مصير مجهول يواجه تجار سوق بومعطي سابقا النفايات والتجارة الفوضوية نقطة سوداء تشوّه الحراش المؤسسات التربوية تختنق
رغم مساعي السلطات المحلية لبلدية الحراش لأجل الارتقاء بالمنطقة والنهوض محليا بها على مستوى جل القطاعات، إلا أن هذه الأخيرة لا تزال بعيدة كل البعد عن تطلعات قاطنيها الذين لا يزالون يشتكون من غياب التهيئة والنفايات والأسواق الفوضوية التي تكتسح البلدية منذ سنوات ما يجعلها تعيش في فوضى دائمة، ناهيك عن المعاناة التي يتخبط بها كل من قاطني الصفيح والبنايات الهشة الذين توجهوا بنداء استغاثة إلى المصالح الولائية لأجل النظر في وضعهم وترحيلهم إلى سكنات جديدة في القريب العاجل. ونحن ننطلق بزيارتنا الميدانية والتفقدية التي قادتنا لبلدية الحراش، لفت انتباهنا حالة الطرقات والأرصفة التي تعرف اهتراء واسعا وملحوظا، حيث جل المسالك الرئيسية والثانوية تعرف نفس الوضع، وهو ما أثار تسائلات عديدة حول ذات الوضع ببلدية تقع بالعاصمة -حسب البعض ممن التقتهم السياسي بالقرب من محطة القطار- مشيرين إلى أنهم خلال سيرهم يتفادون الحفر والأوحال المتواجدة بسبب الحفر والمطبات التي غالبا مكا تتسبب بشلل في حركة مرور المركبات، ومازاد من تأزم الوضع -حسب بعض المتحدثين- هو كثرة الأشغال القائمة والخاصة بشبكات الصرف الصحي أو غريها، حيث يتم حفر الطرقات دون إرجاعها إلى سابق وضعها.
سكان الصفيح يتساءلون عن موعد توديعهم للمعاناة انتقلنا خلال زيارتها الميدانية ببلدية ىالحراش إلى المواقع القصديرية حيث عبّر قاطنوها عن تذمرهم واستيائهم الشديدين جراء الأوضاع المزرية التي يتكبدون منذ سنوات، إذ تعرف سكناتهم تدهورا كبيرا بسبب الطريقة التي شيّدت بها ما جعلها تتميز بالهشاشة زيادة على قدمها ما يجعلها غير قادرة على مقاومة الظروف المناخية خاصة مع حدوث اضطرابات جوية حادة، وهو ما اعتبره السكان بالكابوس الذي يريدون الاستفاقة منه، حيث أشار أحد المواطنين القاطن بالقرب من الوادي المار بالبلدية أنه ومع كل تهاطل الأمطار فإنهم يقضون ليال بيضاء من أجل إخراج المياه المسربة إلى داخل سكناتهم، مبدين تخوفهم من فيضان الوادي الذي تنبعث منه مختلف الروائح الكريهة، ناهيك عن الانتشار الكبير لمختلف القوارض والحشرات الضارة التي تزيد من معاناة السكان.
قاطنو البنايات الهشة متخوّفون وغير بعيد عن المعاناة التي يعيشها سكان الصفيح، يتكبد قاطنو البنايات الهشة خطرا أكبر نظرا لإقامتهم ببنايات هشة تعرف حالة جد متدهورة حيث عبرت بعض العائلات عن تخوفها الشديد من الخطر الذي يحدق بها، والمتمثل في احتمال انهيار أجزاء منها في أية لحظة، خاصة وأنها أصبحت غير قادرة على المقاومة ما يستدعي النظر في وضعهم وترحيلهم في أقرب الآجال إلى سكنات لائقة، تضيف العائلات.
الأسواق الفوضوية نقطة سوداء تشوّه الحراش رغم قيام السلطات المحلية بالقضاء كليا على سوق بومعطي الشعبي والمتواجد منذ أكثر من 20 سنة، إلا أن مظاهر التجارة الفوضوية لا تزال متواجدة ما يجعلها تشكل النقطة السوداء ببلدية الحراش، الوضع الذي شوه المنظر الجمالي للمدينة، حيث كانت وجهتنا الأولى سوق السمك المتواجد بوسط المدينة والمسمى بالسوق المغطى حيث يعرف هذا الأخير انتشارا واسعا للباعة الفوضويين، ناهيك عن الأوساخ المتراكمة بجواره جراء رمي الباعة والتجار لمختلف المخلفات وسط الطريق وبكل الزوايا الشاغرة، أما بسوق الهواتف النقالة المتواجد بمنطقة بالفور فهو لا يختلف عن سابقه من حيث الفوضى القائمة، حيث يتميّز بكثرة الطاولات المنتشرة خارج المحلات التجارية للهواتف النقالة مع غزو غير منطقي وعقلاني للنفايات، لننتقل بعدها إلى السوق المعروف ب الدي 15 بحي الدهاليز الثلاث، وهو السوق الفوضوي الذي حوّل المنطقة إلى شبه مفرغة عمومية نظرا للعدد المهوّل من الأكياس وعلب الكارتون الملقاة بالمنطقة بشكل عشوائي، وهو الأمر الذي يزعج السكان والمارة.
مصير مجهول ينتظر تجار سوق بومعطي تساءل معظم تجار السوق الفوضوي بومعطي سابقا والذي تمّ تديمهه من قبل مصالح البلدية منذ أشهر عن مصيرهم، خاصة وأن العشرات منهم لا يزالون دون أي عمل أو شغل إلى غاية يومنا هذا، مشيرين إلى أنه على مصالح البلدية التكفل بهم في أقرب الآجال، خاصة وأن النشاط التجاري يعتبر مصدر رزقهم منذ سنوات.
أحياء الحراش تغرق في النفايات المنزلية! تعرف العديد من الأحياء والشوارع بالحراش وضعا بيئيا مزريا حيث لا تخلو أي زاوية من وجود أكياس القمامة في ظل غياب الحاويات المخصصة لها، حسبما أشار مواطنون ممن تحدثهم إليهم السياسي ، مرجعين المسؤولية -حسبهم- إلى غياب دوريات عمال النظافة في كل مرة، ما يدفع بالسكان إلى إخراج نفاياتهم إلى خارج المنزل، مستغلين الأماكن الفارغة لجعلها وكأنها مفرغات عشواية.
السكة الحديدية تهدّد حياة القاطنين الجدد بحي كوريفة تعاني العائلات القاطنة بحي رشيد كوريفة ببلدية الحراش من خطر السكة الحديدية المتواجد بالقرب من سكناتهم والذين يضطرون لتجاوزها من أجل الوصول إلى محطة النقل الحضرية ببومعطي، وهو ما يشكل خطرا على حياتهم.
المؤسسات التربوية تختنق عرفت جلّ المؤسسات التربوية على مستوى ذات البلدية اختناقا في الأقسام على مستوى كل الأطوار في ظل التوافد الهائل من المتمدرسين، وهذا بسبب عمليات الترحيل الأخيرة التي قامت بها ولاية الجزائر إلى بلدية الحراش دون استكمال مختلف المشاريع الخاصة بالمؤسسات التربوية.
مشروع الجامع الكبير سبب تدهور وضعية طرقات الحراش الاكتظاظ المدرسي ينتهي خلال الدخول المدرسي المقبل تجار سوق بومعطي موعودون بمحلات جديدة قريبا
أكد امبارك عليك رئيس المجلس الشعبي البلدي للحراش خلال لقاء جمعه ب السياسي أن جل قاطني الصفيح والبنايات الهشة قد تم إحصائهم، وترحيلهم هو مسألة وقت لا غير، مشيرا إلى أنهم بصدد انتظار قرار والي العاصمة لإعطاء إشارة إعادة إسكانهم بمواقع جديدة، كما أرجع ذات المتحدث سبب التدهور الحاد الذي تعرفه الطرقات إلى مشروع الجامع الكبير الذي تمرّ مختلف الشبكات المتعلقة به ببلدية الحراش، مشيرا إلى أن باستكمالها سيشرع مباشرة في عمليات التهيئة.
- ماهي أهم المشاريع التي سطرتها البلدية؟ + البلدية سطّرت عدة مشاريع سنة 2015 من بينها ترميم خمسة مدارس بعضها ما زال في طور الإنجاز، زيادة على بناء ثلاثة مطاعم بكل من الابتدائيات بن دادو، عيسات ايدير وابتدائية زغنون، زيادة إلى ترميم عدد من الحدائق على غرار حديقة ابن باديس التي أنجزت بنسبة 100 بالمائة وترميم ساحة 5 جويلية المقابلة لبلدية الحراش، كما تمّ إنشاء العديد من الفضاءات الرياضية بأحياء سيدي مبارك وبومعطي، بالاضافة إلى مشروع مركز بريدي الذي هو في طور الإنجاز بحي كوريفة، وقد قامت البلدية بتزفيت جل طرقات حي الدهاليز الثلاث مع القيام بتهيئة الأرصفة بكل شوارع البلدية، وفيما يتعلق بالمرافق الشبانية فقد تمّ تشييد عدد من الملاعب الجوارية مع إعادة هيكلة المكتبة البلدية.
- كم تقدّر الميزانية الإجمالية لبلدية الحراش؟ + بالنسبة لميزانية سنة 2016 فهي تقدر بحوالي 83 مليار، وتبقى غير كافية من أجل تغطية جميع المصاريف حيث 12 مليارا منها موجهة لمشاريع الحدائق والمساحات الخضراء، و1 مليار خصص لعملية توسعة ملحقات البلديات، كما خصصت قيمة 8 ملايير لإنشاء الملاعب الجوارية والأماكن الترفيهية، زيادة على 03 ملايير وهي تكلفة عملية تهيئة الأرصفة.
- طرقات البلدية تعرف غيابا شبه تام للتهيئة، لماذا؟ + بالنسبة لطرقات الأحياء سواء الرئيسية أو الفرعية فهي بحالة جد متدهورة، ويعود السبب في تعطل عملية إعادة تهيئتها إلى المشاريع والعمليات المتعلقة بمشروع الجامع الكبير فجلها تمر عبر أحياء بلدية الحراش خاصة المتعلقة بالربط بشبكة الغاز الطبيعي وقنوات الصرف الصحي زيادة على كوابل الهاتف، وعليه فنحن مضطرين لانتظار استكمال كافة العمليات لأجل المباشرة في عملية التزفيت، زيادة على هذا فإن كل الإمكانيات متوفرة بغية انطلاق العملية سواء المادية أو البشرية.
- قاطنو الأحياء الفوضوية يتساءلون عن موعد ترحيلهم، ما هو مصير العائلات المقصية من العملية مؤخرا؟ + نطمئن كل قاطني الأحياء الفوضوية ببلدية الحراش الذين تمّ إحصائهم وتسجيلهم، أنهم معنيون بعملية إعادة الإسكان إلى مواقع جديدة، حيث لا زلنا ننتظر قرار والي العاصمة لإعطاء إشارة ترحيلهم. أما بالنسبة للعائلات المقصية من عملية الترحيل الأخيرة، فقد تقدموا بالطعون على مستوى بلدية الحراش واللجنة المكلفة هي بصدد دراستها ليأخذ كل ذي حق حقة، وللإشارة، فإنه لا يوجد مقصي من دون أسباب معينة.
- يتواجد بالحراش عدد من البنايات الهشة التي تهدّد قاطنيها، متى يتم ترحيلهم؟ + كل قاطني البنايات الهشة تمّ إحصائهم منذ سنوات، في الوقت الحالي لا نعرف متى ستتم عملية الترحيل، فنحن ننتظر قرار والي العاصمة بشأنهم فيما يتعلق بعملية إعادة إسكانهم بسكنات لائقة.
- انتشار الأسواق الفوضوية لا يزال قائما، ما سبب ذلك؟ + بخصوص الأسواق الفوضوية، فالسلطات المحلية تقوم بمجهودات جبارة من اجل منع مثل هذه الظاهرة من الانتشار، وهو ما تجلى خلال الاشهر الفارطة أين بتهديم السوق الفوضوي المتواجد بمنطقة بومعطي، دون مواجهة أي مشاكل، وبالنسبة للأسواق الأخرى فالسلطات ساهرة دائما على منع التجار الفوضويين من عرض سلعهم إلا في بعض المرات التي يستغلون فيها غياب الرقابة.
- ما هو مصير أكثر من 600 بائع كانوا ينشطون بسوق بومعطي؟ + بالنسبة لسوق بومعطي فقد تمّ تهديمه دون أي مشاكل كما ذكرت سابقا، وبخصوص التجار التي هدمت محلاتهم وطاولاتهم والقاطنين ببلدية الحراش فقد تمّ إحصائهم ووعدهم بحصولهم على محلات في القريب العاجل.
- النفايات المنزلية تشوّه وجه البلدية، على من تقع المسؤولية؟ + مسؤولية جمع النفايات المنزلية على مستوى البلدية فهي موكلة لمؤسستي نات كوم و أسروت واللتان تقومان بعملهما على أكمل وجه، ومع ذلك يبقى غياب الوعي لدى العديد من المواطنين الذين لحد الآن لم نستطع ضبط مواقيت محددة لأجل إخراج القمامة رغم أن شاحنات النظافة تجوب يوميا مختلف الأحياء، إلا أن ذات التصرفات غير اللائقة من طرف السكان يعرقل مهام مؤسسات النظافة، ناهيك عن المجهودات التي تبذلها البلدية للقضاء على هذا المشكل، فزيادة على شاحنات النظافة تمّ توظيف أكثر من 80 عاملا يجوبون مختلف شوارع البلدية الحراش لأجل الكنس.
- أولياء التلاميذ يشتكون اكتظاظ المؤسسات التربوية، هل من حلول لذلك؟ + في السابق لم يكن لدينا ما يسمى بمشكل الاكتظاظ الذي ظهر بالفترة الأخيرة بسبب عملية الترحيل الأخيرة التي قامت بها ولاية الجزائر إلى المواقع الجديدة المتواجدة ببلدية الحراش وبالتحديد إلى حي رشيد كوريفة الذي لم تستكمل بعد المشاريع الخاصة بالمؤسسات التربوية على مستوى كل الأطوار، ما اضطرنا إلى تقسيم المتمدرسين الجدد عل مختلف الهياكل التربوية المتواجدة على مستوى بلدية الحراش، غير أن ذات المشكل لن يكون وبداية العام الدراسي الجديد لأن عدد من المشاريع المخصصة للمؤسسات التربوية والتي هي بطور الإنجاز تكون قد استكملت كليا وبالتالي ينقص الضغط على المؤسسات التربوية المتواجدة.
- وماذا عن المرافق الترفيهية والرياضية؟ + تحوي بلدية الحراش على العديد من المنشآت الرياضية من ملاعب جوارية وقاعات متعددة الرياضات، زيادة على وجود أماكن ترفيهية وثقافية بجل أحياء البلدية، ونحن بصدد إنجاز عدة مشاريع شبانية على غرار القيام بإعادة تهيئة بعض الملاعب وإنشاء مجموعة من المساحات الخضراء لفائدة العائلات.