شهدت مصالح الاستعجالات الطبية بالعديد من المؤسسات الاستشفائية بالعاصمة، خلال اليومين الفارطين، حالة استنفار قصوى، بسبب توافد أزيد من 200 شخص من ذوي الأمراض المزمنة تعرضوا لمضاعفات صحية، جراء ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، في حين عجز الطاقم الطبي استيعاب العدد الهائل من المرضى بسبب نقص الأسرّة والعتاد الطبي ودخول معظم الأطباء والممرضين في العطلة السنوية والإجازات المرضية رافعين شعار «حتى يتهنى الفرطاس من حكان الرأس ».على الرغم من تعليمات وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، المتعلقة بتطبيق نظام المناوبة وعدم التخلف في مواقيت العمل بالنسبة للمؤسسات الاستشفائية الواقعة بالمناطق الساحلية، بما يخدم المصلحة العامة وضمان التكفل الجاد للمرضى لاسيما من قبل السياح والزوار، إلا أنها في الواقع حبر على ورق، حيث عرفت معظم المصالح الاستعجالية تخلف الطاقم الطبي عن مواقيت العمل، ودخول غالبيتهم في العطلة الصيفية، وحسب القائمين على مصالح الاستعجالات أكدوا في حديثهم مع «النهار» أن غالبية مستشفيات العاصمة تشهد نقصا حادا في سلك الشبه الطبي، خصوصا بعد استفادة الطاقم الطبي من الإجازات المرضية هربا من العمل والضغط الذي يعرفه فصل الصيف، وطبقا للمقولة الشعبية «حتى يتهنى الفرطاس من حكان الراس» فضل العديد منهم الخروج في عطلة بدون أجر، في حين يجد الأطباء أنفسهم عاجزين عن استكمال مهامهم وعلاج العدد الهائل من المرضى ليزيد الضغط على الفئة المتبقية.ستة أشهر مدة كافية لقتل مرضى القلبوخلال جولة قامت بها «النهار» إلى معظم المؤسسات الاستشفائية بالعاصمة، وقفت على الفوضى التي تشهدها غالبية المستشفيات بسبب تسريح الأطباء والممرضين بدون مراعاة المصلحة العامة وسياسة التسيب والإهمال الذي تنتهجه إدارة المستشفيات، خصوصا وأن مصالح الكشوفات الطبية دخلت في عطلة بداية من شهر أوت الجاري، وتأجيل المواعيد إلى غاية شهر سبتمبر المقبل، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولأن حصول المرضى على مواعيد الكشوفات الطبية يستلزم انتظار شهرين أو أكثر، على غرار مرضى القلب، حيث إنهم ينتظرون مدة ستة أشهر للحصول على العلاج بالنظر إلى حالتهم الحرجة، في الوقت الذي تستدعي تقريب مواعيد الكشوفات، لتبقى التغطية الصحية لذوي الأمراض المستعصية والحالات التي تحتاج إلى متابعة طبية مستمرة، مرهونة بخدمات الاستشفائية الاستعجالية. حقنة مسكنة واخطونا.. وحسب شهادات المرضى ل«النهار»، فإن الأطباء يكتفون بمنحهم الحقن والمسكنات من دون أن يكشفوا عن حالاتهم أو أن يعرضوا عليهم التحاليل الطبية أو الأشعة، وهو ما أكده لنا عمار، مريض السكري، بعد تعرضه لضغط الدم وتسمم غدائي، على حد قوله إن الأطباء يتحاشون تقديم التحاليل الطبية والأشعة حتى لا يضطرون إلى متابعة الحالات والتكفل بهم بسبب الضغط. أمينة، مصابة بمرض الربو تقول إنها تعرضت لتسمم غذائي سبب لها ضيق في التنفس وألم شديد في المعدة، إلا أن الأطباء اكتفوا بوصفة دواء بدون تقديم تحليل طبي أو كشوفات الأشعة، وعند توجهها إلى عيادة خاصة تبين أنها مصابة بإلتهاب الغشاء البريتوني أو بما يعرف ب الزائدة الدودية، وكادت أن تخسر حياتها لو لا كشف الأشعة الذي أوضح انتفاخ الأمعاء، وكادت أن تنفجر لو لم تدخل غرفة العمليات.من جهتهم، اعتبر مصدر طبي أن مصالح الاستعجالات الطبية أصبحت مجرد «اسم» ولأن إسعاف المرضى بممرض وطبيب واحد أمر مستحيل بسبب الضغط الرهيب والنقص الفادح للمستلزمات الطبية، على غرار الأوكسجين والسيروم والحقن المسكنة وحتى الأسرّة، مما شكل حجر عثر على المرضى والمسنين وذوي الأمراض المزمنة، لتزيد من حدة معاناتهم في ظل موجة الحر وصعوبة الخدمة الاستشفائية في موسم الصيف. وعلى هذا استقبلت مصالح الاستعجالات بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا أزيد من 94 حالة من مرضى القلب وضغط الدم والسكري، جراء الحرارة القياسية التي عرفتها العاصمة وضواحيها خلال 48 ساعة الأخيرة، التي فاقت الأربعين درجة تحت الظل.كما عرف المستشفى الجامعي لمين دباغين، اكتظاظا كبيرا، حيث عجز الطاقم الطبي استقبال أزيد من 70 مريضا، واستيعاب الحالات التي تستدعي المكوث بالمستشفى، وأكد مصدر طبي ل«النهار» أنه قد تم تحويل بعض المرضى إلى المؤسسات الاستشفائية المجاورة بسبب نقص عدد الأسرة والعتاد الطبي على غرار الأوكسجين، لتخفيف الضغط على المستشفى، وإبقاء الحالات الحرجة لتلقي العلاج. فيما تلقت المصالح الطبية بمستشفى الجامعي بني مسوس، أزيد من 60 حالة أغلبها متعلقة بالأمراض التنفسية والربو خصوصا في فئة المسنين، استدعت حالة البعض منهم المكوث بالمستشفى وبمصلحة الكدمات والإنعاش، جراء موجة الحر، كما أصيب الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الطبي الخاص وكذا النساء الحوامل إلى مضاعفات صحية خطيرة، كادت أن تودي بحياتهم بسبب عدم احترام تعليمات الأطباء وتعرضهم لضربات الشمس والجفاف والأمراض المعدية.
موضوع : أزيد من 200 شخص مصابون بأمراض مزمنة استقبلتهم مسشتفيات العاصمة 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0