تعرف ولاية تيسمسيلت، في السنوات الأخيرة، بذل مساع مكثّفة لترقية الاستثمار وجعلها منطقة استقطاب للمستثمرين، لا سيما في المجال الصناعي والصناعات التحويلية. وتستهدف الجهود المبذولة في هذا الاتجاه منح التحفيزات والتسهيلات للمستثمرين المقبلين على العمل بالولاية وتوفير العقار الضروري لتجسيد الاستثمارات المبادر بها، كما تركّز السلطات المعنية على العمل التحسيسي والإعلامي بغية جلب عدد أكبر من المستثمرين لا سيما من خارج الولاية، وكللت المساعي في هذا المجال بجذب العديد من المستثمرين، حيث وافقت اللجنة الولائية لتحديد الموقع وترقية الاستثمار وضبط العقار فقط في الفترة الممتدة من بداية العام الماضي وإلى غاية نهاية الثلاثي الأول من السنة الجارية على 65 مشروعا استثماريا، كما علم لدى خلية الاتصال بالولاية، وتتعلق هذه المشاريع الاستثمارية بنشاطات ذات صلة بالبناء والأشغال العمومية والفلاحة والصناعة والخدمات ومواد البناء والري والتجارة والسياحة، وستسمح هذه المشاريع الاستثمارية ال65 التي تفوق قيمتها الإجمالية ال7 مليار باستحداث 874 2 منصب شغل دائم حوالي ثلثها بقطاع الخدمات. وقد تم توفير قطع أراض، لتمكين المستثمرين من تجسيد مشاريعهم بلغت في المجموع 64 هكتارا. جهود لتوفير المزيد من العقار الصناعي بغية توفير العقار الصناعي للطلبات المستقبلية للمستثمرين، قامت الولاية بتسجيل مشروع إنشاء منطقة صناعية بالقرب من قرية سلمانة ببلدية العيون، غير بعيدة عن شبكة الطرقات. وتتربع هذه المنطقة الصناعية، التي ستجسّد بالتعاون مع الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري، على مساحة 300 هكتار حيث ستسمح باحتضان وحدات صناعية إنتاجية تنشط في عدة مجالات لا سيما الصناعات الغذائية والتحويلية، وفق المصدر ذاته، الذي أشار إلى أن مصالح الولاية قد قدمت ملفا حول هذه المنطقة الصناعية على مستوى الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري التي ستعرضه على مجلس الحكومة لإصدار قرار إنشائها، لافتا الى أن هذه العملية تعرف تقدّما كبيرا. من جهة أخرى، ستعمل السلطات الولائية قريبا بناء على تعليمة الوزارة الأولى على اقتراح ثلاث أو أربع مناطق للنشاطات والتي سيتم توزيعها عبر مختلف مناطق الولاية، على غرار برج بونعامة وبوقايد، حيث ستكون مرتبطة بأنشطة اقتصادية تتلاءم مع خصوصية كل منطقة كالصناعات الغذائية والصناعات التقليدية. كما سيشرع قبل نهاية السنة الجارية في تجسيد أشغال توسعة منطقتي النشاطات بتيسمسيلت وسيدي منصور بخميستي اللتان ستوفران 108 قطعة أرضية إضافية، علاوة على عملية إعادة الاعتبار لهما والتي تشمل أشغال الإنارة العمومية وتوفير جميع الشبكات (الماء والصرف الصحي) وتأهيل الطرقات والأرصفة وإنجاز الحائط الخارجي. التركيز على العمل الإعلامي لاستقطاب المستثمرين وبهدف استقطاب المستثمرين لإنجاز مشاريع بالولاية، يتم التركيز على العمل التحسيسي، الإعلامي وذلك من خلال إطلاق موقع إلكتروني خاص بالاستثمار يحتوي على معلومات حول القدرات الاقتصادية التي تزخر بها تيسمسيلت، ومنها الثروات الطبيعية مثل الحجر الرملي والكلسي والطين والحصى، فضلا عن توفّر مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية غير المستغلة وثروة حيوانية تفوق ال300 ألف رأس من المواشي والأبقار، إستنادا لمديرية الولائية للصناعة والمناجم، كما عمدت السلطات الولائية على إعداد مطويات موجهة للمستثمرين من خارج الولاية تبرز أهم الإمكانات المتاحة للاستثمار بالمنطقة، منها ثلاث مناطق للنشاطات وربط الولاية قريبا بطرق سيارة مزدوجة وكذا استفادتها من مشروع خط السكة الحديدية، فضلا عن توفر ثلاثة مراكز كبيرة لتحويل الطاقة كهربائية بتيسمسيلت وثنية الحد وبرج بونعامة. وفي نفس المسعى، كانت السلطات الولائية قد بادرت مع نهاية عام 2013 بإنشاء لجنة ولائية مكونة من مختلف القطاعات ذات الصلة بالاستثمار والتي يكمن دورها في ضمان متابعة ومرافقة دائمة للمستثمرين الذين استفادوا من تجسيد مشاريع استثمارية بالمنطقة في شتى المجالات على غرار الفلاحة والصناعة والسكن والتجارة والخدمات. يذكر أن الولاية تتوفر على ثلاثة مناطق نشاطات متواجدة بكل من تيسمسيلت وخميستي وثنية الحد تبلغ مساحتها الإجمالية 22 هكتار مقسمة إلى 144 قطعة أرضية التي استفاد منها 42 مستثمرا خلال السنوات الماضية.