استمرت التشنجات بين أعضاء مايسمى بالتنسيقية الوطنية لانتقال الديمقراطي الى نحو خطير، وفي الوقت الذي كان فيه المتتبعون ينتظرون انفراجا داخل بيتها الهش منذ البداية، أطلق عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية رصاص الرحمة معلنا نهايتها، فتصريحه امس بالقول أنه يملك رصيدا نضاليا، أكثر من قادة الاحزاب التي تحويها التنسيقية ، قرأه العديد من المتتبعين على أن الامر لا يعدو الا نظرة استعلائية وتقزيما لباقي الاحزاب المنضوية تحت لوائها، ولم يكتفي جاب الله بهذه النظرة التي وصفها قيادي حركة حمس خلال الايام الماضية بانها عقدة المشيخة ، بل ذهب بعيدا في التأكيد عليها بالقول بانه ليس لديه الاستعداد لحضور اجتماعات التنسيقية وهو يشعر بالملل كثيرا من هذه المسائل . مثلما توقع المتتبعون على الساحة السياسية الوطنية، منذ عام ونصف تقريبا من انشاء تنسيقية الانتقال الديمقراطي،أن ما يشتت هذه التوليفة الحزبية اكثر مما يجمعها، موضحين حينها ان حرب الزعمات والمصالح الشخصية لقادتها، هي العناصر المشتركة التي تجمعهم اكثر من الشعارات الرنانة التي حملوها ونادو بها مطولا، وارادوا من خلالها ان يغطوا فشلهم في الاستحقاقات على جميع المستويات، لكن رغم كل هذه المحاولات فشلوا في استقطاب الشارع الجزائري، الذي لم ينجر وراء هذه الشعارات لادراكه ووعيه في اشارة منهم ان هؤلاء لايهمهم الا مصالحم الشخصية في سبيل الوصول الى السلطة. وقد تواصلت حرب التصريحات بين قيادي من حمس وجبهة عبد الله جاب الله، فبعدما رد مقري على الاتهامات التي طالته من داخل بيت جبهة العدالة والتنمية، حول اللقاء الذي جمعه مع مدير ديوان رئيس الجمهورية، أحمد اويحيى، مؤكدا بأنها ظلم واعتداء عليه، لم يكتفي قادة حمس عند هذا الحد من الرد على هجوم جبهة جاب الله، بل واصلوا الدفاع عن انفسهم بوابل من الانتقادات التي اطلقها القيادي في الحركة ناصر حمدادوش فاتحا النار بدوره على عبد الله جاب الله، ومتهما اياه بانه شخص استعلائي في اشارة الى عدم حضوره لاجتماعات التي تعقدها التنسيقية في كل مرة، ليؤكد ايضا ان الذي يحدث هو مرض زّعامة وعُقدة المشيخة وغيرة نساء ، في المقابل لم تمر هذه التصريحات النارية على بيت جبهة جاب الله مرور الكرام، بل رد لخضر بن خلاف على هذه الهجومات بتصريح ناري أخر ينم عن التشنجات التي تعيشها التنسيقية وحرب الزعامات التي تطبع يومياتها . من جهة أخرى تساءل رواد الفايسبوك على هذه الحرب الطاحنة داخل التنسيقية، وحرب الزعامة التي تطبع يومياتها، كيف لمثل هؤلاء ان يحملوا انشغالات المواطنين ويدعون يوميا بانه سيجيدون حلولا لمشاكلهم اليومية، وهم لم يستطيعوا تجاوز معظلة الزعامة بينهم ؟.