شعلة من النشاط وحركة دائبة في الملعب طيلة تسعين دقيقة، لا يلعب الكرة بفلسفة أو من باب الجماليات إنما الجدية والندية والمجهود الوافر هي الشعار الذي يرفعه، ممون سخي لزملائه، وحائط منيع لإفساد هجمات الفريق المنافس، إن مجرد ذكر اسم دافيدز فهذا يعني السرعة والقوه والمهارة والأداء الرجولي. ولد دافيدز في مدينة باراماريبو بجزيرة سورينام وقد أخرجت هذه الجزيره العديد من النجوم منهم رود غوليت وفرانك ريكارد وأروين فينتر وكلارنس سيدورف وانتقل إلى العاصمة الهولندية أمستردام مع والديه عندما كان طفلا يبلغ من العمر عاماً ونصف العام ونشأ وسط شوارع المدينة حيث تعلم كرة القدم مثل أي نجم من نجوم الكرة في العالم، سجل في مدرسة أجاكس لكرة القدم عندما بلغ سن الخامسة ولعب وتدرج في الفريق حتى سجل أول ظهور رسمي له مع النادي عندما بلغ سن الثامنة عشرة، عرف دافيدز وقتها بقوته وسرعته في وسط الميدان وإجادته اللعب في منطقة الوسط. لعب دافيدز مع نادي أجاكس أمستردام منذ انطلاق موسم 1991م وحتى نهاية موسم 1996م وسجل خلالها عشرين هدفا وهي فترة ذهبية بالنسبة للنادي الهولندي حيث حقق فيها مع زملائه في الفريق بطولات عديدة لعل أهمها بطولة أبطال الدوري الأوروبي أمام ميلان الإيطالي لينطلق دافيدز معبرا عن فرحته بهذا الهدف والذي علق عليه بأنه لن ينسى فرحته بهدف كلويفرت في نهائي بطولة أوروبا 1996م حيث أننا خطفنا البطولة من أنياب الأسد الإيطالي، وأطلق عليه وقتها المدرب لويس فانغال مدرب نادي أجاكس لقب مفترس الكرة. وهذا الانتصار المهم في حياة النجم الهولندي لم يمر مرور الكرام على دافيدز وزملائه في الفريق حيث انهالت العروض الأوروبية على نجوم اجاكس وانتقل دافيدز إلى ميلان الإيطالي، وفي الموسم الأول لم يجد دافيدز نفسه في ميلانو وحصل على عرض للانتقال من ميلان إلى جوفنتوس وتم الانتقال لليوفي ومن تورينو كان الانطلاق من جديد نحو تحقيق المزيد من البطولات والانتصارات حيث وجد نفسه وسط نجوم اليوفي فيرارا وزيدان ودلبيرو ومونتيرو ودليفيو وفيالي والحارس بيروتزي، بقيادة المدرب الكبير ما رتشيلو ليبي الذي استطاع توظيف دافيدز في المكان المناسب له داخل الملعب بعكس ما كان عليه الحال في ميلان، قدم دافيدز مستويات أبهرت الجميع ودفعت جماهيراليوفي لإطلاق لقب الوحش عليه ورسم صورته على لوحات وكتابة عبارات وشعارات لتشجيع النجم الهولندي على تقديم المزيد مما يملك لخدمة اليوفي وهو ما ساهم في ارتفاع مستواه ليكون من أفضل لاعبي العالم في مركزه وبالتالي ارتفاع أسهمه وسعره ورغبات الأندية الأوربية في استقدامه وشرائه من اليوفي. بعد مباراة اليوفنتوس وأودنيزي أخذ فحص عشوائي في ذلك الأسبوع من قبل اللجنة الأولمبية الايطالية لعدد من اللاعبين وأظهر الفحص تناول دافيدز للمنشطات بشكل قاطع مما دفع الاتحاد الإيطالي لإيقافه مدة ثمانية شهور تم تخفيضها إلى خمسة شهور بعد استئنافه للحكم. عاد دافيدز مقدما اعتذاره لجميع الجماهير الرياضية في إيطاليا وهولندا ولمحبيه في نادي السيدة العجوز وأقنع الجميع بنيته نحو تقديم الأفضل دائما ومسح الصورة السيئة التي ظهر عليها بعد فضيحة المنشطات ونجح مع اليوفي في تحقيق بطولة الدوري أعاد للأذهان صورة اللاعب القوي السريع المميز في وسط الميدان. لعب دافيدز دورا بارزا مع المنتخب الهولندي منذ انضمامه عام 1994، بغض النظر عن أنه لم يفز بأي بطولة معهم. وقد تألق دافيدز في الدور الثاني من بطولة كأس العالم 1998 أمام يوغسلافيا عندما سجل هدف الفوز في آخر دقيقة من عمر المباراة، وتم اختياره ليكون في تشكيلة أفضل لاعبي البطولة من قبل الفيفا. وقد لعب في بطولة أورو 2000 وأورو 2004. وبعد أورو 2004، تم تعيين دافيدز كقائد للفريق الهولندي من قبل المدرب ماركو فان باستن.