أبدى الرئيس السوداني، عمر البشير، رفضه لمقترح من الاتحاد الإفريقي بعقد مؤتمر تحضيري حول الحوار الوطني، يجمع الحكومة والمتمردين في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وأفصح البشير خلال مخاطبته ضباط وجنود في منطقة وادي سيدنا العسكرية بالخرطوم، أمس إن الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والولايات المتحدة لا تستطيع إجبار الحكومة السودانية على عقد الحوار الوطني بالخارج . وحذّر الرئيس السوداني، الذي تحدث بلهجة غاضبة، المجموعات المتمردة من الإصرار على مواصلة القتال واللجوء للسلاح لحسم القضايا الخلافية. وأوضح قدمنا الحوار على كل شيء، ونريد للقوات المسلحة أن تتفرغ للواجب الدستوري، وهذه رسالة للجميع نقدم فيها الفرصة الكاملة للحوار، ومن يرفض الحوار، فقد أذن بالحرب عليه . وتأتي تصريحات البشير ردا على دعوة وجهها الاتحاد الإفريقي ممثلا في مجلس الأمن والسلم، الأسبوع الماضي إلى الخرطوم للقبول بعقد مؤتمر تحضيري يجمعها إلى معارضيها السياسيين والحركات المسلحة في مقره بالعاصمة الأثيوبية توطئة لإقرار سلام شامل في السودان. وكان الرئيس السوداني قد أطلق في جانفي من العام 2014 دعوة للأحزاب المعارضة والحركات المسلحة للدخول في حوار سوداني - سوداني لمعالجة قضايا البلاد. ووجدت تلك الدعوة قبولا نسبيا من قبل القوى السياسية السودانية، لكن تمسك حزب المؤتمر الوطني الحاكم بإجراء الانتخابات العامة في موعدها أدى إلى تعثر عملية الحوار بعد انسحاب بعض قوى المعارضة الفاعلة احتجاجا على الخطوة. فيما ترفض الحركات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق المشاركة في الحوار، وتشترط قيام منبر مواز تحت إشراف الاتحاد الإفريقي ولجنته المختصة بالشأن السوداني والمعروفة باسم آلية الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى بشأن السودان ، وهو ما ترفضه الخرطوم. لكن في 20 أوت الجاري، أعلن الرئيس البشير وقفا شاملا لإطلاق النار مع المتمردين في كل المناطق التي تشهد نزاعات في السودان لمدة شهرين، في خطوة لتشجيع المجموعات المسلحة على المشاركة في برنامج الحوار الوطني المتوقع انطلاقه في العاشر من أكتوبر المقبل.