وجّه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى كافة أفراد أسرة المجاهد الفقيد محمد دزيري بن مبارك، واصفا إياه بالمجاهد الحكيم والدبلوماسي اللامع. وجاء في برقية التعزية: فجعنا اليوم في أحد أبناء الجزائر البررة، الصديق العزيز ورفيق السلاح أيام الثورة المجيدة المجاهد الحكيم والدبلوماسي الألمعي، الدكتور محمد دزيري بن مبارك، بعد أن أدى واجبه تجاه ربه ووطنه، حيث انخرط في صفوف المجاهدين وهو لم يزل يافعا، يكافح على جبهتين، يداوي الجرحى والمرضى ويواسى المحرومين ويتصدى بالسلاح للمحتلين . وتابع الرئيس بوتفليقة موضحا، أن الفقيد جدَّ في عمله واجتهد في نضاله بوتيرة واحدة طوال سنوات الثورة وما بدل تبديلا، إلى أن حصحص الحق وصدق الله وعده بنصر المؤمنين، وزهق الباطل وتولى أهله إلى أوطانهم خاسئين، وظل الفقيد بنفس الإيمان والتصميم على مواصلة الجهاد الأكبر، فراح مع المخلصين من أبناء وطنه يكد ويكدح في بناء وطنه ورقي مجتمعه وتشييد صرح دولته الفتية . وأضاف قائلا: ونظرا لكفاءته العلمية ومهارته الطبية وأمانته وإخلاصه، إختاره الرئيس بومدين، طيب الله ثراه، ليكون طبيبه الخاص لفترة غير قصيرة، عينه بعدها لأداء مهام دبلوماسية في الخارج، فكان نعم الممثل لشعبه وخير منافح عن مصالح وطنه وقضايا أمته في المحافل الدولية . وأردف رئيس الدولة قائلا: وإذ نودعه اليوم إلى دار البقاء باكين على فراقه مترحمين، فإنما نودع فيه وطنيا صرفا ومجاهدا صلبا وطبيبا بارعا ودبلوماسيا كفءً، وأودع فيه أنا شخصيا صديقا وفيا ورفيقا عزيزا طالما تبادلنا الأحاديث في مختلف الشؤون، فأستفيد ويستفيد، غير أني مازلت إلى الآن أسترشد بنصائحه الطبية التي ستبقى تذكرني به وبما كان بيننا من صداقة وإخاء . و إذا عز علينا العزاء في الفقيد، --كما جاء في برقية رئيس الجمهورية--فعزاؤنا فيه جميعا أنه قد أدى واجبه في الحياة تجاه أسرته ومجتمعه وخالقه خير الأداء، وأنه انتقل إلى دار الخلود وبين يديه فيض حسناته وخير أعماله واعتراف أهاليه ومواطنيه ببره بهم وإحسانه وأنه أبقى لنا في الدنيا جميل الذكرى وخير العمل . وتابع الرئيس يقول في برقية التعزية: نسأل الله العلي القدير أن يمطر الفقيد بشآبيب من خزائن رحمته التي وسعت كل شيء، وأن ينزله منزلا مباركا في جنات النعيم ويبوِّئه مقاما كريما بين الأبرار والصديقين، وحسن أولئك رفيقا، وأن يرزق أهله وذويه ورفاقه في السلاح صبرا جميلا، ويعوضهم فيه خيرا كثيرا، ويوفيهم على صبرهم أجرا عظيما. وأنهى الرئيس بوتفليقة برقيته بآيات من القرآن الكريم: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} و{بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.