رغم تشديد وزير الصحة على تحسين الخدمات الصحية المقدّمة للمرضى وكذا التسيير الجيّد لمصالح الاستعجالات الطبية، خاصة وأن الدولة وفرت إمكانيات ضخمة لخدمة المرضى عبر المستشفيات والعيادات الصحية، لا تزال مظاهر الإهمال والتسيب وكذا المعاملة السيئة تميز بعض مستشفياتنا، على غرار ما يحدث بالمؤسسة الاستشفائية الأم والطفل بولاية تيبازة إلى يومنا هذا، وهو ما أثار تساؤل المواطنين حول ضرب القائمين على هذه المؤسسة بقرارات الجهات المعنية عرض الحائط، مطالبين في نفس الوقت بالقيام بزيارات تفقدية مفاجئة للوقوف على المعاناة والإهانة التي يتعرض لها المرضى. اشتكى العديد من مواطني ولاية تيبازة من التسيب الحاصل في مصلحة الاستعجالات الطبية بالمؤسسة الاستشفائية، الأم والطفل، حيث يضطر المرتدون على هذه الأخيرة من مرضى إلى الانتظار لساعات طويلة في ظروف أقل ما يقال عنها أنها كارثية ولا تليق بحالة المريض الذي عادة ما يكون في وضع حرج لا يسمح له بالصمود والانتظار مطولا، خاصة بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة، حيث يتعرض المرضى لمعاملة غير لائقة من طرف الممرضات والأطباء على حد سواء، وأثناء تواجدنا داخل المصلحة، لاحظنا تعمد الممرضات غلق الأبواب في وجه المرضى والتمييز بينهم حيث أن الأولوية لأصحاب المعريفة الذين يتجهون إلى غرفة المعاينة والفحص دون مراعاة الحالات الاستعجالية، وهو ما حدث بالفعل لأحد المواطنين الذي كان يحمل ابنته ذات ال12 سنة والمصابة بلسعة ثعبان، حيث ورغم المناداة المتكررة للممرضات من أجل تقديم الإسعافات الأولية، لكن دون جدوى إلى حين مرور مدة معينة من الزمن. ومن جهة أخرى، أكدت إحدى المواطنات المصابة بالعديد من الأمراض المزمنة ل السياسي ، أنها تتواجد، منذ حوالي ساعتين من الزمن، داخل ذات المصلحة، مع تعرضها لأسوأ معاملة من طرف الممرضات، مشيرة إلى أنها أدخلت إلى قاعة الكشف بعد إغمائها لعدت مرات، يحدث هذا دون مراعاة لأي خصوصيات كونها امرأة إذ تم فحصها بحضور العديد من الممرضين، وبعد الفحص الظاهري، تم توجيه لهذه الأخيرة وابل من اللوم من طرف الطبيبة المناوبة التي رفضت تقديم المساعدة الطبية بسبب كثرة الضغط عليها، ومن جهة أخرى، فإنها لا تستقبل مثل هذه الحالات مساء، مع العلم أن المريضة مصابة بأمراض مزمنة، على غرار مرض السكري والضغط الدموي ومرض القلب، حيث وبعد مشادات كلامية مع الطبيبة، ساءت حالة المريضة بشكل كبير جراء ارتفاع ضغط الدم والسكري. وعلى هذا الأساس، يناشد مواطنو ولاية تيبازة السلطات المعنية لأجل وضع حد لهذه المعاملات السيئة التي يتعرضون لها من قبل بعض الممرضين وبعض الأطباء، الذين قبل أن يكون تقديمهم للعلاج والفحص الطبي مهنة، فهو عمل إنساني بالدرجة الأولى.