يعرف قطاع التربية والتعليم بولاية قسنطينة جملة من المشاكل التي أثرت على الظروف التي يتمدرس فيها التلاميذ بالأطوار التعليمية الثلاثة، خلال الموسم الدراسي الجاري 2010 2011، كما سيكون له تأثيره السلبي خلال الموسم الدراسي المقبل في ظل استمرار نفس المعطيات ففيما يتعلق بالتعليم الابتدائي فإن وجود 67 مؤسسة تعمل بنظام الدوامين، منها 46 تعمل بنظام الدوام الكلي، جعل تمدرس التلاميذ في هاته المؤسسات غير عادي، حيث إنها تعمل يوم السبت صباحا ومساء، كمدرسة بوزيتونة الطيب بالمدينة الجديدة علي منجلي التابعة إداريا لبلدية الخروب. من جهة أخرى، صارت الحركة السكانية الكبيرة المتواجدة بالمدينتين الجديدتين علي منجلي وماسينيسا، إلى جانب منطقة حريشة عمار ببلدية عين السمارة، تشكّل ضغطا كبيرا على المؤسسات التعليمية، خاصة في ظل عدم مواكبة وتيرة إنجاز الهياكل المدرسية المستقبلة للتلاميذ لمواجهة العدد السكاني المتزايد نتيجة الترحيل الجماعي إلى هاته المناطق، إلى جانب الاستفادات الفردية، حيث لا تزال الكثير من المشاريع لم تنطلق بعد، كما تشهد البقية تأخرا كبيرا، فبكل من دوائر قسنطينةوالخروب وعين اعبيد وحامة بوزيان برمجت أربعة مشاريع ولم تنطلق أشغالها إلى الآن، ومنها ما يعود إلى سنة 2006 بمجموع 9 مجمعات مدرسية ب 102 حجرتين. كما لا يزال القطاع ينتظر تسلّم مشاريع بدائرتي قسنطينةوالخروب تعود إلى سنتي 2007 و2008، وهو ما يعادل 3 مجمعات مدرسية ب 24 حجرة، في انتظار انطلاق مشاريع التوسعة المبرمجة المسجلة سنة 2010. واستفادت دائرة قسنطينة من 12 حجرة دراسية غير أنه تم تحويل 3 حجرات دراسية من ابتدائية بلونيس بحي الزيادية إلى بلدية ديدوش مراد لعدم الحاجة إليها بعد توقع ترحيل سكان الحي القصديري المجاور. كما استفادت دائرة الخروب من 6 حجرات دراسية لم تنجز بعد، وبلدية حامة بوزيان من 7 حجرات تواجه نفس الحال. وعن الاكتظاظ الذي تعرفه المدارس الابتدائية فهو ينقسم إلى شقين، يتعلق الأول بالضغط على مستوى الأفواج الذي يعرف تباينا كبيرا بالنظر إلى أن معدل التلاميذ بالقسم على مستوى مدرسة يوم العلم بحي القصبة يبلغ 16 تلميذا، في حين يقدر العدد ب 45 تلميذا على مستوى مدرسة بوزيتونة الطيب بالمدينة الجديدة علي منجلي. أما الضغط الثاني، فهو على مستوى المؤسسات التعليمية إذ توجد على مستوى ولاية قسنطينة 67 مؤسسة تربوية تعمل بنظام الدوامين وبعضها تنتهي الدراسة بها في الساعة الخامسة والنصف مساء، وهو ما يشكّل ضغطا كبيرا على التلاميذ والأساتذة على حد السواء. ومن المتوقع أن يتزايد عدد التلاميذ، وفق مصالح مديرية التربية خلال الموسم الدراسي المقبل، بالنظر إلى أن نسبة الإعادة المتوقعة حددت ب 7 بالمئة، إلى جانب عدد التلاميذ الذين سينتقلون من الطور التحضيري إلى الابتدائي. وعن التعليم بالطور المتوسط، فهو ليس بأحسن حالا بالنسبة للعديد من المؤسسات إذ إن التقاء مجموعتي التلاميذ القادمين من الطور الابتدائي والمتمدرسين بالطور المتوسط ترتب عنه استغلال حجرات دراسية من التعليم الابتدائي للتمكن من استقبال التلاميذ في التعليم المتوسط، وهي الوضعية التي لا تزال موجودة ببعض المؤسسات، وهو الأمر الذي فرض التعليم بنظام الدوامين بالابتدائي على الرغم من أن هذا الطور لا يمكن أن يوفر من خلال مؤسساته بعض المرافق التي تعد ضرورية بالنسبة للتعليم المتوسط، كالمخابر والورشات. من جهة أخرى، فإن عامل الترحيل الجماعي لسكان الأحياء القصديرية إلى المدن الجديدة كان له تأثيره أيضا على الطور المتوسط بسبب عدم مسايرة التغيرات من خلال إنجاز هياكل جديدة بإمكانها استيعاب العدد الهائل من التلاميذ الوافدين، علما أن نسبة الانتقال من الطور الابتدائي إلى المتوسط تقدر 93 بالمئة، ومن المنتظر أن تشهد ارتفاعا أيضا ما يعني ضرورة توفير مؤسسات تعليمية جديدة. وعلى غرار الطور الابتدائي، فإن الطور المتوسط أيضا يشهد نوعين من الاكتظاظ، يتعلق الأول بعدد التلاميذ على مستوى الأقسام إذ يفوق العدد 48 تلميذا ببعض المتوسطات على مستوى مدينة علي منجلي، أما النوع الثاني من الاكتظاظ فيتعلق بالمؤسسات، حيث تضطر بعض المتوسطات إلى استيعاب أعداد التلاميذ القادمين من عدة ابتدائيات في آن واحد، مثل ما حدث على مستوى علي منجلي عندما استقبلت متوسطة تلاميذ 3 ابتدائيات.