رغم المساعي التي تبذلها وزارة الصحة لتحسين خدمات قطاعها من خلال تسخيرها لإمكانيات مادية وبشرية هائلة بغية خدمة المريض وتوفير كل ما يحتاجه من رعاية صحية وعلاج، ورغم الزيارات الفجائية التي يقوم بها وزير الصحة في كل مرة عبر مستشفيات القطر الوطني إلا أن الإهمال لا يزال السمة الطاغية التي تميز المستشفيات سواءا بالعاصمة او بالولايات الأخرى، خاصة على مستوى مصلحة الولادات التي باتت وكناها عبارة عن مكان للموت المحقق في العديد من الأحيان لنساء حوامل وصغارها الرضع، الوضع الذي يطرح العديد من التسائلات : متى تصبح مستشفياتنا مكانا للعلاج لا للموت؟ ما ذنب الرضع الذين يتوفون بسبب الاهمال العمدي للطاقم الطبي والممرضين؟ . السياسي تنقلت عبر العديد من مستشفيات العاصمة والولايات المجاورة ووقفت على ما تعيشه النساء الحوامل اللواتي طالبن بلجان تحقيق وزارية وولائية وبصفة دورية ومنتظمة بغية وضع حد لكل التجاوزات ومعاقبة المخالفين والمهملين الذين يدفعون ثمن اهمال المريض لا غير . قانون منع الأمهات من البقاء رفقة الرضع يثير الانزعاج والتخوف تنقلت السياسي إلى مستشفى بني مسوس بالعاصمة وتحديدا بمصلحة جراحة الأطفال، أين وجدنا عددا من المواطنين وهم بصدد الحديث عن منعهم من مرافقة أبنائهم المرضى بحجة توفر خدمات المستشفى التي تعتبر كافية للوقوف على كافة ما يحتاجه الأطفال، قائلين ...هذا الوضع لا يمكن السكون عليه وليس من حق إدارة المستشفى أن تحرمنا من البقاء بجوار أبنائنا المرضي .. يقول المتحدثون، الذين أعربوا عن امتعاضهم الشديد من القانون الذي يمنع مرافقة الطفل المريض على اعتبار مصلحة الاطفال ببني مسوس المصلحة الوحيدة التي تسن ذات القانون ليضف آخرون ..حتى الرضع يبقون بمفردهم دون مرافقة الام او احد المرافقين من العائلة وهو الامر المرفوض من طرف قاصدي ذات المستشفى وتحديدا ذات المصلحة وهذا بسبب التخوف الشديد من طرف العائلات على صحة أبنائها وكذا تفاديا لاي عملية استبدال للرضع التي قد تحدث باعتبار انها قد حدثت بفترات سابقة عبر عدد من المستشفيات. مواطنون يروون إصابة أطفالهم بأمراض مزمنة داخل المستشفيات من جهتهم أشار عدد من المتحدثين إلى تسجيل العديد من المضاعفات جراء غياب الرعاية اللازمة وهو ما أشارت إليه إحدى المواطنات القادمة من ولاية تيبازة التي قصت ل السياسي حالة ابنها الذي أصيب بداء السكري في الوقت الذي تم إدخاله لمصلحة الأطفال بذات المستشفى بداعي إجراء عملية استعجالية للزائدة الدودية محملة بذلك المسؤولية إلى الطاقم الطبي وإدارة المشفى التي تمنع بقاء الأولياء مع أبنائهم لتقديم الرعاية اللازمة. حالة أخرى سجلتها مصلحة طب الأطفال ببني مسوس وهي التي رواها والد أحد الأطفال من ولاية البليدة، قائلا انم ابنه الذي لا يتعدى سنه الأربع سنوات قد أصيب بقصور كلوي جراء غياب النظافة وتنقل العدوى بالمصلحة، مشيرا إلى ضرورة إبقاء أحد الابوين رفقة ابنه المريض على غرار باقي المستشفيات . خياطي : لا قانون يمنع مرافقة المريض ..ورعاية الأم للرضيع واجبة في ذات السياق، أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث الدكتور مصطفى خياطي خلال اتصاله ب السياسي أنه وفقا للقانون المعمول فانه يمنح الحق لمرافق الطبيب البقاء مع المريض الذي يتم إدخاله إلى المستشفى لمدة تفوق الثلاث أيام رغم توفر خدمات المؤسسة الاستشفائية، كما أشار خياطي الى الضرورة القصوى للطفل الرضيع الذي يتوجب اسناد مرافق طبي له للحرص على رعايته خاصة من جهة الأم. مصلحة الولادة ب بارني ..من مكان للعلاج لمكان للموت ! أكد مصدر من داخل مستشفى نفسية حمود بالعاصمة بارني سابقا ل السياسي أن مصلحة الولادة تعرف الكثير من الإهمال والتسيب وهو الأمر الذي يتسبب في الكثير من الأحيان بوفاة النساء الحوامل اللواتي يقبلن على ذات المستشفى من أجل الولادة، مستشهدا بقصة إحدى النساء التي توفيت منذ أشهر جراء عدم مراقبتها ليلا من طرف الطاقم الطبي مباشرة بعد ولادتها، حيث رغم مناداة ذات المواطنة للممرضات والأطباء مرارا وتكرارا لأجل إسعافها إلا انه لا حياة لمن تنادي، ما جعلها تتصل بزوجها لتخبره بالأمر وتتلفظ بالشهادة التي كانت أخر ما قالته عبر الهاتف والى حين وصول الزوج كانت ذات المريضة قد فارقت الحياة نهائيا. وأشار نفس المصدر أن من بين أسباب الوفيات للنساء الحوامل بمصلحة الولادات ب بارني هو حدوث النزيف الحاد، مؤكدا أن من يتعرضن لمثل هذا النزيف يعاد إدخالهن مرة ثانية إلى غرفة العمليات لأجل تقديم الإسعاف الفوري أما أخريات ممن لا يتلقون المساعدة فيكون مصيرهن الموت المحقق. وفاة رضيعة بسبب غياب الطاقم الممرض عن مهامه ساعة كاملة ومن بين الحالات الخاصة بالرضع التي توفيت أضاف المصدر أن مصلحة رعاية المواليد ببارني وتحديدا بمصلحة المراقبة للرضع كانت قد عرفت مؤخرا وفاة رضيعة رغم تحسن صحتها وهذا بتقرير من الطاقم الطبي القائم على مصلحة رعاية المواليد، ليضيف المصدر انه وبعد عملية الفحص والتشخيص لذات الرضيعة بعد وفاتها فقد تأكد أنها تعرضت لاختناق دون أن يكون هناك لا واحد من طاقم الممرضين الذين خرجوا قبل موعدهم بساعة كاملة فيما ظل منصبهم شاغرا إلى حين دخول الفريق التالي ابتداء من الساعة الثامنة ليلا. ثلاث حوامل يفارقون الحياة بظرف 72 ساعة بمستشفى القليعة حالة مزرية وكارثية هي التي سجلتها زيارة السياسي الى مصلحة طب النساء والتوليد بالقليعة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على صحة النساء في ظل انعدام النظافة داخل المصلحة وسوء الخدمات الصحية والمعاملة ، وهو ما التمسناه خلال تواجدنا بذات المكان الذي باتت القطط ملازمة له بالإضافة الى انبعاث الروائح الكريهة التي تحبس الأنفاس، حيث أكدت مصدر من داخل المستشفى أنه قد تم تسجيل حالات وفيات خلال السنة الفارطة وصلت الى ثلاث حوامل خلال 72 ساعة بسبب الإهمال الطبي في حين لا تزال حصيلة ضحايا الاهمال مرشحة للارتفاع حسب ذات المتحدثين. مصلحة التوليد بالقليعة ترفض استقبال حالات الولادة الأولى في سياق متصل، استفسرت الكثير من المتحدثات سبب رفض مصلحة طب النساء والتوليد بالقليعة لاستقبال حالات الولادة الأولى التي يتم توجيهها مباشرة الى مستشفى سيدي غيلاس وزرالدة في حين يبقى الطبيب غائبا عن المناوبة في الكثير من الاحيان، ضاربا عرض الحائط صحة المريض خاصة من الحالات الاستعجالية حسب شهادات مواطنات كن بذات المصلحة المذكورة آنفا، مبدية تأسفهن الشديد لما آلت إليه المصلحة في الوقت الذي كانت قبلة لمرضى مختلف بلديات تيبازة خلال السنوات القليلة الفارطة، ما يستدعي حسبهن ايفاد لجنة تحقيق في القريب العاجل لأجل الوقوف على ما يحدث وتحسين الخدمات المقدمة للنساء الحوامل اللواتي طالما ارقها التنقل بين مستشفى وآخر .