام بالمستوى الذي وصلت إليه حرية التعبير في الجزائر، مشيرين على وجه الخصوص إلى مجمل التطورات التي عرفتها الساحة الإعلامية مؤخرا، وفي مقدمتها صدور بطاقة الصحفي المحترف التي بلغت أشواط هامة من التعميم، بالإضافة إلى إنشاء سلطة الضبط للسمعي البصري، ويأتي تنصيبها بناءً على ما نص عليه قانون السمعي البصري الذي اقر إنشاء سلطة ضبط مستقلة وتكون حجر الأساس للنظام السمعي البصري الوطني الجديد ، كما تتمتع هذه الهيئة بصلاحيات تسمح لها بمراقبة المطابقة القانونية ومختلف أشكال الممارسة للنشاط السمعي البصري من خلال بسط سلطتها الضبطية بصفتها الحارس والضامن لهذه الحرية في آن واحد . وبذلك أصبحت التجربة الإعلامية الجزائرية نموذجا يقتدي به في الوطن العربي وفي إفريقيا، خاصة مع هامش الحرية الكبير الممنوح لرجال الإعلام، فبعد التعددية الإعلامية في مجال الصحافة المكتوبة حيث وصلت عدد الجرائد الموجودة بالساحة الإعلامية اليوم 144 جريدة، كما تعززت الساحة الإعلامية أيضا بانفتاح جديد في مجال السمعي البصري، وهذا ما يعكس هامش الحرية والرأي المتاحين على الساحة الوطنية . والذي اعتبره المختصون خطوة كبيرة نحو تعزيز حرية الصحافة والإعلام في الجزائر وتوسيع مجال الحريات والديمقراطية في المجتمع، ويعود الفضل حسب المتتبعين للشأن الإعلامي إلى المجهودات التي بذلتها الدولة طيلة السنوات الماضية من خلال تسخير كافة الإمكانيات والقوانين التي تكفل للجميع التعبير عن الرأي بكل حرية من خلال فتح الباب على مصراعيه للصحافة المكتوبة والقانون الجديد للإعلام، الذي يعتبر من بين أكثر القوانين التي تكفل مجالات كبيرة للحريات والتعبير عن الرأي. وذهب عدد من الإعلاميين والصحفيين إلى تأكيد ما تشهده الجزائر اليوم في مجال حرية التعبير، موضحين أنها حققت أشواط كبيرة بعد أن مرت بمراحل عدة، مرجعين ذلك لتضحيات رجال الإعلام، إلى جانب تضافر جهود الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي فتح المجال أكثر لحرية التعبير في البلاد من خلال سن قانون السمعي البصري وإتاحة الفرصة للخواص بفتح قنوات خاصة، ساهمت في كسر الحواجز والطابوهات التي كان من المستحيل التطرق لها وتناولها بإسهاب في وقت ما، دون إنكار ما تحصلت عليه الصحافة المكتوبة من نصيب في حرية التعبير ويتجلى ذلك في هامش الحرية والنقد. من جهته أشاد المجتمع الدولي بما أحرزته الجزائر في مجال ترقية حرية الصحافة، مؤكدا أنها حققت تقدما معتبرا في مجال ترقية حرية الصحافة خلال السنوات الماضية. سعود الجزائر قطعت شوط لا يستهان به في حرية التعبير في ذات السياق، أكد صالح سعود، أستاذ ومحلل سياسي، أن حرية التعبير في الجزائر تعتبر التزام بالدرجة الأولى وهذا الالتزام يملي على القائمين عليها إجراءات قانونية يجب احترامها، موضحا أن حرية التعبير في الجزائر أصبحت اليوم متقدمةّّ مقارنة بالعديد من الدول الأخرى وحتى الكبرى منها، لأنها لا تعني أن نقول كل شيء ولكنها تعني أن تكون المواقف منسجمة مع الواقع ومعبرة عنه بصدق، مضيفا أن الجزائر كدولة من الدول النامية، تعتبر قد قطعت أشواطا كبيرة لا يستهان بها في هذا المجال، من خلال إيصال الكلمة الصادقة والرأي الملتزم إلى أفراد المجتمع، إضافة إلى أن حرية التعبير وحرية الصحافة عموما تنبع من مدى مساهمتها في تنشئة الثقافة وفي ترسيخ قيم المجتمع، مؤكدا أنه بدون هذه المؤشرات يصبح أي كلام هو عبارة عن طرف فكري لا يتطابق مع الواقع المعيش. وأضاف صالح سعود، في تصريح ل السياسي أن الجزائر اليوم من حيث العدد قد فتحت المجال للصحافة عموما على أكثر من صعيد، فيما لا تزال يضيف ذات المتحدث من حيث الكيف بحاجة إلى مزيد من الإصلاحات سواء ما تعلق منها بالجانب القانوني أو جانب أخلاقيات المهنة، موضحا أن مقارنة بالمحيط الدولي القريب والبعيد وبالنظر إلى الواقع الذي مزال فتيا نحكم عليه بأنه مسار قد حقق الكثير الذي يمهد لخطوات أخرى قادمة نتمنى أن تكون ايجابية وأن يكون الطاقم الصحفي مؤهلا لحمل الرسالة. بن حبيلس الجزائر اليوم هي مرجع في حرية التعبير بدورها أكدت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أن حرية التعبير اليوم في الجزائر تعتبر مكسب هام، تحققت بعد نضال وإرادة سياسية، موضحا أنه خلال العودة إلى السنوات الماضية نجد أن الدولة الجزائرية بذلت مجهودا كبير من خلال المساهمة المالية التي مكنت الصحف من الوقوف على أقدامها، مشيرة إلى أن ما تحقق هو مكسب يستحق التدعيم كون الجزائر لم تصل بعد إلى المستوى نظرا لبعض النقائص المطلوب لكن مقارنة ببعض الدول هي تعتبر مرجع، مضيفة أن حرية التعبير هي من المبادئ الأساسية للديمقراطية وكرامة الإنسان. ودعت بن حبيلس في تصريح ل السياسي للوقوف ترحما على ضحايا الإرهاب من الصحفيين بالجرائد العمومية والخاصة الذين ضحوا بأنفسهم ودفعوا ثمنا باهظا من اجل الحفاظ على قوانين الجمهورية ووحدة ترابها من خلال التصدي للإرهاب.