فرانك ريكارد أحد أبرز من أنجبتهم الكرة الهولندية على الإطلاق، وجد هذا الاعب في عصر يعتبر من أفضل عصورالكرة الهولنديه، وجد مع خوليت وباستن وكويمان وجد مع المجموعة التي حققت كأس أمم أوروبا 88 وهو الضلع الثالث لثلاثي الهولندي الشهير مع خوليت وفان باستن، يعتبر هذا الاعب الذي ينتمي لأصول سورينامية ومن أبوين ينتميان لهذه المتسعمرة الهولندية أقل لاعبي هولندا في تلك الفترة إعلاميا، فكان يفضل الابتعاد عن الإعلام وعن الصحافة بعكس زميله الهولندي الآخر خوليت الذي كان يحب الظهور في الاعلام بشكل كبير. - بدايته مع أجاكس أمستردام بداية ركارد مع الكرة كانت مشابهه لبداية خوليت فكلاهما نشأ في أحد أحياء أمستردام الغربية، وهي أحياء تسكنها الطبقة الفقيرة وغالبا ممن ينتمون للمستعمرة الهولندية وأصحاب البشرة السمراء وعلى عكس خوليت الذي بدأ في أحد الفرق الصغيرة ( هارليم ) فأن ريكارد كان حظه أفضل من زميله خوليت فبدأ ريكارد مع أشهر أندية هولندا وأوروبا فريق أجاكس أمستردام ونشأ مع هذا الفريق والذي وجد فيه ريكارد كل ما كان يحتاجه أي لاعب مبتدأ، وانطلق في الموسم 1982 وحقق مع الفريق في بداياته نجاحات متميزة إضافة إلى اعتمادالمدربين عليه بشكل كبير في المباريات، خصوصا أن ريكارد من الاعبين الجيدين لتنفيذ الخطط المطلوبة منهم وعلى أكمل وجه، وكانت أولى نجاحات الاعب مع فريقه هي مساعدة أجاكس في تحقيق لقب الدوري في نفس الموسم، ثم اتبعه بعد ذلك بالثنائية في الموسم التالي، فحقق الفريق بطولة الدوري وكأس هولندا فكانت تلك السنوات كفيله بأن تعرف العالم بريكارد، ثم اتبعه بعد موسمين ببطولة الدوري مرة أخرى موسم 85 وفي الموسم 87 حقق أولى انجازاته الخارجية مع نادية فحقق بطولة كأس الكؤوس الاوربية، ولكن وبعد موسم واحد نشب خلاف حاد مع مدرب فريقه الهولندي الشهير يوهان كرويف، بعد أن قام ريكارد بالتوقيع مع ناديين هما اينهدوفن وأجاكس في وقت واحد وتمّ إيقافه من الاتحاد الهولندي، وبعد انتهاء فترة الايقاف عاد الاعب مجددا لفريقه السابق أجاكس وليبدأ معه التدريبات من جديد، ولكن الاعب تفاجأ بتشدد كرويف ومزاجيته الصعبة مع الاعب فعلم ريكارد أن حياته الكروية مع أجاكس أصبحت صعبه ومستحيلة في ظل تهميش كرويف للاعب، وبدأ الاعب يفكر في الخروج من الفريق بل من هولندا والاتجاه إلى فريق آخر يجد فيه مكان ويرزع ابداعاته التي توقف لفترة بعد أن لعب مع أجاكس 206 مباراة سجل خلالها 46 هدفاً. - تجربة فاشلة بالبرتغال وإسبانيا اتجه الاعب إلى البرتغال ولعب مع فريق سبورتينج لشبونه نادي العاصمة البرتغاليةلشبونة واحد أشهرأنديتها، ولكن الاعب لم يلعب أي مباراة مع الفريق بعد أن نشبت خلافات حادة مع إدارة الفريق، وليرحل مجددا وبسبب مزاجية الاعب الصعبة والتي يصعب التكيف معها، فكانت وجهته هذه المرة ليست بعيدة عن البرتغال فاتجه إلى اسبانيا ومع نادي ريال سراغسطة الإسباني ولكن الاعب لم يتكيف مع الاجواء الاسبانية ولم تعجبه الاجواء هناك ولعب مع الفريق 11 مباراة فقط وليقرر الرحيل في منتصف الموسم. - الإنتقال إلى العملاق الإيطالي الميلان في تلك الفترة كان رئيس ميلان الايطالي بيرلسكوني يرمم صفوف فريقه ميلان وسبق أن ضم الثنائي الهولندي خوليت وباستن، وهو يعلم أن هذا الثنائي لايكتمل إلا بوجود الضلع الثالث ريكارد، خصوصا بعد أن تألق هذا الثلاثي في أمم أوروبا وقاد المنتخب إلى تحقيق لقب البطولة ومن أنياب الألمان. اتجه ريكارد إلى مدينة ميلانو ووقع العقد مع الفريق وهو يعلم أن الأجواء في ميلان سوف تتناسب مع مزاجيته الصعبة، خصوصا أن الفريق يضم زميلاه خوليت وريكارد وفي تلك الفترة شنت الصحافة الهولندية هجوم على الاعب وعلى تصرفاته وشككت في نجاحة في ايطاليا، خاصة أن الاعب خاض تجربتين سيئتين في عالم الاحتراف في البرتغالواسبانيا، ولكن كان ردريكارد على الصحافة عنيفا داخل المعلب فأسكت كل من شكك في نجاحة وقدم مع القافلة الميلانية أروع ماعرفته كرة القدم وقطفوا البطولات بطوله خلف بطولة. وكانت البداية مع دوري الأبطال بعد أن هزموا فريق ستيو بوخارسب الروماني والذي يقوده في تلك الفترة نجمه الشهير هاجي وهزموا الفريق بخماسية حملت توقيع الثلاثي الهولندي الشهير موسم 89، ثم حافظ الفريق على البطولة بعد أن هزم في المباراة النهائية فريق بنفيكا البرتغالي بهدف وحيد حمل توقيع ريكارد في المباراة التي أقيمت في العاصمة النمساوية فينا وعاد الفريق إلى تحقيق الانتصارت وقطف البطولات فحقق السوبر الأوربية مرتين 89-90 وبطولة القارات ( الانتركونتنتال ) مرتين أيضا، بعد هذه الانجازات والتي أشرف عليها ساكي في أصعب أوقات الكرة، جاء بيرلسكوني ليتعاقد مع الايطالي فابيو كابيللو وفي تلك الفترة كان ريكارد يسعى إلى تحقيق لقب ايطالي بعد أن تذوق جميع البطولات الأوربية والعالمية، ويحقق بعد موسمين بطولة الكاليشيو الايطالي، وهي البطولة الأولى لريكارد داخل ايطاليا وهو آخر لقب حققه ريكارد مع ميلان.في موسم 1993 لعب الميلان على نهائي دوري الابطال أمام فريق مرسيليا الفرنسي، والذي كان يعيش في تلك الفترة أفضل أيامه مع وجود كوكبته المميزة من الاعبين ابتداء بديسايي الفرنسي وانتهاء بفولر الألماني وخسر الفريق في تلك المباراة بهدف ديسايي، وبعد هذه الهزيمة أحس ريكارد بأن الوقت حان لترك ميلان فالاعب فضل أن يتركها في أوج تألقه بعد أن قضى مع الفريق خمس سنوات حقق فيها مايحلم كل لاعب بتحقيقه، وعلى الرغم من المحاولات المستمرة من إدارة فريق ميلان بقيادة بيرلسكوني لثني الاعب عن قراره بالرحيل، ولكن جميع محاولات الميلانيين بأت بالفشل بعد أن قوبلت بأصرار من الاعب على الرحيل وعاد ريكارد مرة ءخرى إلى هولندا، بعد أن تركها عاد إلى فريقه الذي تركه في أوج تألقه وأحلى زيامه عاد إلى أجاكس بعد فعل مع الميلان ما لايفعله إلا الكبار. - العودة إلى هولندا من بوابة أجاكس عاد مرة أخرى ركارد إلى عشقه القديم والأبدي الفريق الذي احتضن ريكارد وعلمه فنون الكرة وحقق مع الفريق في موسمه الأول بطولة الدوري الهولندي، وهو الانجاز الذي ابتعد عنه ريكارد وفي الموسم التالي، وهو الموسم الذي عمل فيه اجاكس امستردام بقيادة ريكارد ما عجزت عنه أندية أوروبا في تلك الفترة فسيطر الفريق على البطولات التي لعبها، ففاز ببطولةالأبطال بعد أن هزم الميلان فريق ريكارد السابق في المباراة النهائية، وبهد الاعب الشاب كلايفرت بعد تمريرة ريكارد الرائعة وليحقق ريكارد اللقب للمرة الثالثة في تاريخة والمرة الأولى مع فريق أجاكس كانجاز يسجل بإسم ريكارد، كونه أحرزاللقب مع فريقين هما ميلان و أجاكس ، وهو انجاز لم يسبقه إليه إلا لاعب واحد وهو الفرنسي كوبا مع ريال مدريد وريمس الفرنسي. بعد نهاية تلك المباراة والتي رفع فيها ريكارد كأس البطولة فضل الاعب الاعتزال بعد تلك النهاية الجميلة للاعب وفي أحلى أيامه وأجملها. - ريكارد مع الطاحونة الهولندية مع هولندا يعتبر ريكارد من الاعب المحظوظين الذي لعبوا مع هذا المنتخب في أجمل عصوره وأفضل أيامه، مع هذا المنتخب الذي خلف جيل يوهان كرويف ، هذا الجيل الذي كان قاب قوسين أو أدني من ملامسة كأس العالم لمرتين متتالييتن، ولكن هو الحظ الذي لدية صداقة قوية مع هذا المنتخب، استطاع ريكارد أن يتزين ببطولة أوروبا 88 واللعب في كأس العالم في ايطاليا التي طرد فيها أمام ألمانيا، بعد أن بصفق على الاعب الألماني رودي فولر ثم اتبعه بمشاركته في امم أوروبا في السويد عام 1992، والتي خرج فيها منتخب بلاده في الدور نصف النهائي أمام منتخب الدانمارك بضربات الترجيح وبعدها بعامين شارك ريكارد مع منتخب بلاده في كأس العالم في أمريكا 1994، وهذه المرة لم يكن مع ريكارد رفيقاه خوليت وباستن وإنما كان لوحده وقاد المنتخب الهولندي في تلك الفترة مع مجموعة بيركامب و كويمان و روي وخرج الفريق أمام المنتخب البطل البرازيل في الدوري الربع النهائي بعد أن هزمهم بيبتو وروماريو وبلانكو وهي المباراة الاخيرة التي يلعبها ريكارد بالباس البرتقالي، لتنتهي مسيرة هذا الاعب مع منتخب بلاده في تلك البطولة وهي نفس نهاية زميله الآخر كويمان بعد أن سبقهم إلى ذلك خوليت وباستن الذي عاندته الاصابة كثيرا وحرمتنا من مشاهدة ما لدية، لتكون تلك البطولة آخر ما يمكن فيها مشاهدة نجوم الجيل الذهبي للمنتخب الهولندي ولعب ريكارد مع منتخب بلاده 73مباراة دولية سجل فيها عشرة اهداف. - اتجاه فرانك ريكارد للتدريب بعد أن قاد ريكارد فريقه أجاكس إلى تحقيق انجازات لم يسبق للفريق أن حققها واستطاع أن يبسط بساط الفوز في هولندا واوروبا عام 95، اعتزل الاعب الكرة واتجه إلى التدريب وقام بتدريب منتخب هولندا في أمم أوروبا عام 2000 والتي استضافتها بلاده مناصفة مع بلجيكا، وعلى الرغم من النتائج المميزة والمستويات الرائعة لمنتخب هولندا إلا أن الفريق خرج من الدور النصف نهائي على يد المنتخب الايطالي بعد أن وقف الحظ عائقا أمام المنتخب البرتقالي وأضاع في تلك المباراة ركلتين جزاء كانت احداهما كفيلة بوضعة في النهائي ولكن الفريق يخرج في النهاية وبركلات الترجيح ليعلن ريكارد بعد فشلة في التأهل استقالته من تدريب المنتخب، ورغم المحاولات المستمرة لثنية عن هذا القرار وأبرزها من الجماهير الهولندية نفسها خاصة بعد المستويات المميزة للمنتخب الهولندي الا ان ريكارد رفض ذلك وفضل الابتعاد عن الأضواء وتدريب فريق سبارتا روتردام في هولندا، ومن بعدها تدريب برشلونة الاسباني، حيث حقق مع هذا الفريق إنجازات عظيمة أبرزها دوري الأبطال سنة 2006 . و بعدها تعاقد مع فريق غلطة ساري التركي.كما إستلم مهام تدريب المنتخب السعودي و كانت تجربته مع هذا الأخير نوعا ما.