ستشهد بعض المؤسسات التربوية حالة من الاكتظاظ خلال الدخول المدرسي المقبل مما قد يتسبب في حالة خناق تجبر مدراء المؤسسات على العمل بنظام الدوامين في بعض المناطق خاصة في المدن الكبرى على غرار العاصمة ووهران خاصة أن العديد من الابتدائيات لا تستطيع استيعاب عدد التلاميذ المسجلين حديثا. اللجوء لنظام الدوامين للتقليل من حدة الاكتظاظ وأكد مسعود عمراوي المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين لانباف أن الوزارة تعمل في كل مرة من أجل تهيئة الهياكل الدراسية وتوسعتها وكذا بناء هياكل جديدة إضافة إلى الهياكل الموجودة، فرغم التجهيزات الضخمة إلا إن الابتدائيات والثانويات خاصة، تعاني من اكتظاظ كبير، ويقول محدثنا أنه رغم إلغاء نظام العمل بالدوامين إلا أن بعض المؤسسات في غرب العاصمة وغيرها عادت لتطبيق نظام الدوامين كما كانت عليه من قبل نظرا لعدم توفر المقاعد البيداغوجية الكافية للمتمدرسين ،كما حذر محدثنا من تبعات الاكتظاظ المدرسي في بعض الولايات التي عرفت عمليات ترحيل نوعية، على غرار الجزائر العاصمة وبعض المدن الكبرى، مؤكدا بأن المعلومات المتوفرة لدى النقابة تُفيد بتسجيل تأخر كبير في تسليم المنشآت التربوية المبرمجة في المناطق السكنية الجديدة، الأمر الذي من شأنه تشكيل متاعب وعراقيل كبيرة في تمدرس أطفالنا، وأضاف محدثنا بأن التلميذ حتى يتمكن من استيعاب الدروس، وخاصة في السنوات الأولى من الطور الابتدائي، لابد من تقليل عدد التلاميذ في الحجرة الواحدة حتى يتمكن الأستاذ من متابعة كل تلميذ على حدى، ويتمكن من اكتشاف قدراته المعرفية، أي كلما قلَّ عدد التلاميذ في الحجرة، كلما ساعد ذلك الأستاذ على توجيه الطفل حديث الدراسة، لأن هذا الاكتظاظ يولد الفوضى واللامبالاة وقلة التركيز مع الأستاذ، خاصة وأنهم تلاميذ جدد وصغار يصعب التحكم في كل واحد منهم، وبالتالي كلما كان العدد قليلا كان الاستيعاب كبيرا. الاكتظاظ يؤثر في التحصيل العلمي للتلميذ من جهته، أكد مزيان مريان رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني في اتصال ل السياسي أن هناك عددا من المدارس عبر القطر الوطني، تشهد ظاهرة لم يسبق لها أن حصلت من قبل ألا وهي ظاهرة الاكتظاظ في الأقسام، وتجدر الإشارة إلى أن هناك حوالي 55 إلى 60 تلميذا في الحجرة الواحدة بمدارس وثانويات في العاصمة وغيرها، في حين أن 25 تلميذا هو العدد الإجمالي للتلاميذ في كل قاعة، وهذا الاكتظاظ يعد من بين الأسباب الرئيسية التي تؤثر على المحصول والمردود الدراسي للتلميذ، فمثل هذه الأمور تؤثر حتما على التلميذ والأستاذ معا، فكل ذلك يعرقل عمل الأستاذ ويجعله يبذل مجهودا أكثر من مجهوده العادي، وحتى التلميذ تقل نسبة استيعابه للدروس لذا على الوزارة توسيع نسبة الاستفادة من الهياكل البيداغوجية الخاصة بالدراسة وعلى رأسها الابتدائيات والثانويات. خالد أحمد: الأميار يتحملون مسؤولية اكتظاظ الابتدائيات كما حمل خالد أحمد رئيس جمعية أولياء التلاميذ رؤساء البلديات مسؤولية الاكتظاظ داخل الابتدائيات وهذا راجع إلى عدم جاهزية الكثير من الابتدائيات بسبب تأخر الأشغال فيها إذ أن هناك ابتدائيات بدأت الأشغال بها في سنة 2003 ولكنها لم تنتهِ لحد الآن. ويضيف ذات المتحدث أن الاكتظاظ سببه نقص الابتدائيات التي تضطر للعمل بنظام الدوامين من أجل تفادي الاكتظاظ وهذا الأمر شائع في المدن الكبرى على غرار بعض مقاطعات العاصمة ووهران وسبب نقص الهياكل يرجع إلى نقص الوعاء العقاري بحيث لا يوجد متسع من المكان من أجل توسيع الابتدائيات أو بناء أخرى جديدة، حيث أكد محدثنا أنه لولا التأخر في الأشغال لحلت مشكلة الاكتظاظ في المدن الكبيرة منذ سنوات ولكن الإهمال يطال هذا القطاع من جانب تهيئة الابتدائيات مما يجعل التلميذ يضطر للالتزام بأوقات دراسة تكون متعبة له ما يعود سلبا على التحصيل الدراسي له خلال العام، هذا وتسلم 89 ابتدائية جديدة عبر القطر الوطني ستقلل ولو بنسبة صغيرة من الاكتظاظ.