تجميع خمس مصالح بطابق واحد و سرير لكل مريضتين بمصلحة التوليد تشهد مصلحة التوليد بمستشفى قسنطينة الجامعي منذ انطلاق أشغال إعادة الاعتبار في أكتوبر الماضي، ضغطا غير مسبوق، بعدما تم نقل كافة الأقسام إلى طابق واحد، الوضع الذي خلف إرباكا وسط الطواقم شبه الطبية و تراجعا في مستوى التكفل، وصل حد تخصيص سرير لكل مريضتين. تزامن أشغال التهيئة مع غلق عيادة سيدي مبروك، زاد من تأزم الوضع حسب ما أكدته ممرضات و قابلات المصلحة، خصوصا بعدما رفضت إدارة المستشفى تحويل المصلحة نهائيا إلى غاية انتهاء الورشة، و تجاوزت مقترح منع استقبال الحوامل من خارج الولاية، ما زاد من ضغط العمليات بالمصلحة التي تسجل أكثر من 1000 عملية توليد في الشهر، بمعدل حوالي 20 قيصرية يوميا، الوضع الذي انعكس سلبا على عملهن بالمصلحة فضلا عن مستوى التكفل بالمريضات. واقع وقفت عليه النصر أمس ، خلال زيارة إلى المصلحة، إذ حولت مكاتب الطابق الأرضي نحو مركز حقن الدم، و نقلت كافة الأقسام الأخرى بتجهيزاتها إلى الطابق الثاني ، ويتعلق الأمر بعمارة التوليد، مصلحة ما بعد الولادة ، ما بعد العمليات، الحمل عالي الخطورة، وكذا مصلحة أمراض النساء ، حيث أعيدت هيكلتها بشكل يتماشى مع المساحة المحدودة للمكان، و قد لا حضنا أن أقسام ما بعد الولادة تعدت طاقة استيعابها إلى الضعف، لدرجة تخصيص غرفة من 8 أسرة ل 16 مريضة، بقسم ما بعد العمليات، فيما اضطرت مرضات أخريات بذات الغرفة للانتظار على كراسي مخصصة لنقل المرضى بين المصالح، إلى غاية توفير أسرة إضافية لهن. و حسب ما كشفت عنه مصادر من المصلحة، فإن الضغط على الأقسام خلف كذلك، تراجعا في مستوى النظافة و نقصا محسوسا في مواد التطبيب و بعض التجهيزات الخاصة بعمارة التوليد ، و تحديدا الرداء الخاص بالعمليات، وهو ما أدى إلى تأجيل العديد من العمليات القيصرية التي كانت مبرمجة، كما أكدت ذات المصادر، بأن التأجيل اضطر المريضات إلى شراء الرداء من خراج المستشفى مقابل 7000 دج لتعجيل ولادتهن. مشكلة نقل الرضع حديثي الولادة بين الأقسام ، طرحت هي الأخرى بقوة من قبل الأعوان شبه الطبيين بالمصلحة، فقد خلفت حادثة خطف احد الرضع أواخر شهر ماي الماضي، حالة من التوجس وسط الطاقم، فضلا عن أن عملية نقل الرضيع في حد ذاتها تعد خطرة، بسبب احتمال تسجيل حوادث وقوع قد تودي بحياة الرضع. و قد أوضحت مصادرنا، بأن عملية نقل الرضع لا تزال محل تجاذب بين القابلات بعمارة التوليد و ممرضات الأقسام الأخرى، لدرجة أن مهمة نقلهم من الطابق الأول نحو الطابق الثالث المخصص للأطفال حديثي الولادة، أصبحت تسند لعاملات النظافة. كما تمت الإشارة إلى أن الإشكال دفع بطاقم المصلحة إلى طلب فرض تعليمة تحدد و بشكل نهائي المسؤولين عن مهمة نقل الرضع. المقترح الذي لم يؤخذ بعي الاعتبار . مدير مستشفى قسنطينة كمال بن يسعد، أكد بأن الإدارة حاولت إيجاد حلول بديلة من اجل تخفيف الضغط، لكنها عجزت بسبب قدم مختلف مصالح المستشفى، و تأخر إعادة فتح عيادة سيدي مبروك. موضحا بأن أشغال التهيئة ستتطلب أربعة أشهر كحد أقصى. كما اعترف بسجيل تأخر نسبي، قال بأنه يعود لمكتب الدراسات الأول الذي أسندت له المهمة، المشكل الذي تم تداركه مؤخرا بعد سحب الصفقة و تعيين مكتب جديد، التزم حسبه ، بتسليم المشروع نهاية شهر أفريل القادم. أما بخصوص نقص التجهيزات و مشكل نقل الرضع فقد أكد، المسؤول بأن إدارة المستشفى ستعمل على معالجته في أقرب الآجال، مؤكدا بأن مصلحة التوليد استلمت منذ يومين مخزونا كافيا من التجهيزات الضرورية، بما سيسمح باستيعاب الضغط و توفير أفضل تكفل ممكن بالمريضات إلى غاية انفراج الوضع.