انتعشت تجارة البيع بالطريقة العشوائية للحليب الطازج غير المبستر بالمحلات التجارية بمختلف الأحياء وبالسوق الأسبوعي الأربعاء بحي العثمانية بوهران وحتى عبر محاور الطرقات في ظروف غير صحية مستغلة بذلك الإقبال الواسع للمواطن. وقد حفز انتشار ظاهرة بيع حليب الماعز والأبقار الإقبال الكبير للمواطنين لاسيما المصابين ببعض الأمراض المزمنة ظنا منهم أنه صحي أو يقصد البعض منهم مزارع خاصة بمناطق من السانية وبوتليليس ووادي تليلات ومسرغين وقديل وعين الترك للاقتناء هذا المنتوج الخام الذين يعتقدون أنه ذو فائدة أكثر من دخوله وحدات التحويل. ويتم تعبئة هذا الحليب في أكياس بلاستيكية أو في قارورات المياه المعدنية المستعملة معروضة للبيع في مواقع تفتقد إلى شروط الصحة والنظافة طيلة النهار تحت أشعة الشمس وتطاير الغبار وبالقرب من مجاري المياه المستعملة. السل أهم الأمراض المتنقلة عبر القارورات المستعملة وحسب الطبيب يوسف بوخاري من مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان للولاية فإن اقتناء الحليب من المزارع لتربية الأبقار والماعز الخاضعة للمراقبة الصحية من قبل البياطرة لا يشكل خطرا على المواطنين وإنما الخوف الأكبر يكمن في وسائل تعبئة هذا المنتوج في القارورات البلاستيكية المستعملة التي تشكل مصدر لانتقال بعض الأمراض على غرار السل. وعلى الرغم من تسجيل حالات إصابة بالحمى المالطية عند الأبقار غير أنه لم يتم تسجيل أية حالة لذات الداء لدى الانسان منذ أكثر من خمس سنوات بفضل المراقبة الصارمة للأبقار من طرف مفتشية البيطرة لمديرية المصالح الفلاحية للأبقار والإجراءات الوقائية المتخذة في حالة اكتشاف الداء وفق ذات المصدر. وتشير أرقام المفتشية المذكورة إلى أنه تم تسجيل 49 حالة إصابة بالحمى المالطية لدى الأبقار عبر مستثمرات فلاحية بمناطق من السانية وقديل وبوتليليس ووادي تليلات من جانفي إلى سبتمبر الماضيين وتم ذبحها جميعها للحد من انتشار بكتيريا هذا الداء المتنقل. ولحماية المستهلك تعمل مفتشية البيطرة جاهدة على منع بيع الحليب غير المبستر وفقا لما أكدته بيطرية لافتة إلى أن 99ر99 في المئة من حالة الإصابة بالحمى المالطية البشرية ناتجة عن شرب الحليب الطازج للبقر المصاب بهذا الداء. من ناحيته كان الأمين العام لغرفة الفلاحة لوهران زدام الهواري قد أكد بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتغذية في أكتوبر الماضي أن المصالح المعنية بوهران تسعى من خلال نظام الجمع المتطور إلى جمع الحصة الكبرى من الحليب الطازج لتفادي بيعه مباشرة بل توجيهه إلى وحدات التحويل لبسترته وبالتالي القضاء على مختلف أنواع البكتيريا وذلك حفاظا على صحة المواطن.